{إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَة}
وصف للمقطع

المشروعُ المهدويُّ الأعظم هُوَ مشروعُ الله سُبحانهُ وتعالى.

الخِلافةُ في الأرض؛ ﴿إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَة﴾، الخِلافةُ في الأرض خِلافةٌ عن اللهِ في هذهِ العاصمة، مَقرُّ القرارِ هنا، حينما يبدأ المشروعُ المهدويُّ الأعظمُ بخطواتهِ الأولى، الخُطوةُ الأولى للمشروع المهدويِّ الأعظم هي تحريرُ الأرض تحريرُ العاصمة، إعدادُ العاصمة وبعد ذلك فإنَّ المشروعَ المهدويَّ الأعظم سيبسطُ سُلطانهُ بحسبِ برنامجهِ الإلهي، سيبسطُ سُلطانهُ على عوالم الغَيْبِ والشَّهادة من مركزِ القرار، من المركز الَّذي جعلهُ اللهُ مركزاً لخليفةٍ عنهُ في كُلِّ الوجود، ﴿إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَة﴾، لكنَّ الآية ما قالت مِن أنَّهُ خليفةٌ بحدودِ الأرض، مَقرُّه الأرض، العاصمةُ الأرض، ولذا جاء تقديمُ الجارِ والمجرور ﴿إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ﴾.

في سورة البقرة، الآيةِ الثلاثين بعد البسملة: ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَة﴾، تَقدَّمَ الجارُ والمجرور، على كلمةِ (خَلِيْفَة)، فالخليفةُ هنا ما هو بخليفةٍ على الأرضِ فقط، هُوَ خليفةٌ عن اللهِ مَقرّهُ عاصمتهُ الأرض، هذا العنوانُ ينطبقُ في أرقى مراتبهِ على مُحَمَّدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وآله في مرحلة الرَّجعةِ في الدولةِ الـمُحَمَّديَّة العُظمى، هذا العنوانُ خاصٌّ بِمُحَمَّدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وآله، وينطبقُ على آلِ مُحَمَّدٍ بعد انطباقهِ على مُحَمَّدٍ صلواتُ اللهِ عليهم جميعاً.

المجموع :2701