الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيم عند آل طوسي وعند آل محمّد صلوات الله عليهم
- طول المقطع : 14:09
- مقطع من برنامج : ما بين واقعين واقع الدنيا وواقع الدين ح24 - المذهب الطوسي ج5
وصف للمقطع
أأخذُ لقطةً مِن تفسير الطوسي مِن سُورة الفاتحة وهو يُفَسِّرُ (الصِّراطَ الـمُسْتَقِيم) ماذا يقول؟
وَقِيلَ في معنى قولهِ: "الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيم"، وجوه - هذا في الصفحةِ الثانيةِ والأربعين من الجزء الأوَّل مِن الطبعةِ الَّتي أشرتُ إليها - أَحدُها؛ إنَّهُ كِتابُ اللّه - الصِّراطُ المستَقِيم كِتابُ اللّه - وَرُوي ذلكَ عن النَّبي وعن عليٍّ صلَّى اللّهُ عليهِما وآلهما وابنِ مسعود - وما قيمةُ ابنِ مسعود حتَّى يُذكَرَ مع النَّبي وأميرِ المؤمنين؟! - والثاني؛ إنَّهُ الإسلام، حُكِي ذلكَ عن جابرٍ وابنِ عبّاس - وما قِيمةُ جابر وما قيمةُ ابنِ عبّاس إذا كانَ الكلامُ قد وَردَ عن النَّبي وأميرِ المؤمنين ما قيمةُ هؤلاء؟! - والثالثُ؛ إنَّهُ دِينُ اللّه عَزَّ وجل الَّذي لا يقبَلُ مِن العبادِ غَيرَه. والرابع؛ إنَّهُ النَّبي والأئِمَّةُ القَائمونَ مَقامَهُ صلواتُ اللّهِ عليهِم، وهو المرويُّ في أخبارنا - يعني هذا ما جاء عن مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد، يُساوي بينَ الأقوال.
إذا كانَ الطوسيُّ شيعيَّاً هل يتكلَّمُ بهذهِ الطريقة؟! حتَّى إذا أردتُ أن أقول وأن أجد لهُ مَحْمَلاً هزيلاً مِن أنَّهُ يُريد أن يستعرض الآراء، فلماذا يَذكرُ ابنَ مسعود مع النَّبي وأمير المؤمنين في حدٍّ واحد؟!
التفسير:
والأَوْلى؛ حَملُ الآيةِ على عُمومِها - هو لا يُفَسِّرُ بما فَسَّرَ بهِ الأَئِمَّة، تفسيرٌ غبيٌّ، حَملُ الآية على عُمومها نقول: مِن أنَّ الصِّراطَ الـمُستقيم هو الاتجاهُ الصحيح هُو الطريقُ الصحيح - لأنَّا إذا حَمَلناها على العُموم دَخَل جميعُ ذلكَ فيه - جميعُ الأقوال، ولماذا نُريد أن نُدخِلَ جميعَ الأقوال إذا كانَ أَئِمَّتُنا قد فَسَّروا لنا الصِّراطَ المستقيم ونحنَ بايعنا في بيعة الغديرِ على تفسيرهم؟! فلماذا نُريدُ أن نُدْخِل كُلَّ الأقوال؟! هذا هو دِينُ العِترة أم هذا هو الـمَذْهَبُ الطوسي؟ - فالتخصيصُ لا معنى له - أن نُخَصِّصَ الصِّراطَ المستقيم بأميرِ المؤمنين لا معنى له - قَولُهُ تعالى: "صِرَاطَ الَّذِينَ أْنَعَمْتَ عَلَيْهِم"؛ معناهُ بيانُ الصِّراطِ المستقيم إذْ كانَ كُلُّ طريقٍ مِن طُرق الحق صِراطاً مُستَقِيماً، والمعنى؛ صِراطَ مَن أنْعَمتَ عَليهِم بطاعتك - ماذا أقولُ لهذا الأثول؟!!
في تفسير القمّي/ طبعةُ مؤسَّسة الأعلمي/ بيروت - لبنان/ الصفحةِ الحاديةِ والثلاثين: فِي مَعنَى "الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيم"، إمامُنا الصَّادِق يَقُول: فِي قَوْلِهِ؛ "الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيم" - فِي قَولهِ تَعالَى: "اهدِنَــــا الصِّرَاطَ الْمُستَقِيمَ" - هُو أَمِيرُ الْمُؤْمِنين وَمَعرِفَتُهُ، وَالدَّلِيلُ عَلَى أنَّهُ أَمِير الْمُؤْمِنِين - هُنا في سورة الفاتحة - قَولُهُ تَعَالَى: "وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ" - ما جاء في الآيةُ الرابعةُ بعدَ البسملةِ مِن سورة الزُّخرف: ﴿إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ - الآيةُ الثالثة، والَّتي بعدها - وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ﴾، وهُوَ أميرُ المؤمنين، الإمامُ الصَّادِقُ فَسَّرَ الصِّراطَ المستقيم واستدلَّ عليهِ مِن القُرآنِ أيضاً - وَهُوَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِين فِي أُمِّ الكِتَاب - وسورة الفاتحة مِن أسمائها أُمُّ الكِتاب، الصِّراطُ الـمُستقيم عليٌّ هذا عُنوانٌ خاصٌّ بأمير المؤمنين، هذا الطوسي الأثول ألم يقرأ في الزيارات؟!
الزيارةُ المطلقةُ السابعة أنموذج؛ بقيَّةُ الزيارات فيها هذا المضمون، زيارةٌ مُطلقة من الزيارات المطلقة لأميرِ المؤمنين وهي الزيارةُ السابعة بحسبِ مفاتيح الجنان، هكذا نُسَلِّمُ على أميرِ المؤمنين: السَّلَامُ عَلَى النَّبَأِ العَظِيم، السَّلَامُ عَلَى مَنْ أَنْزَلَ اللّهُ فِيْهِ؛ "وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيم"، السَّلَامُ عَلَى صِرَاط اللّهِ الْمُسْتَقِيم - هذهِ العباراتُ حينما تقرؤونها يا أيُّها الطوسيّون تفهمون معناها أو أنَّكم لا تقرؤونَ الزيارات أو أنَّكم تضحكونَ على أمير المؤمنين؟! ما أنتُم تقولونَ في عِلمِ أصولِكم القَذِر؛ (مِن أنَّ التَّبَادُرَ مِن علامات الحقيقة)، ماذا يتبادرُ مِن هذهِ التعابير؟ ألا يتبادرُ من هذهِ التعابير أنَّ هذهِ الإطلاقات إطلاقات مُباشرة وحقيقيَّةِ نُخاطِبُ بها أميرَ المؤمنين؟!
هذهِ زيارةٌ مَخصوصة من زيارات الأمير وهي زيارةُ الأميرِ في يوم الغدير، زيارةٌ مَرويّةٌ عن إمامنا الهادي صلواتُ اللّهِ وسلامهُ عليه، هكذا نُسَلِّمُ على أمير المؤمنين في يوم الغدير: السَّلَاُم عَلَيْكَ يَا دِيْنَ اللّه القَوِيْم وَصِرَاطَهُ الْمُسْتَقِيم، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبَأُ العَظِيم الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُون وَعَنْهُ يُسْأَلُون - هذا هُو أمير المؤمنين.
في دُعاء النُدبة، إذا قالَ قائلٌ مِن أنَّ التعابيرَ هُنا مَجازيّةٌ وهي ليست كذلك، ولَكِن لِنقبل هذا الجهلَ من القائل، فماذا نصنعُ مع دُعاء النُدبةِ الشريف ونحنُ نُخاطبُ الإمامَ الحُجَّةَ ونقولُ لهُ: يَا ابْنَ الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيم - هذا أيضاً معنىً مجازي؟! هذا الحُجَّةُ بنُ الحسن هذا قائمُ آلِ مُحَمَّد أبوهُ الصِّراطُ الـمُسْتَقيم - يَا ابْنَ الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيم، يَا ابْنَ النَّبَأِ العَظِيم، يَا ابْنَ مَنْ هُوَ فِي أُمِّ الكِتَابِ لَدَى اللّهِ عَلِيٌّ حَكِيم - تُلاحظونَ هذهِ الكلمات جاءت في دُعاء النُدبة، وجاءت في زيارات الأمير، وجاءت في كلامِ أمير المؤمنين الَّذي قرأتهُ مِن (تفسير القمّي)، في تفسيرِ الصِّراط المستقيم في سورة الفاتحة، ألا لعنةٌ على منهج الطوسي الَّذي صنعَ للشيعةِ مَذْهَبَاً..