القياسُ في منطق الكتاب و العترة
  • طول المقطع : 00:04:00
وصف للمقطع

مقطع من برنامج قرٱنهم ح 9
■ قياسُ إبليس أخذهُ إلى أنّه يُريد أن يعبدَ اللهَ مِن حيثُ يُريد هو.. بل ربّما أنّ هذهِ الحالة هي التي أخذته إلى القياس (الأمور مُتداخلة)
القياسُ وهو أسلوبٌ من أساليب الاستنتاج والفِكر "هو طريقة مِن طُرق التفكير" قد تصدقُ في بعض الأحيان وقد لا تصدق.. ومِن هنا تحدّث الأئمة عن دينهم من أنّه لا يُقاسُ بالعقول؛ لأنّ العقول في ساحة الدين قد تُصيبُ وقد تُخطىء إذا ما دخلنا إلى التفاصيل، لأنّ التفاصيل خَلفيتها غَيبيةٌ، والعقول لا تستطيعُ أن تتلمّس الغَيب.
العقول بإمكانها أن تُدرك الكلّيات مِن الدين.. ومن لا عقل له لا دين له.. والأنبياء حُجَجٌ ظاهرة والعقول حُجَجٌ باطنة، وما بعِثَ الأنبياء إلّا لإثارة دفائنُ هذهِ العقول. (هذا منطِقُ الكتاب والعِترة).
● العقول لها مساحةٌ تتحرّك فيها ونعودُ إليها ونحتجُّ بها، ولكن العقول لن تستطيعَ أن تتعدّى تلكَ المساحة وتتدخّل في شُؤونٍ ورائيتُها غَيبيّةٌ لا تستطيعُ العقول أن تتلمّسها.. فحينئذٍ ستتخبّط. القياس طريقة تفكير وطريقة استنتاج في حياة الإنسان قد تُصيب وقد تُخطىء.. وإذا ما تَوجَّهنا بهذهِ الطريقة إلى تَفاصيل الدين فَإنّنا سنعثرُ ونعثرُ وعثرُ.. ومِن هنا عثرَ إبليس لأنّه قاس الأشياء على ظواهرها مِن دون أن يذهب إلى ما ورائيّة ذلك. ✤ وقفة قصيرة عند تساؤل ورد على سماحة الشيخ بشأن مضمون تَمّ بيانهُ في الحَلقاتِ المُتقدّمة يتعلّقُ بمَوقف إبليس حِين رفضَ السُجود لآدم واستعمل القياس وقال: {خلقتني من نارٍ وخلقتهُ مِن طين}
مضمون الاستفسار: هل كان إبليسُ ساذجاً وسَطحياً ونَظَر للظاهر فقط..؟ أمّ أنّه نَظَر للباطِن وأدرك عُمْق الباطن فاستكبرَ وأعرضَ عنه ووقف على الظاهر استكباراً وحسداً؟ لاسيّما وأنّ إبليس يَعلم الخَير كُلّه والشرّ كُلّه