الصَّادقُ عليه السلام ; جَعَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مُلْكَ سُلَيْمَانَ فِي خَاتَمِهِ
- طول المقطع : 33:35
- مقطع من برنامج : الخاتمة_261 - يا امام هل من خبر ج32
وصف للمقطع
في (تفسير القُمِّي)، طبعةُ مؤسَّسة الأعلمي، بيروت، لبنان، صفحة (580)، إمامنا الصَّادقُ يقول - جَعَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مُلْكَ سُلَيْمَانَ فِي خَاتَمِهِ - هذا هُو الجهازُ الكنترول، يُمكننا أن نتصوَّر الفكرة بمثالٍ يكونُ مُقرِّباً ومُبَعِّدَاً في الوقتِ نفسهِ، إنَّها الحقيبةُ الرئاسيّةُ الَّتي يصطحِبُها الرَّئيسُ الأمريكيُّ معهُ في الظروفِ الحرجة الَّتي تمرُّ فيها البلاد، قُلتُ لكُم مِثالٌ مُقرِّبٌ مِن وجهٍ ومُبَعِّدٌ من وجهٍ آخر.
عندنا في الرواياتِ: أنَّ مواريثَ النُبُوَّةِ ودلائلَ الإمامةِ، وهي شؤونٌ ماديَّةٌ حِسيَّةٌ خارجيَّةٌ الإمامُ لا يحتاجُها لنفسهِ، وإنَّما يحتاجها لشيعتهِ، الإمامُ يحتفظُ بها في خاتمهِ في فص خاتمهِ، نحنُ نتحدَّثُ عن مِقدارٍ كبيرٍ من المواريثِ والدلائل، هذا موضوعٌ فيهِ تفصيلٌ كثير..
-فَكَانَ إِذَا لَبِسَهُ حَضَرَتهُ الجِنُّ وَالإِنْسُ وَالشَّيَاطِيْنُ - الشَّياطينُ صِنفٌ من الجن، لكنَّهم أدهى، لكنَّهم أذكى، يمتلكونَ من القُدراتِ الهائلةِ، هؤلاءِ هُم الجنُّ الطيَّارةُ الَّذينَ يجلسونَ مجالسَ ومقاعدَ للسَّمع يسترقون السَّمعَ عندَ ثُغورِ حُدودِ السَّماء، وكانوا يخترقونَ السَّماواتِ قبلَ مولدِ مُحَمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وآله - وَجَمِيْعُ الطَّيْرِ وَالْوَحْش - الوحشُ أيضاً هُم جُزءٌ من عَسْكَرِ سُليمان، لكنَّ الآياتِ ذكرت الطَّيرَ لخُصوصيّةٍ فيه - وَأَطَاعُوه - هذا هو الكنترول - فَيَقْعُدُ عَلَى كُرْسِيِّهِ - على كُرسيِّهِ الطائر، ليسَ المراد هنا من كُرسيِّهِ الكرسيُّ الَّذي يجلسُ عليهِ في قصرهِ أو في مجلسِ حُكمهِ ومُلْكهِ، الحديثُ هنا عن الكُرسي الطائر الَّذي تارةً يطيرُ بسرعةِ الرُّخَاء، وتارةً يطيرُ بالسرعةِ العاصفة، وقطعاً ما بينَ هذا وهذا هُناك سُرعةٌ وسُرعةٌ وسُرعة - وَبَعَثَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ رِيَاحَاً تَحْمِلُ الكُرْسِي بِجَمِيْعِ مَا عَلَيْهِ مِنَ الشَّيَاطِيْن وَالطَّيْرِ وَالإِنْسِ وَالدَّوَابِّ وَالْخَيْل - الدَّوابُّ والخيل إنَّها الوسائلُ العسكريَّةُ لقُوَّاتهِ ولِجُندهِ، كُلُّ هذهِ الأعداد الهائلة تكونُ موجودةً على كُرسيِّهِ الطائر على بِساطهِ الطائر - فَتَمرُّ بِهَا فِي الْهَوَاء - في الهواء في الفضاء، فالعربُ تُسمِّي هذا الفراغ تُسمّيه الهواء، وفي الحقيقةِ ما هو بفراغ هذا مكان، هذا البُعدُ المكانيُّ للأشياء، بل هو البُعدُ الزَّمَكَانيُّ للأشياء كما يُصطلحُ عليهِ في الفيزياء، أو قد يُقالُ لهُ البُعدُ المجرَّدُ في الفيزياء القديمة في الفلسفات القديمة، وقد يُقصَدُ من البُعدِ المجرَّدِ شيءٌ آخر، لا أريدُ أن أخوض في هذهِ التفاصيل.
- إِلَى مَوْضِعٍ يُرِيدُهُ سُلَيْمَان وَكَانَ يُصَلِّي الغَدَاة بِالشَّام - إنَّهُ يُصَلِّي الصُّبح قبل أن يتحرَّكَ بِكُرسيِّهِ الطائر صلاةُ الغَداة هي صلاةُ الفجر، تُسمَّى صلاةُ الصُّبح، تُسمَّى صلاةُ الغَداة - وَيُصَلِّي الظُّهْر بِفَارِس - في بلادِ إيران، الروايةُ طويلةٌ، إنَّما أردتُ أن آخذ هذه اللقطةِ كي تُرابطوا بين ما جاء في الروايةِ وما جاء في الآياتِ وما حسبتهُ لَكُم من سُرعة الرِّيحِ الرُّخَاء والعاصفة.