الشخصيّة القلِقة و بنج الصنميّة
- طول المقطع : 00:07:35
وصف للمقطع
مقطع من برنامج [ السرطان القطبيُّ الخبيث في ساحة الثقافة الشيعيّة الحلقة 13 ]
● كما قُلت الشخصيّة القلِقة هي الشخصيّة التي لا تملكُ وضوحاً في الرؤية، ولِذلك ما إن تلمح شيئاً يُرى ولو كان ضبابيّاً فإنّها تتمسّك بهِ إلى أبعد الحدود في هذه الجهة، وحِين تلمحُ شيئاً ضبابيّاً يُرى في جهة أخرى فإنّها تترك ما رأته قبلاً وتتمسّك بالآخر.. فهي مرّة في ذات اليمين وأخرى في ذات الشمال! وحينما تكون في ذات اليمين تتنقّل مِن هذه الزاوية إلى تلك الزاوية، وهكذا حينما تكون في ذات الشِمال تتنقّلُ مِن هذه الزاوية إلى تلك الزاوية، وحين تلتزم بزاوية مِن هذه الزوايا تقطعُ بأنّ الكمال والصواب والحكمة في هذهِ الزاوية، وبعد ذلك تتّضحُ لها رُؤيةٌ ضبابيّة أخرى في زاوية مُناقضة لتلك الزاوية، فتميل تلك الشخصيّة إلى تلك الزاوية المُناقضة وتُغالي في تلك الزاوية.. هذه هي الشخصيّة القلِقة.
وهذهِ المُشكلة مُشكلة عامّة، ولكن الناس لا يستشعرون بها لأنّهم مُبنّجون ببنج الصنميّة.. فحينما يُبنّجون بفايروس الصنميّة تكون القُدرة العقليّة مشلولة بالكامل.. ستتحرّك فقط في إطارٍ معيّن ولا تجرؤ أن تخرج عن هذا الإطار.
وهذا الإطار إمّا أن ترسمهُ المجموعة المُشتركة مع هذه الشخصيّة في التصنيم (يعني مجموعة كاملة تُصنّم شخصاً ما) وهذه الشخصيّة تشتركُ مع هذه المجموعة في عمليّة التصنيم.. فالمجموعة هنا تضعُ سوراً للمساحة التي تتحرّك فيها عقول أفراد المجموعة!
• أو إذا كان الأمر مُرتبط بشخصيّة مُعيّنة وتلك الشخصيّة تُحدّد سُوراً لهذا الفرد أو للمجموعة التي تُصنّم هذا الصنم.. تتحرّك عقولهم داخل هذا السور، ولا يستطيعون أن يتسلّقوا السُور لِيروا ما وراء هذا السُور..! هذهِ المُشكلة موجودةٌ في كلّ المجموعات الدينية، وموجودة في كُلّ المؤسّسات الدينية في العالم من أيّ دين كان.. لأنّ رجال الدين أُناسٌ عاديّون مثلي ومثْل الباقين مِن البشر.
نحنُ جميعاً بحسب الإنصاف والعدل: أخطاؤنا أكثر مِن صَوابنا، جهلنا أكثر مِن علمنا، مَعاصينا الدينية أكثر من طاعاتنا، غَفلتنا أكثر مِن انتباهنا، جهالتنا أكثر مِن حِكمتنا.. هذا في أحسن أحوالنا.