المهدويّة عند الشيعة و السُّنة و عند حسن البناّ
- طول المقطع : 00:08:16
وصف للمقطع
مقطع من برنامج [ السرطان القطبيُّ الخبيث في ساحة الثقافة الشيعيّة الحلقة 6 ]
● المنبع (8) مِن المنابع التي تركتْ آثارها في شخصيّة حسن البنّا: "المهدويّة".
والمُراد مِن "المهدويّة" في أصْلها: عقيدتنا بإمامنا المهدي "صلواتُ الله عليه"، وتلك العقيدة موجودة في كُتب السُنّة، وعند الصوفية.. وحسن البنّا تقلّب ما بين التسنن والتصوّف والتسلّف (أي السلفيّة) .. فهو سُنّيٌ صُوفيٌ سَلَفيٌ (وهي عناوين من الصعوبة أن تجتمع في شخصية واحدة)!
• حسن البنّا تأثّر وإلى حدّ ما بالفِكر الشيعي في هذه الجهة، وبِمُستوىً ضعيفٍ جدّاً؛ لأنّ الشيعة تعتقد أنّ الإمام المهدي مولودٌ، موجود، حيّ، شاهدٌ، غائبٌ عن الأبصار.. لأنّنا حِين نتحدّث عن غَيبتهِ في عقيدتنا، إنّنا نتحدّثُ عن غَيبتهِ عن الأبصار، وبعبارة أدق: أبصارُنا ليستْ قادرةً على رؤيته.. هو يَرانا، هو شاهدٌ على أعمالنا {وقُلْ اعملوا فسَيَرى اللهُ عمَلَكُم ورَسَولُهُ والمُؤمنون}
• السُنّة: يقولون أنّه لم يُولد بعْد، وسيُولد في زمن مُعيّن، وذَكَروا لَهُ اسْماً ووَصْفاً.
• الصوفيّة: البعض منهم يعتقدون بنفس عقيدة الشيعة، والبعض الآخر منهم يعتقد بنفس عقيدة السُنة.
بالنتيجة: هذهِ العقيدة (الإمام المهدي) يُمكن أن أقول عنها بأنّها عقيدةٌ شيعيّةٌ بامتياز، مُخفّفةٌ ضعيفةٌ في الفِكْر السُنّي.. والصُوفيّة تدخلُ هذهِ العقيدة في جُملة عقائدهم.
● كما هو ديدنُ حسن البنّا، فإنّه يُوظّف كُلّ شيءٍ لأهدافهِ ولِمطامحه، وللدولةِ المنشودةِ التي يُريد أن يكون لها إماماً.. حسن البنّا التقطَ هذا الموضوع وحرّفه! حرّفه مِن أنّ الإمام المهدي شخصيّة حقيقيّة .. ولكن حسن البنّا حوّلها إلى فِكرة (إلى فكرة المهدي) أي: أنّ إماماً مِن المُسلمين سيحكُم العالم، وسيُطيعهُ الجميع، وسيُطبّق الإسلام في جميع أنحاء الأرض. فحوّل هذهِ العقيدة مِن شخْصٍ بعينه إلى فكرةٍ، وتمنّى بأن تتلبّس فيه.
● طبعاً هذا التصوّر: (مِن أنّ المهدي فكرة يُمكن أن تتجلّى هذهِ الفكرة في أيّ شخصٍ يحمل نفس المواصفات) هُناك مَن سَبَق حسن البنّا إلى ذلك مِن الفِرَق الشيعيّة ومنِ الفِرَق الصُوفيّة، وحتّى مِن السُنّة.. ومهدي السُودان ما كان ببعيد عن حسن البنّا.. وقِصّتهُ قِصّة مُفصّلة وهو سُنيٌّ خرج مِن الأجواء السُنيّة الصُوفية.
وهناك مجموعات عِبْر التأريخ وإلى يومنا هذا ادّعتْ المهدويّة، البابية والبهائية، وكذلك المجموعات الخطّابية المُعاصرة، ومجموعات أُخرى.. هذه القضيّة موجودة على طول الخط.