المنهج السُّني الأعور في التعامل مع عليٍّ نفس النبي في القرآن و مع أبي بكر !
- طول المقطع : 00:17:54
وصف للمقطع
مقطع من برنامج السرطان القطبيُّ الخبيث في ساحة الثقافة الشيعيّة ح 16
● العقل السُنّي محكومٌ بهذه القاعدة وبهذا المنطق الإستحماري:
(أن سيّدنا معاوية رضي الله عنه وأرضاه قتل سيّدنا حِجر بن عدي رضي الله عنه وأرضاه، لأنّه كان على دين سيّدنا عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه).. هذا هو المنطق الذي يحكم العقل السُنّي!!
✤ وقفة عند مثال (علمي وعملي) وقد أشرتُ إليه في الحلقات المُتقدّمة:
● في سورة التوبة في الآية 40 (آية الغار): {ثانيَ اثنين إذ هُما في الغار إذ يقولُ لصاحبهِ لا تحزن إنّ الله مَعَنا..}.
والحديث هنا عن النبي وعن أبي بكر بن أبي قُحافة. فأبو بكر صاحبُ رسول الله بحسب مِيزان القرآن، كما في هذه الآية.
• بينما في سُورة آل عمران الآية 61 (آية المُباهلة) يقول القرآن: {فقُلْ تعالوا ندعُ أبناءَنا وأبناءَكم ونساءَنا ونساءَكُم وأنفُسنا وأنفُسكُم}
أنفسنا هنا يعني عليٌ.. فليس مِن المنطقي أنّ رسول الله يدعو نفسه.. وفي كتب التأريخ حتّى علماء السُنّة يعلمون أنّ الآية في فاطمة وفي الحسن والحُسين وفي عليّ.. فالقرآن هنا عبّر عن عليّ بهذا التعبير (وأنفُسنا) فهو نفسُ رسول الله، وصاحب رسول الله قطعاً.
• فكيف يُمكن أن تصحّ المُقارنة بين رجلٍ يُقال لهُ صاحب رسول الله، وبين رجلٍ يُقال له نفسُ رسول الله..؟
حينما يختلفان: عليٌ وأبو بكر.. فمَن نتبّع بِحسب المنطق والعقل؟ هل نتبّع شخصاً منزلتهُ أنّه صاحبُ رسول الله؟ أم نتّبع شخصاً منزلته أنّه نفسُ رسول الله؟
في المنطق السُنّي يتّبعون صاحب رسول الله..!! أمّا في المنطق الاعتيادي بعيداً عن الصنميّة وبعيداً عن التحجّر الفكري وعن الشلل العقلي الآتي مِن مَرض الصنميّة سيقول القائل: أنّنا نتّبع نفس رسول الله، فهو قطعاً مُقدّمٌ على صاحب رسول الله.
✤ وقفة عند مقطع مِن حديث طويل في [صحيح مُسلم] الحديث يشتمل على مُحاورة بينَ عُمر بن الخطّاب وعليّ بن أبي طالب والعبّاس بن عبد المُطلّب.. أذكر لكم منها موطن الحاجة.. يقول عمر لأمير المؤمنين وللعبّاس بن عبد المُطلّب:
(فلمّا تُوفي رسول الله، قال أبو بكر: أنا وليّ رسول الله، فجئتما تطلب ميراثك من ابن أخيك ويطلب هذا ميراث امرأته من أبيها، فقال أبو بكر: قال رسول الله: ما نورَث ما تركناهُ صدقة، فرأيتماه كاذباً آثماً غادراً خائناً والله يعلم إنّه لصادقٌ بارٌ راشدٌ تابعٌ للحق، ثمّ توفي أبو بكر وأنا وليّ رسول الله ووليّ أبي بكر، فرأيتماني كاذباً آثماً غادراً خائناً والله يعلم إنّي لصادقٌ بارٌ راشد تابع للحق..)
فهذا الحديث يشتمل على تقييم أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب لأبي بكرٍ ولعُمر.. (وأمير المؤمنين هو نفسُ رسول الله)
وكذلك الحديث يشتمل على تقييم عُمر لأبي بكر وتقييمه لنفسه أيضاً.. وعُمر هو صاحبُ رسول الله وليس نفسه.. فبأيّ تقييم نأخذ؟
حتّى لو فرضنا (جدلاً) أنّ تقييم أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب تقييمٌ خاطىء.. فنحنُ هُنا نُريد أن نُحكّم المنطق بعيداً عن الصنميّة وعن التحجّر العقلي: هل المنطق يحكم باتّباع شخصٍ هو صاحبُ رسول الله؟ أم نتبّع شخصاً هو نفسُ رسول الله؟!
• علماً أنّ نفس هذه الرواية التي أوردها مُسلم في صحيحه أوردها البُخاري أيضاً في صحيحه في باب الخمس.. ولكن البُخاري معروف بالتدليس وبتقطيع الروايات. (فالروايات التي هي في فضل عليّ وآل عليّ يُقطّعها إلى أبعد حدّ.. وكذلك الروايات التي تكشف معايب الصحابة خُصوصاً الكبار منهم يُقطّعها أيضاً لطمس الحقائق).
إضافة إلى أنّ البُخاري كان شديد العداء لآل مُحمّد "صلواتُ الله عليهم"؛ فلهذا صارَ كتاب البخاري عند المؤسّسة الدينيّة السُنيّة هُو المُقدّم!