الشخصيّة الغامضة : حسن البنّا
- طول المقطع : 00:13:00
وصف للمقطع
مقطع من برنامج [ السرطان القطبيُّ الخبيث في ساحة الثقافة الشيعيّة الحلقة 2 ]
http://almawaddah.be/video.php?id_album=85
● بحسب ما أعتقد كلّ الذين كتبوا عن حسن البنّا مِن الطرفين (مِن الذين مَدحوه، ومِن الذين قدحوه) لم أجد أحداً قد كشف القناع بشكلٍ كامل عن هذه الشخصيّة الشيطانية الغامضة..!
شخصيّة حسن البنّا شخصيّةٌ مركبّة ومُعقّدة.. امتاز حسنُ البنّا بنبوغٍ مِن الدرجة المُتوسّطة بحسب ما أعتقد بالقياس إلى النوابغ في التأريخ وحتّى في وقتنا الحاضر ممّن بلغوا الدرجات العالية في نبوغهم.
• هناك ذكاءٌ عند الإنسان له رُتبٌ ودرجات، ولكن النبوغَ يكون ما بعد أعلى درجات الذكاء.. فإذا ما تجاوز الإنسان أعلى درجات الذكاء فإنّه سيكون في مرتبة النبوغ، والنبوغ على مراتب.. وبحسب ما أعتقد فإنّ حسن البنّا كان على نبوغ مِن الدرجة المُتوسّطة، وكان عالي الهِمّة، يُحاول أن يُحقّق طُموحه الذي هو بلا حدود بأيّة وسيلة، ولكن بنحو خفي جدّاً..!
فحسن البنّا شخصيّةٌ غامضة، يلفّها نبوغٌ (ذكاءٌ عَالٍ بدرجة نُبوغ من الحدّ المُتوسط) مع هِمّة عالية وطُموحٍ بلا حدود، وفي نفس الوقت هو مُستعدٌ لأنْ يعمل كُلّ شيء، فلا يُوجد في قاموسهِ ما هو حلالٌ وما هو حرام.. وإن كان يتظاهرُ بِهذا الأمر! (وتتجلّى هذهِ الحقيقة مِن خلال تصفُّح حالاتهِ ودقائق أوضاعه).
ما بين النبوغ، والهِمّة العالية والطُموح بلا حدود مساحةُ ما يجوز وما لا يجوز في سَبيل تحقيق أهدافهِ الشخصيّة التي لا علاقة لها بالإسلام، هذهِ المساحة (أي مساحة ما يجوز وما لا يجوز) مساحةٌ مُختفية تماماً عنده.. فكُلّ شيء عنده يجوز في سبيل تحقيق أهدافهِ.. لكنّه يُقنّع ذلك بقناعٍ فيه ما يجوز وفيه ما لا يجوز.. ولكنّنا إذا تصفّحنا حياة هذا الرجل نجد أنّه حين يحتاجُ إلى الإدّعاء بأنّه في غِنىً عن الحُكّام والمُلوك، وأنّه يلجأ إلى الله ويتمسّك بعُروة الله، فإنّه سيُطيل الكلام ويُدبّج الحديث وقد كان قادراً بالفعل على الكلام وعلى الخطابة بدرجة جيّدة
لكنّه حِين يحتاجُ أن يُقبّل أيدي المُلوك بل حَتّى أحذيتَهم في سَبيل الوصول لِمصالحه وأغراضه، فهو على أتمّ الاستعداد.. وهُناك صُورٌ لهُ بالفعل وهو يُقبّل أيدي الملوك طَمَعاً في تحقيق أهدافهِ الشخصيّة.
• وحين يحتاج إلى أن يكونَ في خِدمةِ ملوكٍ فاسدين كملوك مصر في ذلك الزمان، فإنّه سيكون مقام الخدمة والطاعة التسليم وسيُوظّف الإعلام، وسيُوظّف جماعته بالتمام والكمال لِخدمة عروش أُولئكَ الملوك..!
• وحين يحتاج إلى تقبيل يد ملكٍ بدوي جاهل، فَإنّه يقعُ ساجداً مُقبّلاً يده.. كُلّ ذلك لأجل تحقيقِ أهدافهِ والبلوغ إلى مصالحه الشخصيّة. (إن استطاع أن يفعلَ ذلك في الخفاء فعل، وإنْ ظهر الأمر ووصلَ إلى أتباعه فإنّه سيخدعهم بمعسولِ كلامه)..!
الحكايةُ هكذا على طول الخط.. فهو على استعدادٍ كامل لِخدمة الحكومة في كلّ وقت.. وحينما يظنّ أن تَبرُّعهُ وأنّ تقديمه لِخدمة الحكومات (في مصر أو غيرها) فإنّه يُبادر من عند نفسه وبتذلّلٍ وتخشّع لأجل تحقيق أهدافه.. وإذا كانت الدماء فإنّه يسفك الدماء.. فلقد سفك دِماء المصريين (من مسلمين ومن غيرهم) وما جهازُه المشؤوم (جهاز التنظيم السرّي) إلّا جهازُ الجريمة الذي يستمرّ إلى يومنا هذا، والذي تجلّى في القاعدة، وفي داعش، وفي غيرهما من واجهات الارهاب الإسلامي بقراءة السقيفة في عصرنا الحاضر.
إنّها جرائم "حسن البنّا" لأجل تحقيق أهدافه.. ولكنّه لم يُحقّق شيئاً، وذهب فاشلاً..!
● سنتحدّث عن نهايته المشؤومة التي يُطبّلون لها ويُزغردون لها في الوسط السُني وفي الوسط الشيعي (من أتباعهِ من قُطبيي الشيعة).
ادّعاءاتُه في الحرب من أجل فلسطين واشتراكُ جماعاته في القِتال هَذا شيءٌ ينتفعُ منه هو.. والذين جاؤوا مِن بعده على نفس الإسلوب، ولكنّهم حين يجدون مصلحةً في أن يتواصلوا مع إسرائيل فإنّهم سيتواصلون (لا يُوجد شيءٌ ممنوعٌ في قاموس هذه الجماعة، وهذا الأمر إنّما أخذوه من مُرشدهم الأوّل وهو: حسن البنّا)
مجموعةٌ بُنيتْ على الكذب.. يكذبون بدرجةٍ لن نجدَ كذّابين لا في الماضي ولا في الحاضر يكذبون ككذبهم..!
يكذبون على جميع المُستويات (يكذبون لِساناً، ويكذبون إيحاءً، ويكذبون فِعلاً.. يكذبون على أتباعهم، على أصداقائهم ، على أعدائهم، بل رُبّما يكذبون على أنفسهم..). مسيرةٌ كُلّها كذبٌ في كذب، مسيرةٌ كُلّها جَريمةٌ وخُداعٌ وجَمعٌ للأموال وغنىً فاحش..!
● صهرُ حسن البنّا كان يُمارسُ الجنس مُحرّماً مع نساء قادة الجماعة ومع بناتهم وزوجاتهم.. وكان حسن البنّا مُطّلعاً على كُلّ تلك التفاصيل ولكنّه يتستّر عليه، وجعله في أعلى الهرم.. وحين اعترض مَن اعترض كان الجواب في نُصرة هذا الصهر الزاني (الحكاية فيها تفاصيل، وستأتي الحكايةُ في حلقة يوم غد). والقصّة تطول.. وأنا هنا لستُ مُؤرّخاً لحسن البنّا وإنّما أُحاول أن أُسلّط الضَوء على جُزء مِن شخصيّته الغامضة.
✤ لن نستطيع أن نخترقَ هذا القناع السميك الذي يلبسهُ ولبِسَهُ حسن البنّا إلّا مِن خلال معرفة أهمّ المَنابع التي نستطيعُ أن نتفحّصها والتي كوّنتْ شخصيّته.. قطعاً نحنُ لا نستطيع أن نسبُرَ أسرارَ أيّة شخصيّة من الشخصيّات، ولكن هناك منابع يُمكن أن نعرفها هي التي تُشكّل جانباً مُهمّاً في تغذيةِ شخصيّتهِ، بغضّ النظر حسن البنّا أو غيره، ولكن الحديث هنا عن حسن البنّا.