المَسلك العُمري ومنهج السقيفة في التعامل مع القرآن: حسبنا كتاب الله
- طول المقطع : 00:12:08
وصف للمقطع
مقطع من برنامج [ قـرآنـهـم ] الحلقة ( 17 )
✤ مسألة مُهمّة جدّاً أشرتُ إلى جانبٍ منها في الحلقة المُتقدّمة:
المَسلك العُمري (منهج السقيفة في التعامل مع القرآن: حسبنا كتاب الله) والذي يُنكرهُ علماء الشيعة بألسنتهم، ولكنّهم عملياً يُنفّذونه عملياً حِين يُفسّرون القرآن وحتّى حين يستنبطون الأحكام الشرعية يُنفّذون هذا المنهج حرفياً.. ولكنّهم نظرياً يرفضونه.
بغضّ النظر عن الاتّجاه السُنّي والشيعي.. إذا رجعنا إلى القرآن لوحده سنجد فيه:
• أولاً: الحُروف المُقطّعات لا يستطيعُ أحد أن يتعامل معها أو أن يَفهمَ منها شَيئاً، وكُلّ الذي ذَكَرهُ المُفسّرون هُراءٌ في هراء سواء من السُنّة أو الشيعة. • ثانياً: قَصصَ الأنبياء حتّى لو أردنا أن نجمع كلَّ الآيات التي وردتْ في قصّة كلّ نبي (باعتبار أنّ قصص الأنبياء مُتناثرٌ في السور القرآنية) في كلّ سورةٍ إذا ما ذَكرتْ بَعْضاً مِن قَصص الأنبياء فإنّها تذكرُ صُورةً، تذكرُ لقطة تذكر جانباً.. وفي بعض الأحيان نفس هذه الّلوحة بعينها تُذكر في سورة أخرى بإضافةٍ ليستْ موجودةً في السورة التي سبقتها. فقصصَ الأنبياء مِن المُستحيل أن تُفهَم وأن تُعرف تَفاصيلها مِن دُون الرجوع إلى حديث العترة.. مِن دُون حديث العترة لن نستطيع أن نعرف قصص الأنبياء في القرآن.. إذ ستبقى علامات استفهام كثيرة، وتبقى الصور ناقصة، ولا نعرف الأمكنة ولا الأزمنة.. بل إنَّ القَصص القُرآني ليس فيهِ أزمنة ولا أمكنة، ولا من شخصيات واضحة، وهناك كلام مقفل.
فحتّى لو جمعنا جميع الأحاديث مع كلّ الآيات في قصّة كلّ نبي، ستبقى القَصص ناقصة لأنّ تمام الروايات لم يصِل إلينا.. فكيف يقولون من أنّهم يعودون للقرآن بأنفسهم ويستطيعون أن يفهموا القرآن..؟! وليس فقط قصص الأنبياء.
ما يتعلّق بسيرة النبي وبأحداث جرتْ في عصره ذُكرت في القرآن فيما يرتبط بالصحابة، بقريش، بالناس في ذلك الوقت.. من دون أحاديث الأئمة لن تكتمل الصُور.. وإذا رجعنا إلى كُتب التأريخ أو كُتب أعدائنا فإنّ المعاني تُحرّف بالكامل بدرجة 100%
وإذا ذهبنا إلى أحكام الدين وعملنا بأحكام القرآن فقط لخالفنا ما يُريده الله 100 % لأنّ آيات الأحكام مُجملة وغير واضحة.. شرحُها وبيانها وتفاصيلها في حديث أهل البيت.
● فإذا كانت آيات الأحكام لا نستطيع فهمها مِن دون حديث العترة، وقصص الأنبياء لن نستطيع أن نصِل إلى حقيقتها، وما يرتبط بسيرة نبيّنا وأحوال الأُمّة في زَمنه وأحوال الأمم في أيّامه لن نستطيع أن نصِل إليها مِن دُون حَديثهم، الحروف المُقطّعة لن نفهم منها شيئاً.
ما يرتبط بالتأريخ بشكل كامل، ما جاء مذكوراً في القُرآن الكريم في كلّ ما يَرتبط بالتأريخ (سواء يتعلّق بالأنبياء بأيّ شيء) لن نستطيع أن نعرفه مِن دُون الرجوع إلى حديث العترة.
ما يرتبط بالجنّة بالنار، والموت والرجعة وسائر التفاصيل.. والله لا نعرف شيئاً منها من القرآن مِن دون الرجوع إلى حديث العترة
ما يرتبط بأصْل الخِلقة وكيف خُلقتْ السماواتُ والأرض، وكيف خُلق الإنسان، ما يرتبط بالملائكة والجنّ، ما يرتبط بحقائق التوحيد والأسماء الحُسنى.. والله كُلّ هذا لن نعرف منه شيئاً مِن دُون الرجوع إلى حديث العترة.
● ومع أنّنا (أنا وأمثالي ممّن يعتقدون أنّ القرآن لا يُفسّر إلّا بحديث العترة) مع أنّنا نعود إلى حديثهم، ولكن مع ذلك ما أجده من مساحات مجهولة هو أوسع بكثير من المساحات المَعلومة.. وكلّ حديثي هذا هو في عالم العبارة!
فلا أدري كيف هؤلاء الذين يُسمّون بالدكاترة، أو يُسمّون بالفُقهاء، أو يُسّمون بالمُفسّرين.. لا أدري هؤلاء كيف وصلوا إلى هذهِ الفِكرة مِن أنّهم يستطيعون أن يَعرفوا أسرار القرآن..! قَطْعاً أخذوا ذلك من المنهج العمري (حسبنا كتاب الله).
● قصص الأنبياء حينما يتحدّث القرآن عنها يُعطينا صُوراً جانبية، لقطات مقطعية.. ولِّذا حين أمرّ بين هذه الآيات سأتحدّث بشكل إجمالي.. سيكون مروري على هذه القَصص مُروراً سريعاً بحسب السياق التنزيلي للمُصحف، وإذا كان هناك لقطات مُهمّة جدّاً سأشير إليها.