إنطباق الأحاديث على واقعنا الشيعيّ المعاصر
وصف للمقطع

في (الكافي الشريف) للكُليني ، الجزءُ الثامن، طبعةُ دار التعارف/ بيروت - لبنان/ الصفحةِ الرابعةِ والثمانين بعدَ المئة، الحديث التسعون بعد المئتين: بسندهِ - بسندِ الكُليني - عَن إِمَامِنا الكَاظمِ مُوسَىٰ بنِ جَعْفَر صلواتُ اللَّهِ عليه: لَوْ مَيَّزتُ شِيْعَتِي - الإمام يقول ميَّزتُهم صنَّفتُهم - لَم أَجِدْهُم إِلَّا وَاصِفَة - نتكلَّمُ إنَّهُ كلامٌ، هذا هو واقِعُنا، هذا الواقعُ لسنا نحنُ الَّذينَ صنعناه، نحنُ نتيجةٌ لواقعٍ يتراكمُ عِبرَ القرون من طريقِ آبائنا وأجدادنا وأسلافنا، هذا لا يعني أنَّنا لا نُلامُ على هذا، بإمكاننا أن نُغيـﱢـرَ واقعنا - وَلَو امْتَحَنْتُهُم لَمَا وَجَدْتُهُم إِلَّا مُرْتَدّين - لِماذا يكونونَ مرتدّين؟ لأنَّهم قد نَصَّبوا أئمَّةً بحسَبِ الحقيقةِ لا بحسَبِ الألفاظ، كُلُّ مجموعةٍ صنعت لها عِجلاً هذا هو الواقعُ الشيعيّ.

في خُطَبِ أمير المؤمنين صلواتُ اللّهِ وسلامهُ عليه، المصدرِ نفسهِ، الصفحةِ الثامنةِ والخمسين من الحديث المرقَّمِ بالرقم الثاني والعشرين: وَوَا أَسَفَاً مِن فِعْلاتِ شِيعَتِي - إنَّهُ يتأسَّفُ أسفاً واضحاً مِمَّا ستفعلهُ الشيعةُ في قادِم الأيَّام، إنَّها أيَّامُنا وأيَّامُ آبائنا من قبلنا وأيَّامُ أجدادنا الَّذينَ سبقوهم - مِن بَعْدِ قُرْبِ مَودَّتِهَا اليَوْم - في أيَّامهِ - كَيْفَ يَسْتَذِلُّ بَعْدِي بَعْضُهَا بَعْضَاً - لا يستذلُّ الشيعةُ نواصبُ سقيفةِ بني ساعدة، سيستذلُّونَهم ولكنَّ الإمامَ لا يتحدَّثُ عن هذا في كلماتهِ هذه، يتحدَّثُ عن أنَّ الشيعةَ سيستذلُّ بعضهُم بعضاً، وأعتقدُ أنَّ هذا قد جرى بالمليم، وبما دونَ المليم في الواقع الشيعيّ العراقي بعدَ سنة (2003) للميلاد - وَكَيْفَ يَقْتُلُ بَعْضُهَا بَعْضَاً - هل نسينا المجازرَ الَّتي كانت تحدُثُ ما بينَ الصدريّين والحكيميّين؟! - الْمُتَشَتـﱢـتَةِ غَدَاً عَنْ الأَصْل - الأصل هو الإمامُ المعصوم لقد تشتَّتوا إنَّها الرَّاياتُ المشتبهَةُ الَّتي لا يُدرَى أيٌّ من أيّ - النَّازِلَةِ بِالفَرْع - تصنعُ عُجولاً من الفُروعِ من الشيعةِ نفسِها لأنَّ الأئِمَّة هُم الأصل والشيعةُ هم الفرع - الْمُؤَمـﱢـلَةِ الفَتْحَ مِن غَيْرِ جِهَتِه - يَأمَلُونَ أنَّ الفتحَ وأنَّ الفَرَجَ مِن هؤلاء الَّذينَ جعلوهم تيجاناً على رؤوسِهم وهم أبعدُ النَّاسِ عن العترةِ الطاهرة – كُلُّ حِزْبٍ مِنْهُم - من الشيعةِ - آخِذٌ بِغُصْنٍ - بفرعٍ من الفروع - أَيْنمَا مَالَ الغُصْنُ مَالَ مَعَهُ - فليسَ هُناكَ مِن ظهورٍ عقائديﱟ حقيقيﱟ للَّذي يقرؤونهُ في الزﱢيارةِ الجامعةِ الكبيرة: (فَمَعَكُم مَعَكُم لا مَعَ غَيرِكُم)، وإنَّما يجعلونَ هذا الخِطابَ للعُجول الَّتي اصطنعوها..

الإمامُ لا يتحدَّثُ عن الوهابيّين يقول: لَوْ مَيَّزتُ شِيْعَتِي شِيْعَتِي - هذا كلامُ إمامِنا الكاظمِ، يتحدَّثُ عن الَّذينَ يقولونَ نحنُ شيعتُكَ يا موسى بنِ جعفر - لَوْ مَيَّزتُ شِيْعَتِي لَم أَجِدْهُم إِلَّا وَاصِفَة - وهذا أحسنُ ما فيهِم، أمَّا أقبَحُ ما فيهِم الارتداد - وَلَو امْتَحَنْتُهُم - نزلتُ إلى أعماقِهِم - لَمَا وَجَدْتُهُم إِلَّا مُرْتَدّين، وَلَو تَمَحَّصْتُهُم - تمحيصاً وتنقيةً - لَمَا خَلُصَ مِنَ الألفِ واحِد - لا يخرجُ من الألفِ واحد - ولَو غَرْبَلْتُهُم غَرْبَلَةً لَم يَبْقَ مِنْهُم إلَّا مَا كَانَ لِي - إلَّا الـمُخلِصُون الـمُخلَصُون - إنَّهُم طالَمَا اتَّكَوا عَلَىٰ الأَرَائِك - جلسوا على الأرائكِ الوثيرةِ المريحة - فَقَالُوا نحنُ شِيعَةُ عَلِيّ، إنَّمَا شِيعَةُ عَلِيﱟ مَن صَدَّقَ قَولَهُ فِعْلُه - مَن صَدَّقَ قَولَهُ فِعلُه، الفِعلُ هو الَّذي يُصدﱢقُ القول، فأينَ نجدُ هؤلاء؟ إنَّهُم يدَّعُونَ أنَّهم يُوالُونَ عليَّاً لكنَّهم يُوالُونَ مراجع النَّجفِ وكربلاء الَّذينَ ينقضونَ بيعة الغدير في كُلِّ كلمةٍ من رسائلِهم العمليَّة..

هذا هو الواقعُ الشيعي، لقد اتَّخذوا من الشيعةِ حميراً فكيفَ سيفكـﱢـرون وكيفَ ستكونُ لَهُم الإرادة؟ الحُكَّامُ حَوَّلوا الشخصيَّة الشيعيَّة إلى شَخصيَّةٍ قلِقة، والمراجعُ حَوَّلوا الشخصيَّة الشيعيَّة إلى شخصيَّةٍ استحماريَّة حَوَّلُوهُم إلى حمير، فهذا هو الواقعُ الشيعيُّ باختصار.

المجموع :2701