الشيعيُّ الصَّادقُ والمخلِصُ لا يحتاجُ إلى أدلَّةٍ لمعرفةِ إمامِ زمانهِ
وصف للمقطع

سأقرأ عليكم كلمتين فقط من الكافي الشريف كلمةٌ تُشير إلى إمامنا مِن حَيثُ هُوَ:

في الجزء الأوّل من الكافي الشريف/ طبعةُ دار الأسوة/ طهران - إيران/ صفحة 224/ من الحديث الَّذي يبدأ في صفحة (222)، إنَّهُ الحديثُ الجامعُ في صفاتِ الإمام المعصوم عَن إِمَامِنَا الرِّضَا حديثٌ طويلٌ، إمامُنا الرِّضا صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه يقول، وأأخذُ هذهِ الكلماتِ الوجيزةَ من هذا الحديث الطويل: الإِمَامُ كَالشَّمْسِ الطَّالِعَةِ الْمُجَلِّلةِ بِنُوْرِهَا لِلْعَالَم، وَهِيَ فِي الأُفُقِ بِحَيْثُ لَا تَنَالُها الأَيْدِي وَالأَبْصَار - لا وجهَ للمُقايسةِ لا وجهُ للمُشابهةِ، حينما نواجهُ إمامنا الحق الحُجَّةَ بن الحسن فإنَّ وجداننا وإنَّ ضميرنا سيُخْبِتُ لهُ إذا كُنَّا صادقينَ، إذا كُنَّا مُخلصينَ، فإمامنا الصَّادِقُ يقول عن الشيعي في مثل هذهِ الأجواء القذرة، في أجواءِ مراجعِ حوزة الطوسي المرجئيَّة البَتْريَّة التقصيريَّة ماذا قال إمامنا الصادق؟ قال: (لَا جَرَمَ أَنَّ مَنْ عَلِمَ اللهُ مِنْ قَلْبِهِ مِنْ هَؤُلَاءِ العَوَام أنَّهُ لَا يُرِيْدُ إِلَّا صِيَانَةَ دِيْنِهِ وَتَعْظِيْمَ وَلِيِّهِ لَا يَتْركُهُ فِي يَدِ ذَلِكَ الْمُلَبِّس الكَافِر - الَّذي هو المرجعُ الأعلى، الَّذي تُقلِّدهُ أكثرُ الشيعة - لَا يَتْركُهُ فِي يَدِ ذَلِكَ الْمُلَبِّس الكَافِر، وَإِنَّمَا يُقَيِّضُ لَهُ مُؤْمِنَاً - يُقَيِّضُ لهُ فقيهاً مؤمناً - كَي يَقِفَ بِهِ عَلَى الصَّوَاب)، فإذا كانَ الشيعيُّ في زمانِ الغَيْبَةِ يُرزَقُ التوفيق عِبرَ وِجدانهِ أنْ يُشَخِّصَ الفقيه المرضيَّ عندَ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ في زمانِ الضلالِ وفي زمانِ المراجعِ الأنجاس الَّذينَ هم أضرُّ على ضُعفاءِ الشيعةِ من الشمر ومن حرملة، يُوفَّقُ كي يُدْرِكَ وكي يُشَخِّصَ وكي يصلَ إلى الفقيهِ المرضي عند صاحبِ الزَّمان، فكيفَ لا يكونُ هذا الحالُ وبنحوٍ أوضح وبنحوٍ أقوى وبنحوٍ أشد، تشخيصُ الفقيهِ معَ وجودِ مراجعِ الضلالِ الَّذينَ تتَّبِعُهم أُمَّةٌ من الحمير من حميرِ البشر ومع كُلِّ الإمكاناتِ الهائلة الَّتي بسببها يُضلِّلون الشيعة، معَ ذلك بإمكانِ الشيعي المخلِص أن يُدرك بوجدانهِ أن يُوفِّقهُ إمام زمانه لمعرفةِ الفقيه المرضي عندَ صاحبِ الزَّمان، فكيفَ سيكونُ الحال مع إمام زماننا الأصل؟! القضيَّةُ واضحةٌ جِدَّاً، نحنُ لسنا بحاجةٍ إلى أدلَّةٍ لمعرفةِ إمام زماننا.

حينما نُواجهُ إمامنا الحقيقي عُقُولنا سَتُذعِنُ لهُ، ستتلاشى عُقُولنا وقُلُوبنا، سينماثُ كِيانُنا بين يديه، فهذا هو إمامنا صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه.

سأقرأ عليكم أيضاً جُملةً مِمَّا جاء عن إمامنا الباقر صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه، وهُو يُحدِّثُ أبا خالدٍ الكابلي، صفحة (217)، الحديثُ الأوَّل، من الباب الَّذي عنوانهُ: "أنَّ الأَئِمَّةَ نُورُ اللهِ عزَّ وجلَّ": وَاللهِ يَا أَبَا خَالِد - الإمامُ يُقْسِمُ فهل هُوَ بحاجةٍ للقَسَمِ لتصديقِ قَولهِ؟! إنَّما يستعملُ هذا الأسلوبَ لتنبيهنا، لإلفاتِ نظرنا - وَاللهِ يَا أَبَا خَالِد، لَنُورُ الإِمَامِ - ويستعملُ لام التوكيد هنا - لَنُوْرُ الإِمَامِ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِين أَنْوَرُ مِنَ الشَّمْسِ الْمُضِيْئَةِ بِالنَّهَار، وَهُم واللهِ يُنَوِّرُونَ قُلُوبَ الْمُؤْمِنِين - الشيعيُّ الصَّادقُ والمخلِصُ لا يحتاجُ إلى أدلَّةٍ لمعرفةِ إمامِ زمانهِ، لا يحتاجُ إلى أسئلةٍ عن عظائمِ الأمور، لا يحتاجُ إلى مُعجزاتٍ، إمامنا دالٌّ على نفسهِ بنفسهِ، دالٌّ على ذاتهِ بذاتهِ صلواتُ اللهِ عليه.

هذا المضمونُ الَّذي نقرأه في دعاء الصَّباح: (يَا مَنْ دَلَّ عَلَى ذَاتِهِ بِذَاتِه وَتَنَزَّهَ عَنْ مُجَانَسَةِ مَخْلُوْقَاتِه)، هذا المضمونُ يتجلَّى في وجهِ اللهِ أيضاً، فالإمامُ المعصومُ أيضاً نستطيعُ أن نُخاطِبهُ: يا مَن دلَّ على ذَاتهِ بِذَاتهِ وتَنَزَّهَ عن كُلِّ مَن يَدَّعي أنَّهُ إمامٌ، أنَّه صاحبُ مقامٍ، مِن كُلِّ الآدميّين وغيرهم، وتَنزَّه عن مُشابهةِ الجميع، فالإمامُ لا يُقَاسُ بهِ أحد.

المجموع :2701

العنوان الطول روابط البرنامج المجموعة الوثاق