المقامُ البشري المقيَّد والمقامُ البشري المطلق للمعصوم في دُعاءِ شهرِ رجب
- طول المقطع : 9:00
- مقطع من برنامج : الخاتمة_264 - يا امام هل من خبر ج35
وصف للمقطع
في دُعاءِ شهرِ رجب المروي عن إمامِ زماننا صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه، في (مفاتيح الجنان) من الأدعيةِ الرجبيّةِ الَّتي تُقرأُ في كُلِّ يوم من أيَّامِ شهرِ رجب: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِمَعَانِي جَمِيْعِ مَا يَدْعُوْكَ بِهِ وِلَاةُ أَمْرِك الْمَأْمُوْنُوْنَ عَلَى سِرِّك الْمُسْتَبْشِرُوْنَ بِأَمْرِك الوَاصِفُوْنَ لِقُدْرَتِك الْمُعْلِنُوْنَ لِعَظَمَتِك - هذا المقامُ البشريُّ المقيَّد في أسمى تجليّاتهِ، وجاء الوصفُ: (الْمَأْمُوْنُون) مثلما في قراءةِ أهل البيت للآيةِ الخامسةِ بعد المئة من سورة التوبة، والْمَأْمُونُونَ في الكتابِ الكريم هُم أصحابُ الأمانات، وأصحابُ الأماناتِ هُم الأَئِمَّة بحسبِ تفسيرهم الشريف الَّذي بايعنا عليهِ في بيعة الغدير.
بعد ذلكَ: أَسْأَلُكَ - ينتقلُ الكلام إلى المقام البشري المطلق - أَسْأَلُكَ بِمَا نَطَقَ فِيْهِم مِنْ مَشِيَّتِك فَجَعَلْتَهُم مَعَادِنَ لِكَلِمَاتِك وَأَرْكَانَاً لِتَوْحِيْدِك - في هذا المقامِ لا يوجدُ تأسّي ولا يوجدُ اقتداء - وَآيَاتِك وَمَقَامَاتِكَ الَّتِي لَا تَعْطِيلَ لَهَا فِي كُلِّ مَكَان يَعْرِفُكَ بِهَا مَن عَرَفَك لَا فَرْقَ بَيْنَكَ وَبَيْنَهَا إِلَّا أَنَّهُم عِبَادُكَ وَخَلْقُك - هذهِ جهةُ المقامِ البشري المطلق، فالمقاماتُ مُتعدِّدة، ومن هنا جاءت القاعدةُ؛ قاعدة حفظِ المقامات - فَتْقُهَا وَرَتْقُهَا بِيَدِك بَدْؤُهَا مِنْك وَعَوْدُهَا إِلَيْك.
عادَ الدعاءُ إلى المقامِ البشري المقيَّد؛ "أَعْضَادٌ وَأَشْهَاد وَمُنَاةٌ وَأَذْوَادْ وَحَفَظَةٌ وَرُوَّاد"، المقامُ البشريُّ المقيَّدُ في أعلى رُتَبهِ.
يعودُ الدعاءُ إلى المقامِ البشري المطلق؛ "فَبِهِم مَلَأْتَ سَمَاءَكَ وَأَرْضَك حَتَّى ظَهَرَ أَنْ لَا إِلَه إِلَّا أَنْت".
هذهِ هندسةُ أدعيةِ أهلِ البيت، وهذهِ الهندسةُ لن تُدرَك إِلَّا بمعرفةِ معاريضِ كلامِهم، إلَّا بمعرفةِ لحنِ قولهم، من دُونِ إدراكِ أسرارِ هندسةِ الأدعيةِ والزيارات لن يستطيعَ أحدٌ أن يُدرِكَ أسرارها.