الصَّادِق عليه السلام: مَا أَنْزَلَ اللّهُ آيَةً فِي الْمُنَافِقِين إِلَّا وَهِي فِي مَن يَنْتَحِلُ التَشَيُّع
- طول المقطع : 0:15:47
- مقطع من برنامج : ما بين واقعين واقع الدنيا وواقع الدين ح9 - العباسيون القدماء والجدد ج5
وصف للمقطع
قاعدةٌ مِن قواعدِ تفسير القُرآن، إنَّها خطيرةٌ جِدَّاً: الحديثُ الخامِسُ والثلاثون بعدَ الخمسمائة مِن الصفحةِ التاسعةِ والتسعين بعدَ المئتين: بِسَنَدِهِ، عَن عَلِيّ بنِ يَزيد الشَّامي، قَالَ: قَالَ أبُو الحَسَن - إمامُنا الكاظمُ صلواتُ اللّهِ وسلامهُ عليه - قَالَ أَبُو عَبْد اللّه - يُحَدِّثُ عن أبيهِ الصَّادِق - مَا أَنْزَلَ اللّهُ سُبْحَانَهُ آيَةً فِي الْمُنَافِقِين إِلَّا وَهِي فِي مَن يَنْتَحِلُ التَشَيُّع - "ينتحلُ"؛ يعتقدُ، قاعدةٌ خطيرةٌ في فهم القُرآن، نحنُ نَتحدَّثُ عن مرحلة التَّأويل، مرحلةُ التَّنزيل نُسِخت، آياتُ النِّفاقِ في مرحلة التَّنزيل كانت في مُنافقي المدينة، في مُنافقي زمان التَّنزيل، لكنَّهُ في مرحلة التَّأويل فإنَّ الآياتِ لها دِلالةٌ أخرى، وهذهِ قاعدةٌ من قواعدِ تفسير القُرآن، آتيكم بمثالٍ لآياتٍ واضحةٍ جِدَّاً بهذا الصدد:
في سورة الحديد من الآيةِ الثانيةِ بعدَ العاشرةِ بعدَ البسملة وما بعدها:
﴿يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾، الآيةُ واضحةٌ في دِلالَتِها الإجماليّة.
بحسبِ القاعدة الَّتي مَرَّت علينا فهؤلاء شِيعةٌ - يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ ۞ يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ - هؤلاءِ ما هُم بمنافقي مرحلة التَّنزيل، مُنافقو مرحلة التَّنزيل لم يكونوا يَعتقدونَ بالإسلام على الإطلاق، هؤلاءِ مُنافقو مرحلة التَّأويل، يعتقدونَ بجانبٍ مِن الدِّين لكنَّهم يحملونَ عقيدةً ضالَّةً، يَنْتَحِلونَ مَودَّتنا وليسَ مِنَّا - يُنَادُونَهُمْ - المنافقونَ والمنافقات يُنادون المؤمنينَ والمؤمنات - أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ قَالُوا بَلَى - كنتُم معنا - وَلَكِنَّكُمْ فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ - ذهبْتُم في طريقٍ آخر - وَتَرَبَّصْتُمْ - تَرَبَّصْتُم بِنا نحنُ الَّذينَ دَعونَاكُم إلى الهُدى - وَارْتَبْتُمْ - أخذتكم الشكوك - وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ - إنَّها أمانيُّ الدُّنيا - حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ﴾ إلى آخر الآيات.
الآيات الَّتي بعدها ترتبطُ بها، وستأتي هذهِ الآيةُ في السياق: ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ﴾، وسيطولُ الأَمَدُ، وطالَ الأَمَدُ عَلى الشيعةِ الَّذينَ ماتوا في زمان الغَيْبَةِ وقست قُلُوبُهم، هذهِ الآياتُ تتحدَّثُ عن المذهب الطوسي بشكلٍ واضح.
في الجزء الثاني مِن تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترةِ الطاهرة للمُحدِّث الاسترابادي النجفي شرف الدين/ طبعةُ مؤسَّسة الإمام المهديّ/ قُم المقدَّسة، الروايةُ طويلةٌ أذهبُ إلى سطرٍ مِنها: "يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ" - الروايةُ عن إمامنا الباقر صلواتُ اللّهِ عليه، هكذا يقولون: أَلَم نَكُنْ مَعَكُم فِي الدُّنْيَا نَبِيُّنَا وَنَبِيُّكُم وَاحِد، وَصَلَاتُنَا وَصَلاتُكُم وَصَوْمُنَا وَصَوْمُكُم وَحَجُّنَا وَحَجُّكُم وَاحِد - هؤلاءِ ما هُم المخالفون، المخالفونَ حَجُّهُم يختلفُ عن حَجِّ الشيعة، وصَومُهُم يختلف، وصلاتُهم تختلف، لكنَّ هؤلاء هكذا يتصوَّرون مِن أنَّ صلاتَهم كصلاةِ هؤلاء باعتبارِ أنَّ العنوانَ الدُّنيوي الَّذي كان يُطلَقُ عليهم مِن أنَّهم شِيعة، صلاتُنا تختلفُ عن صلاةِ الطوسيّين، الطوسيّونَ يعتقدونَ أنَّ ذِكرَ عليٍّ في التشهُّد الوسطي والأخيرِ في الصَّلاة يُبْطِلُ الصَّلاة..
الروايةُ طويلة، قرأتُ من الصفحةِ الحاديةِ والستين بعدَ الستمئة.
العنوان | الطول | روابط | البرنامج | المجموعة | الوثاق |
---|