العباداتُ الماليّةُ مُلازمة للعباداتِ المعنويّة
  • طول المقطع : 00:29:02
وصف للمقطع

مقطع من برنامج دليل المسافر ح40
• ● أنا أسألكم: تقرأون زيارة آل يس؟! أو لا تقرأونها؟! زيارةُ إمامِ زمانكم والتي وردتْ مِن الناحيةِ المُقدّسة.
• جاءَ في الدُعاء الذي يُقرأ عقيبَ الزيارة الشريفة:
• (اللّهُم إنّي أسألكَ أن تُصلّي على مُحمَّدٍ نبيّ رحمتكَ وكلمةَ نُورك وأن تملأ قلبي نُورَ اليقين، وصدْري نُور الإيمان، وفِكْري نُور النيّات – هو الهاجسُ الذي يسكنني دائماً – وعزمي نُور العِلْم، وقُوّتي نُور العَمَل – قوّتي المعنويّة والماديّة – ولساني نُورَ الصِدْق، وديني نُور البصائر مِن عندك، وبصري نُور الضياء، وسمعي نُور الحكمة، ومودّتي نُور المُوالاةِ لمُحمّدٍ وآلهِ عليهم‌ السلام، حتّى ألقاكَ وقد وفيتُ بعَهْدكَ وميثاقك – بعهدي العقائدي، بعهدي المالي، بكُلّ العهود – فتُغشّيني رحمتُك يا وليُّ يا حميدُ..).
• كُلُّ هذه الأنوار هي التي تقودني إلى الوفاء بعهدي وميثاقي (حتّى ألقاكَ وقد وفيتُ بعَهْدكَ وميثاقك) الوفاءُ بالعَهْد والمِيثاق يَحتاجُ إلى كُلّ هذهِ الطاقة النُوريّة، وهذهِ الطاقةُ النُوريّة لن تكونَ إلّا مِن مَصدر النُور.. ولن تصِلَ إلينا إلّا أنّهُ “صلواتُ الله عليه” يُصلّي علينا، فإذا صلّى علينا إمامُ زماننا فإنَّ أبوابَ هذهِ الطاقةِ تُفتحُ لنا.. قطْعاً إذا كُنّا نستحقُّ ذلك بِحَسَب حكمتهِ ” عليه السلام”.
• ● مِن أهمّ الأسباب التي تفتحُ علينا أبوابَ صلواته هو الإتيانُ بالعباداتِ الماليّةِ بنحوٍ صحيح.. وأن تكونَ تلكَ العباداتُ الماليّةُ مُلازمةً للعباداتِ المعنويّة.. ولِذا فإنَّ القرآن يُصرُّ دائماً كي يجمعَ بين إقامةِ الصلاة وإيتاء الزكاة.. هذه الزكاةُ عنوانٌ للعباداتِ الماليّة كُلّها.. هذا موضوعٌ كبير بعيدٌ عن أذهانِ مراجعنا الكرام، بعيدٌ عن الذي يُدرَسُ في هذه الحوزات التي تدّعي أنها تُدرّسُ علومَ آلِ مُحمّد، وليسَ لِعلومِ آلِ مُحمّدٍ في هذهِ الحوزات لا مِن عينٍ ولا مِن أثر.
• معارفُ آل مُحمّد هي في قُرآنهم المُفسّر بتفسيرهم، وليس مِن أثرٍ لِقُرآن مُحمّدٍ وآلِ مُحمّد المُفسّر بتفسيرهم لا عند مراجعنا ولا في حوزاتنا.. هذهِ هي الحقيقةُ مِن الآخر.
• ● قوله: (وأن تملأ قلبي نُورَ اليقين، وصدْري نُور الإيمان) قلبي هُنا عقلي، فإنَّ اليقينَ مِن مراتب العِلْم والعِلْمُ موطِنهُ العقل، أمَّا الإيمانُ فموطنهُ القلب، إنّها المعرفةُ.. فصدْري تُشيرُ إلى قلبي الوجداني.
• فالقلبُ تُطلَقُ على العقل وتُطلَقُ على القلب الذي هو القَلْب مركز الوجدان.. مركزُ المشاعر والعواطف.
• ● قوله: (وبصري نُور الضياء) الضياءُ شيءٌ حِسّي، أمّا النُورُ هُنا فهو شيءٌ معنوي.. إنّها مُمازجةٌ بين المعنى والمادّة، بين الرُوح والجَسَد، بين العقلِ والقلبِ والحواس.. هذهِ مصادرُ المعلوماتِ عند الإنسان.. حواسّهُ: بصرهُ، سمعهُ وبقيّة الحواس.. قلبهُ: المعلومات الوجدانيّة والعاطفيّة.. عقله: المعلوماتِ العلميّةُ والعقليّة الصِرفة، وكُلُّ هذا ينتظِمُ في مَخلوقٍ يتألّفُ مِن رُوحٍ وجَسَد.. الحديثُ هُنا في جانب الرُوح وفي جانب الجَسَد.
• هذه المضامين لن تتحقّق إلّا أن يُصلّي علينا إمامُ زماننا.. ومِن أهمّ الأسبابِ، ومِن أهمّ الشروط، ومِن أهمّ الحقائقِ التي تجعلُ إمامنا يُصلّي علينا هُو أداؤنا للعباداتِ الماليّة بشكلٍ صحيحٍ وِفقاً لِمنهجِ مُحمّدٍ وآلِ مُحمّد لا وِفقاً لِهذا المنهج الأعوج الموجود في واقعنا الشيعي الآن، في جوّ المرجعيّة الشيعيّة، في جوّ المُؤسّسةِ الدينيّةِ الشيعيّة الرسميّة.
• أحاديثُ أهْل البيت تتحدّثُ في اتّجاهٍ آخر، وهذهِ المُؤسّسةُ تتحدّثُ في اتّجاهٍ بعيدٍ جدّاً عن الذي يتحدّثُ عنه مُحمّدٌ وآل مُحمّد ” عليهم السلام”.
• ● مِثلما الصلواتُ التي هي العباداتُ المعنويّة تُطهّرُ أرواحنا وأجسادنا.. كذلكَ الزكواتُ التي هي العباداتُ الماليّة تُطهّرُ أرواحنا وأبداننا أيضاً.. والسبب هو صلاةُ إمامِ زماننا علينا.
• في صلواتنا المعنويّة إنّنا نختمُ الصلاة بالسلام على إمامِ زماننا، فإذا ما سلّمنا على إمامِ زماننا فهو يردُّ السلامَ علينا، وهُنا تُقبَلُ صلاتنا إذا ردَّ علينا.. كذاك هي العباداتُ الماليّة إذا ما جئنا بها بشكلٍ صحيح يُصلّي علينا، فإذا صلّى علينا قُبِلتْ عباداتنا الماليّة.. فما كانَ منها لتطهيرنا مِن الذنوب فإنَّ تلكَ العبادات ستُطهّرنا مِن ذُنوبنا، وما كان مِنها لإحياءِ أمر آلِ مُحمّد فإنّه سيذهبُ في طَريقهِ الصحيح في إحياءِ أمرهم وفي إعلاءِ كلمتهم ” عليهم السلام”.. أمَّا الذي يحدثُ الآن فهو شيءٌ آخر لا علاقةَ له بهذا المنطق.
• ● هذا الإصرارُ القرآنيُّ على قرْن الزكاةِ بالصلاة نَجدهُ أيضاً في زياراتِ الأئمة.. فدائماً حين نُخاطبُ الأئمة نَشهدُ لهم أنّهم قد أقاموا الصلاةَ وآتوا الزكاة.. علماً أنَّ الأئمةَ ليسوا بحاجةٍ إلى هذهِ الصلواتِ وإلى هذهِ الزكوات، ولكنّهم هُم الأُسوةُ وهُم القُدوة، فلابُدَّ أن يأتوا بها وأن تكونَ مَعلماً واضحاً في سيرتهم.
• هذا النُور في هذا الدُعاء المُتأتّي بسبب صلاةِ إمامِ زماننا علينا وتلكَ الصلاةُ المُتأتيّةُ بسبب العبادات المالية الصحيحة التي تأتي مُنسجمةً مع العباداتِ المعنويّةِ الصحيحة هو الذي يُولّد الإخلاص.
.