النبيّ صلّى الله عليه وآله يطرد كبار الصحابة اللّذين أساؤوا الأدب معه : قوموا عنّي !
  • طول المقطع : 00:30:02
وصف للمقطع

مقطع من برنامج [ السرطان القطبيُّ الخبيث في ساحة الثقافة الشيعيّة الحلقة 11 ]
✤ وقفة عند [صحيح البُخاري] باب كتابة العلم:
(بسنده عن ابن عبّاس قال: ‏لمّا اشتدّ بالنبيّ وجعهُ، قال: ‏‏ائتوني بكتابٍ أكتبُ لكم كتاباً لا تضلّوا بعده، قال عمر‏: ‏أنّ النبي ‏‏غلبهُ ‏الوجع، وعندنا كتابُ الله حسبُنا فاختلفوا وكثر ‏‏الّلغط ، ‏قال: قُوموا عنّي، ولا ينبغي عِندي التنازع يعني طردهم رسول الله ، ‏فخرجَ ‏ابنُ عباس،‏ ‏يقول: ‏إنّ ‏الرزيّة ‏كلّ ‏‏الرزية ‏‏ما حالُ بين رسول الله وبين كتابه)
● أيّ أهميّة لِهذا الكتاب؟! هذه الّلحظاتُ الأخيرة من حياة رسول الله، والنبيّ يُريد أن يكتب كتاباً للأمّة، كتاباً لا يضلّوا بعد هذا الكتاب!
وقد أخبرهم مِن أنّ الأُمم السابقة بعد رحيل أنبيائها تفرّقتْ وتمزّقتْ.. وكذلك القرآن أخبرنا عن تشتّت الأمم بعد رحيل أنبيائها وتمزّقها.
والنبّي أخبر هذه الأمّة أنّ ما جرى في الأمم السابقة سيجري في هذه الأُمّة حذو القُذّة بالقُذّة وحذوّ النعل بالنعل، ولو أنّهم دخلوا جُحْر ضَبّ لدخلتم فيه باعاً بباع، وذراعاً بذراع.. كُلّ هذهِ المعاني بيّنها رسول الله للأمّة.. فالمفروض أنّ الصحابة هُم الذين يطلبونَ هذا الكتاب مِن رسول الله.. ولكن القضيّة هنا بالعكس، رسول الله هو الذي يطلب أن يكتب لهم كتاباً.
• قول عُمر (أنّ النبي ‏‏غلبهُ ‏الوجع، وعندنا كتابُ الله حسبُنا) هل أنّ عُمر أكثرُ حِكمةً وأدقُّ تشخيصاً مِن رسول الله؟! وإن كان النبيّ في مرضهِ حينها بعد أن سُمّ، وهذا السمّ هو الذي سبّب لهُ هذا الوجع وأدّى إلى استشهادهِ "صلّى الله عليه وآله".
النبيّ هُو النبيّ في حياته وفي موته.. ألا نُسلّم على النبيّ في صلواتنا؟! كُلّ أهل القِبلة يُسلّمون على النبيّ في صلواتهم، لأنّ النبيّ إمامٌ، حيٌ، عالمٌ، مُدركٌ.. إنْ كان ذلك في حياتهِ أو بعد شهادته، والنبيّ نبيٌ في صِحّتهِ أو في مَرَضه، والنبيُّ نبيٌ في يقظتهِ أو في نومه. فما الموتُ إلّا نُقلى مِن دار إلى دار.. هكذا ثقّفنا محمّدٌ "صلّى اللهُ عليه وآله".. فإذا كان الموتُ بالنسبة لأمثالنا نُقلى مِن دار إلى دار.. فما بالكَ بسيّد الكائنات؟!
..........
فضلاً عن عدم لياقتهم الأدبيّة.. فما هكذا يُخاطَبُ سيّد الكائنات.. فضْلاً عن عدم التواصل العاطفي الذي يتناسب مع حال النبي وهو في حال وجعه!
• ما يُرقّعهُ بعض علماء السُنّة أنّ عُمر أو كبار الصحابة قالوا ذلك إشفاقاً منهم على رسول الله، فهذا غير منطقي.. فهل الإشفاق على رسول الله أن يُسيئوا الأدب مع رسول الله، أو أن يستجيبوا لِطلبه؟!
وإذا كان هذا إشفاقاً على رسول الله، فهل رسول الله لا يعلم أنّ هذا إشفاق أم ليس بإشفاق؟! إذا كان إشفاقاً، فلماذا طردهم؟!
● الجهة التي أُريد أن أذهب إليها: أنّ هؤلاء الصحابة حتّى لو أحسنّا الظنّ بهم فإنّ هذا الموقف يكشف عن عدم اعتقادٍ صحيح بنبوّة النبي، فهُم وصفوه بأنّه يهجر.. وحتّى إذا أردنا أن نحذف كلمة (يهجر) رُغم أنّها موجودة في أحاديث أُخرى في البخاري ومُسلم.. فهذه أيضاً عقيدة فاسدة؛ لأنّها تعني أنّ الوجع يُؤثّر في عقل النبي "صلّى الله عليه وآله"..! وهذا ضلال.. فالنبوّة لا يُمكن أن تكون بهذه الهيئة، وبهذه الصورة.
النبوّة حالُ تواصلٍ مُطلق.. إن هو إلّا وحيٌ يُوحى. (يعني أنّ كُلّ ما عند رسول الله: إنْ كان بعنوان القرآن، أو كان بعنوان كلامه وحديثه.. فهو لا ينطقُ عن الهوى.. لا يُمكن أن ينطق عن الهوى في أيّ حالٍ مِن أحواله.. وإلّا ما الفارق بين النبيّ وغيره).. فهذا يدلّ على أنّ عقيدتهم ليستْ صحيحة بسبب جهلهم.
• ويدلّ أيضاً على أنّه لا معرفة لهم بالقرآن، فدعواهم "حسبنا كتاب الله" دعوى مبنيّة على الجهل المُركّب.. فلو كان لهم علمٌ بالقرآن، لعلموا أنّ القرآن يتحدّث عن رسول الله بأنّه ما ينطقُ عن الهوى، إنْ هوى إلّا وحيٌ يُوحى.
هذا هو حالُ هذهِ المجموعة وهُم كبارُ الصحابة.. يُسيئون الأدب مع رسول الله في أحرج لحظات حياته.. فهذا التصرّف الذي تصرّف بهِ الصحابة لا يصحّ مِن أيّ أحد في زيارة أي مريض.. فكيف والكلام عن رسول الله "صلّى الله عليه وآله"؟!
(إساءةُ أدب، قلّة علم، سوء في الإعتقاد) هؤلاء هم كبار الصحابة.. بغضّ النظر عن الأسماء.. ولهذا طردهم رسول الله "صلّى الله عليه وآله"!
• أنا أسألكم هنا: لو أنّ مجموعة مِن الناس بهذا الوصف، بهذا الحال.. هل يستطيع إنسان أن يثق بهم في أن يقودوا أُمّة؟!
• النبيّ "صلّى الله عليه وآله" حين قال لهم: "قوموا عنّي" يعني: أنّكم يا كبار الصحابة لا تعرفون الّلياقة، ولا تعرفون الآداب، ولا تعرفون الأعراف، ولا تعرفون كيف تتعاملون معي بعد كُلّ هذه الفترة الزمنيّة الطويلة التي صاحبتموني فيها!

المجموع :2701

العنوان الطول روابط البرنامج المجموعة الوثاق