الله خير الماكرين
وصف للمقطع

في الآيةِ الرابعةِ والخمسين بعد البسملةِ من سورةِ آلِ عمران حديثٌ مباشرٌ عن كُلِّ المضامين الَّتي تقدَّمت في الآيات الَّتي تلوتها عليكم، سأذهبُ إلى الآيةِ بحدودِ ألفاظها: ﴿وَمَكَرُواْ - مكروا وفقاً لما عندهم من مُعطياتٍ يُشاهدونها على خشبةِ مسرح التقدير - وَمَكَرَ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِين﴾، مَكَروا أعداءُ الله الحديثُ هنا عن اليهود، على أيِّ أساسٍ كان مكرهم؟ على أساسِ ما يُشاهدونه على خشبةِ مسرح التقدير، هم لا يملكون اطّلاعاً على ماذا يجري في كواليسِ هذا المسرح، إنَّهم يُشاهدونَ الَّذي يجري على خشبة المسرح بغضّ النظر أكانت الستارةُ مفتوحة أم لم تكن..

مَكرُ اللهِ أين يكون؟ في كواليسِ مسرح التقدير، الماكرونَ هنا مُحَمَّدٌ وآلُ مُحَمَّد فلا نتوقَّعُ أنَّ الله يُقايسُ فيما بينَ مَكرهِ ومكرِ إبليسَ مثلاً!

﴿وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِين﴾، المكرُ هنا هو حُسنُ التخطيط الإلهي ولُطفُ التدبير الربَّاني، والماكرونَ هنا مُحَمَّدٌ وآلُ مُحَمَّد، فإنَّ التخطيطَ بأيديهم وإنَّ التدبيرَ والتقديرَ إليهم، نحنُ لا نتوقَّعُ أنَّ الله سبحانهُ وتعالى يُقايسُ بين مكرهِ ومكرِ إبليس! أو أن يُقايسَ بين مكرهِ سبحانه وتعالى ومكرِ معاوية على سبيلِ المثال، هذا الكلامُ ليسَ منطقيَّاً!

في سورة الأنفال، الآيةِ الثلاثين بعد البسملة: ﴿وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِيْنَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ - الخطابُ لرسول اللهِ صلَّى اللهُ عليه وآله، ما خَطَّط لهُ الماكرونَ من عُتاةِ قُريش وفي مجلسهم في دارهم حينما جلسوا يُخطِّطون لقتلِ رسول الله دخلَ عليهم شيخٌ نجديٌّ وهو الَّذي أشارَ عليهم ما أشارَ به، ذلك الشيخُ النجديُّ بعد أن أشارَ عليهم ما أشارَ به أخذوا يُفتِّشون عنهُ كي يشكروه فما وجدوه، إنَّهُ إبليس الرواياتُ هكذا حدَّثتنا - وَيَمْكُرُون وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِين﴾، هُناكَ حَدَثٌ على خشبةِ مسرح التقدير، وهُناكَ حقيقةٌ تجري في الكواليس.

في سورة النمل، الآيةِ الخمسين بعد البسملة وما بعدها: ﴿وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنَا مَكْراً وَهُمْ لَا يَشْعُرُون﴾، هم لا يعلمونَ بتخطيطنا، هُم مكروا مكرهم وفقاً للمعطياتِ على خشبة المسرح أكانت سريَّةً أم علنيَّةً، ظاهرةً للجمهور الَّذي جاءَ لمشاهدةِ المسرح أم أنَّها خلفَ ستارة المسرحِ لأنَّ الستارة لم تُفتح بعد - فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ﴾، الحديثُ عن قومِ ثمود، سياقُ الآياتِ السابقة في قصّةِ قومِ ثمود، ﴿وَمَكَرُوا مَكْراً - ما كانوا قد خطَّطوه في مواجهةِ نبيِّهم صالح - فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ۞ وَأَنجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُون﴾، أنجيناهم بمكرنا.

المجموع :2701

العنوان الطول روابط البرنامج المجموعة الوثاق