إِلَهِي مَن كَانَت مَحَاسِنُهُ مَسَاوِي فَكَيف لَا تَكُونُ مَسَاوِيه مَسَاوي
- طول المقطع : 0:26:21
- مقطع من برنامج : الخاتمة_296 - يا امام هل من خبر ج67
وصف للمقطع
دُعاءِ يومِ عرفة، مفاتيح الجنان: إِلَهِي إِلَهِي عَلِمْتُ باخْتِلَاف الآثَار - فأنا أَثَرٌ وكُلُّ شيءٍ حولي من الآثار، وهذهِ الآثارُ أنا وغيري أحوالُها مُتقلِّبة وتجري عليها الأحداثُ، نُدركُ منها ما نُدركُ بحسبِ ما نراهُ على خشبةِ مسرح التقدير، أمَّا الَّذي يختفي ويختفي هُناكَ في كواليسِ مسرح التقديرِ فذلكَ لا علمَ لنا به - وَتَنَقُّلَات الأَطْوار - الأطوارُ إنَّها أطوارُ هندسة التقدير - وَتَنَقُّلَات الأَطْوار أَنَّ مُرَادَكَ مِنِّي أَنْ تَتَعَرَّفَ إِلَيَّ فِي كُلِّ شَيء حَتَّى لَا أَجْهَلَكَ فِي شَيء - هذا إذا سلَّمتُ لإمامِ زماني، لأنَّني أكونُ قد أدركتُ الحكمة مِمَّا أُشاهدهُ على خشبةِ مسرح التقدير، ومِمَّا هو خفيٌّ عنّي في كواليسِ ذلكَ المسرح - إِلَهِي كُلَّمَا أَخْرَسَنِي لُؤْمِي أَنْطَقَنِي كَرَمُك - فَلؤمي هو الظاهرُ على خشبةِ مسرح التقدير، وأمَّا كَرَمُكَ يَحوطني في خشبةِ مسرحِ التقدير، وفي كواليسِ مسرحِ التقدير - وَكُلَّما آيَسَتْنِي أَوْصَافِي - إنَّها قبائحي - أَطْمَعَتَنِي مِنَنُك - هذا هو التعريفُ الحقيقيُّ للإنسان - إِلَهِي مَن كَانَت مَحَاسِنُهُ مَسَاوِي - هذهِ المحاسنُ تظهرُ على خشبة المسرح لكنَّها في الكواليسِ مساوي - فَكَيف لَا تَكُونُ مَسَاوِيه مَسَاوي، وَمَن كَانَت حَقَائِقُهُ دَعَاوِي فَكَيفَ لَا تَكُونُ دَعَاوِيهِ دَعَاوِي - ومَن كانت حقائقهُ كما تبدو على خشبةِ مسرح التقدير، لكنَّها في الكواليسِ تظهرُ حقيقتُها على ما في بواطنها وما في دقائقها فتتحوَّلُ الحقائقُ إلى دعاوي - إِلَهِي حِكْمَتُكَ النَّافِذَة وَمَشِيَّتُكَ القَاهِرَة لَم يَتْرُكَا لِذِي مَقَالٍ مَقَالاً وَلَا لِذِي حَالٍ حَالَاً.
هذا هو الكلامُ العجيبُ الَّذي سأقرؤهُ عليكم: إِلَهِي إِلَهِي كَمْ مِن طَاعَةٍ بَنَيتُهَا - إنَّها طاعةٌ هكذا بَنيتُها، ابتداءً من نيَّتي قبل الشروع وانتهاءً بآخر مرحلةٍ من مراحل تلكَ الطاعة - وَحَالَةٍ شَيَّدتُها - وحالةِ خيرٍ بحسبِ تصوّري واعتقادي - هَدَمَ اِعْتِمَادِي عَلَيهَا عَدْلُك بَلْ أَقَالَنِي مِنْهَا فَضْلُك - أقالني منها لأنَّها عيوب، الإقالةُ متى تكون؟ الإقالةُ تكونُ عند العيوب، عند الخسران، لولا فَضلُكَ لكانت عُيوباً وذُنوباً أُحاسَبُ عليها، عجيبٌ هذا الكلام!
عبارةٌ أخرى في هذا الدُّعاء الشريف: إِلَهِي إِلَهِي أَغْنِنِي بِتَدْبِيرِكَ لِي عَنْ تَدْبِيرِي - تدبيري هو الَّذي يظهرُ على خشبة المسرح، أنا أريدُ تدبيركَ الَّذي في كواليسِ مسرح التقدير، لن أصلَ إلى ذلك حتَّى أكونَ مُسلِّماً لإمامِ زماني - وَبِاخْتِيَارِكَ عَن اِخْتِيَارِي، وَأَوْقِفْنِي عَلَى مَرَاكِزِ اِضْطِرَارِي - لماذا؟ كي ألجأ إليك، مراكزُ اضطراري إنَّها مراكزُ جهلي، مراكزُ فشلي وكسلي، مراكزُ عُيوبي الَّتي لها أوَّلٌ وليسَ لها آخر، مراكزُ غفلتي مراكزُ ضياعي، ضياعي في هذهِ الدُّنيا، وضياعي إذا ما أوكلتني إلى نفسي..
إلى أن يقول الدُّعاءُ الشريف: إِلَهِي إِلَهِي كَيْفَ أَسْتَعِزُّ وَفِي الذِّلَّةِ أَرْكَزْتَنِي، أَم كَيْفَ لَا أَسْتَعِزُّ وَإِلَيْكَ نَسَبْتَنِي - نحنُ ما بينَ مستويين من التقدير؛ من تقديرٍ على خشبة المسرح، ومن تقديرٍ في كواليس المسرح، التقديرُ على خشبة المسرح على مراتب، والتقديرُ في كواليس المسرحِ هوَ أيضاً على مراتب - إِلَهِي إِلَهي كَيْفَ لَا أَفْتَقِرُ وَأَنْتَ الَّذِي فِي الفُقَرَاءِ أَقَمْتَنِي، أَمْ كَيْفَ أَفْتَقِرُ وَأَنْتَ الَّذِي بِجُودِكَ أَغْنَيتَنِي - إلى آخر الدعاء الشريف.