الشيخ المفيد و العلامّة الحلّي ينفيان علم الائمة بما هو كائن !!!
  • طول المقطع : 00:10:35
وصف للمقطع

مقطع من برنامج الكتاب الناطق ح163
■ وقفة عند كتاب [بحار الأنوار: ج42] للشيخ المجلسي وهو ينقل فيه كلام عن الشيخ المفيد في "المسائل العكبريّة"
ينقل الشيخ المجلسي سؤال وُجّه للشيخ المفيد، نصّ السؤال:
(الإمام عندنا أي عند عامّة الشيعة مُجمَع على أنّ يعلم ما يكون، فما بال أمير المؤمنين خرج إلى المسجد وهو يعلم أنّه مقتول وقد عرف قاتله والوقت والزمان؟ وما بال الحسين بن علي سار إلى الكوفة وقد علِ
م أنّهم يخذلونه ولا ينصرونه وأنّه مقتول في سفرتهِ تيك..)
فالشيخ المفيد أجا وقال:
(وأمّا الجواب عن قوله : «إنّ الإمام يعلم ما يكون» فإجماعنا أي إجماع المراجع أنّ الأمر على خلاف ما قال يعني أنّ الإمام لا يعلم ما يكون، وما أجمعتْ الشيعة على هذا القول، وإنّما إجماعهم ثابت على أنّ الإمام يعلم الحُكم في كلّ ما يكون دون أن يكون عالماً بأعيان ما يحدث ويكون على التفصيل والتمييز يعني هناك علم إجمالي فقط !،
وهذا يُسقط الأصل الذي بنى عليه الأسئلة بأجمعها، ولسنا نمنع أن يعلم الإمام أعيان ما يحدث ويكون بإعلام الله تعالى له ذلك، فأمّا القول بأنّه يعلم كلّ ما يكون فلسنا نُطلقه ولا نصوّب قائله؛ لدعواه فيه من غير حجّة ولا بيان. والقول بأن أمير المؤمنين كان يعلم قاتله والوقت الذي كان يُقتل فيه فقد جاء الخبر متظاهراً أي مؤكدّاً وقويّاً أنّه كان يعلم في الجملة أنّه مقتول، وجاء أيضا بأنّه يعلم قاتله على التفصيل، فأمّا عِلْمه بوقت قتله فلم يأتِ عليه أثر على التحصيل ولوجاء به أثر لم يلزم فيه ما يظنّه المعترضون، إذ كان لا يمتنع أن يتعبّده الله تعالى بالصبر على الشهادة والاستسلام للقتل، ليبلغه بذلك علو الدرجات مالا يبلغه إلّا به..) إلى أن يقول: (وأمّا علم الحسين بأنّ أهل الكوفة خاذلوه، فلسنا نقطع على ذلك، إذ لا حجّة عليه من عقل ولا سمع، ولو كان عالماً بذلك هذه العبارة على سبيل الجدل لكان الجواب عنه ما قدّمناه في الجواب عن علم أمير المؤمنين بوقت قتله ومعرفة قاتله كما ذكرناه..) هذه الثقافة موجودة في طبقة المراجع في دروسهم في كُتبهم في تفسيرهم للقرآن.
فحتّى لو قبلنا هنا أنّ هذا الكلام هو أيضاً على سبيل الجدل، فلماذا لا تُبيّن هذه الحقائق للناس؟ لماذا يُبنى عليها؟!
■ وقفة عند ما ينقله الشيخ المجلسي في كتابه [بحار الأنوار: ج42] في جوابه لسؤال سألّه السيّد مُهنّى بن سنان فيما يخصّ أمير المؤمنين في نفس الموضوع، فأجاب العلامّة الحلّي وقال: (أنّه أي سيّد الأوصياء أُخبر بوقوع القتل في تلك الليلة، ولم يعلم في أيّ وقت من تلك الّليلة أو أي مكان يُقتل، وأن تكليفه مُغاير لتكليفنا فجاز أن يكون بذْل مُهجته الشريفة في ذات الله تعالى..)!

المجموع :2701