الشيخ الغزالي يتّهم حسن الهُضيبي مُرشد الجماعة بانتسابه للماسونيّة
الاخوان المسلمون بين الابتداع الديني والافلاس السياسي

الشيخ الغزالي يتّهم حسن الهُضيبي مُرشد الجماعة بانتسابه للماسونيّة

وصف للمقطع

مقطع من برنامج [ السرطان القطبيُّ الخبيث في ساحة الثقافة الشيعيّة الحلقة 5 ]
http://almawaddah.be/posts.php?postId=359
ما أثاره الشيخ محمّد الغزالي وكان قُطباً مِن أقطاب الأخوان.. ومحمّد الغزالي هو مِن رفاق حسن البنّا، وهو أُستاذ الشيخ يُوسف القرضاوي.
● وقفة عند كتاب [الأخوان المُسلمون بين الابتداع الديني والإفلاس السياسي] لعليّ السيّد الوصيفي
ممّا جاء فيه، وهو ينقل كلاماً للشيخ محمّد الغزالي من كتاب (معالم الحقّ) يقول: 
(ولقد سمعنا كلاماً كثيراً عن انتساب عددٍ من الماسون لِجماعة الأخوان بينهم الأستاذ حسن الهضيبي نفسهُ لجماعة الإخوان، ولكنّني لا أعرفُ بالضبط كيف استطاعتْ هذهِ الهيئات الكافرة بالإسلام أن تخترقَ جماعةً كبيرةً على النحو الذي فعلته!..)
● شيخ محمّد الغزالي هو مِن رموز الأخوان، وحسن الهُضيبي هو المُرشد الثاني.. والذي بقي مُرشداً للأخوان لفترة طويلة جدّاً أكثر مِن غيره.
حس الهضيبي كان قاضياً في محكمة النقض المصرية.. رُبّما كان في مقطعٍ مِن حياته ماسونياً.. كما هو حال شأن الكثير من الشخصيات المصريّة التي انتمتْ إلى المحفل الماسوني الناعم، وليس إلى الماسونيّة الخفيّة 
(ومرّ الحديث عن هذا الموضوع حينّ مرّ الكلام عن جمال الدين الأفغاني وانتسابه للمَحفل الماسوني، بل صار رئيساً للمَحفل الماسوني) فيُمكن أن يكون حسن الهُضيبي قد انتسب إلى الماسونيّة في مَقطعٍ مِن أيّام حياته وما كان هذا بعيب في الأجواء المصرية في تلك الفترة..
ولكن قطعاً بحسب تتبعي حينما كان مرشداً مُنذ فترة اختياره إلى أن توفي لا أعتقد أنّه كان على علاقة بالماسونيّة، هذا مِن جهة.ومن جهة ثانية: إنّي أشك في حديث الشيخ محمّد الغزالي.. لأنّ رجال الدين في كُل الأديان يكذبون.. وأنا أتحدّث هنا عن تجربتي في المؤسّسة الدينية الشيعيّة الرسميّة، لم أجد طيلة حياتي مكاناً يكثرُ فيه الكذب والافتراء أكثر من المؤسّسة الدينية، خُصوصاً حينما يختلف معهم شخص في وجهة نظر.. أو حينما لا يُريد ذلك الشخص أن يكون ذيلاً وخادماً لهم ولعوائلهم، أو حينما يحسدون شخصاً ما لموهبة أو لأمر يمتلكهُ وهُم لا يمتلكونه، ابتداءً مِن المرجع الكبير إلى أصغر شخص في المؤسّسة الدينية فإنّهم يستحلّون الكذب بهذا الاتّجاه!
هناك صفات واضحة في رجال الدين، ونحن نتحدّث الآن عن رجال السنة والشيعة.. والحديث هنا عن عالم سُنّي، هو: الشيخ محمّد الغزالي.
✦ الصِفة الأولى الواضحة في رجال الدين: أنّهم دائماً يقولون ولا يفعلون.. أقوالهم مُناقضة لأفعالهم، يقولون كلاماً جميلاً وهم بين الناس، ويفعلون فعلاً قبيحاً..! والحديث هنا على السواء (في الأجواء السُنيّة والأجواء الشيعيّة أيضاً).
✦ الصفة الثانية: أنّهم ينهارون انهياراً شديداً أمام الأموال والجنس.
✦ الصفة الثالثة: أنّهم يُحلّلون لأنفسهم ما يُحرّمونه على عامة الناس.. يَجدون طُرقاً إلتوائيّة لتحليل ما يُحرّمونه على الناس.
✦ الصفة الرابعة: يستحلّون الكذب بشتّى أنواع الطرق (وسأضرب لكم أمثلة في الحلقات القادمة مِن كذب حسن البنّا، من كذب سيّد قُطب من كُتبهم.. وآتيكم بنماذج مِن الواقع السُنّي والواقع الشيعي...)
فلذلك أشك في كلام محمّد الغزالي في نسبة الماسونية لحسن الهضيبي، والسبب:
أنّه بعد مقتل حسن البنّا عام 1949 بقي الأُخوان مِن دُون مرشد إلى سنة 1953.. كان الهُضيبي مُرشداً ولكن ليس مُرشداً شرعياً حقيقياً، لم يُنصب آنذاك، وكان العديد مِن أعضاء مكتب الإرشاد طامعين في منصب المرشد، والهُضيبي ما كان عضواً في مكتب الإرشاد بشكلٍ عَلَني في زمان حسن البنّا فرفض بعضهم أن يكون حسن الهضيبي مرشداً لجماعة الأخوان، من بين هؤلاء: الشيخ محمد الغزالي.. ممّا حدا بحسن الهُضيبي أن يفصلَ مجموعةً مِن هؤلاء من جماعة الأخوان المُسلمين من بينهم: الشيخ محمّد الغزالي.
فشيخ محمّد الغزالي لم يكن مُقتنعاً أن يكون الشيخ حسن الهُضيبي مُرشداً.. وبعد ذلك فصلهُ الهُضيبي وأخرجهُ من جماعة الإخوان.. فماذا نتوقّع مِن شيخ محمّد الغزالي.. قطعاً سيُلصِق به كُلّ تُهمة، وسيبحث عن كُلّ كلمة قِيلت عنه حتّى وإنْ لم يكن مُعتقداً بها فيقول: قالوا عنه كذا وكذا...