أهداف المشروع الحُسينيّ العملاق
وصف للمقطع

بشكلٍ سريعٍ وموجزٍ أشيرُ إلى أهداف المشروع الحُسينيّ العملاق:

المشاريعُ العملاقةُ ورُبَّما يُقالُ عنها بلسان السياسةِ، بلسان التخطيطِ، بلسان الإعلامِ: المشاريعُ الستراتيجيّة الكُبرى.

هذهِ المشاريعُ:

- لها أهدافٌ قريبةٌ.

- ولها أهدافٌ متوسّطةٌ.

- ولها أهدافٌ بعيدةٌ في عمق الزَّمانِ في عمق المخطَّط.

والهدفُ البعيدُ هو الهدفُ الرئيسُ، أمَّا الأهدافُ القريبة والمتوسّطةُ فهي مُقدِّماتٌ وهي جزءٌ من تمهيدٍ لذلك الهدفِ الرئيس.

المشروعُ العاشورائي العِملاقُ لهُ هدفٌ قريبٌ: هوَ وضعُ النقاطِ على الحروفِ لكشفِ ضلالِ ومُخطَّطاتِ سقيفةِ بني ساعدة الَّتي هيَ تطبيقٌ للصحيفةِ المشؤومة الَّتي كتبوها، ألا لعنةُ اللهِ عليهم.

ومن هنا صرَّح: (من أنَّهُ يريدُ أن يَسِيْرَ بِسِيْرَةِ جَدّهِ وَأَبِيْهِ عليِّ بنِ أَبي طَالِب).

وبعد هذا يأتي السيستاني ومن معهُ من المراجعِ ومَن سبقوه ومن سيأتون بعدهُ ويقولون: (من أنَّ الخِلافَ بين الشيعةِ والسُنَّةِ كالخِلافِ فيما بين مذاهب السُنَّةِ أنفسهم)، قطعاً هم يتحدَّثونَ عن شيعة النَّجف، عن شيعةٍ فقههم شافعيٌّ وعقائدهم معتزليّة، هم صادقون في هذهِ الجهة، لكنَّهم إذا كانوا يتحدَّثون عن شيعةِ الحُجَّةِ بن الحسن فهم كذَّابون دجَّالون أفَّاقون.

هذا هو الحُسينُ يُعلنها صريحةً: من أنَّهُ يرفضُ سيرةً لا تُنسَبُ إلى مُحَمَّدٍ وعليٍّ صلَّى اللهُ عليهما وآلهما بأيِّ وجهٍ من الوجوه؛ (أُرِيدُ أَنْ أَسِيْرَ بِسيرَةِ جَدِّي وَأَبِي عَليِّ بنِ أَبِي طَالِب)، على أيِّ حالٍ، هذا هو الهدفُ الأوَّلُ وهو الهدفُ القريبُ من أهدافِ المشروع العاشورائي العملاق.

أمَّا الهدفُ الوسيطُ الهدفُ الأوسط: هو الحِفاظُ على استمرارِ منهج الكتابِ والعترة، وبتعبيرٍ دقيقٍ؛ على استمرارِ منهجِ مرحلة التأويل، دماءُ الحُسينِ سُفِكت لأجلِ أن يستمرَّ منهجُ التأويل.

مراجعُ النَّجفِ ماذا صنعوْا؟ تمسَّكوا بمنهجِ التنزيل، من هنا يتحدَّثُ عنهم إمامنا الصَّادقُ: (مِن أنَّهم أَضَرُّ على ضُعفَاء الشِّيعَةِ مِن جَيْشِ يَزِيْد عَلَى الحُسَيْنِ بنِ عَلِيٍّ وَأَصْحَابِه)، لأنَّ جيش يزيد كان يريدُ الحِفاظَ على مرحلة التنزيل.

أمَّا الحسينُ فيريدُ الحِفاظَ على مرحلة التأويل، إنَّهُ يُقاتلهم مثلما قاتَلَهُم أبوه، فَمُحَمَّدٌ قال لعليٍّ: (مِنْ أنَّكَ سَتُقَاتِلُهُم عَلى التَأوِيل مِثلَمَا قَاتَلتُهُم أنَا عَلَى التَنْزِيل)، لماذا لا يُقاتلهم عليٌّ على التنزيل؟ لأنَّ التنزيل قد نُسِخ، فهل سيعودُ حُسينٌ يُقاتلهم على التنزيل المنسوخ؟!

حين أقول: من أنَّ التنزيل قد نُسِخ أتحدَّثُ عن مرحلةٍ، أتحدَّثُ عن مرحلةٍ بكُلِّ تفاصيلها، لا يُساءُ فهم كلامي، لا أتحدَّثُ عن نسخٍ للقُرآنِ، وإنَّما أتحدَّثُ عن نسخٍ لفهم القُرآنِ في مرحلةِ التنزيل، لأنَّ التنزيل قد يُطلَقُ على القُرآن، وأنا لا أقصدُ هذا، أتحدَّثُ عن مرحلةٍ نُسِخَت بما فيها ما كان من فهمٍ للقُرآنِ، وقد حدَّثتكم عن هذا لا أريدُ أن أُعيد الحديث، فالحُسينُ يُقاتلهم على التأويل.

أمَّا الهدفُ البعيد، الهدفُ العميق: الهدفُ العميق المشروعُ المهدويُّ الأعظم الَّذي هوَ في الحقيقةِ بوّابةٌ مُقدِّمةٌ للرَّجعةِ العظيمة، الهدفُ الأصل هُناك؛ الدولةُ الـمُحَمَّديَّةُ العُظمى، (حُسَيْنٌ مِنِّي وَأَنَا أَنَا مِن حُسَيْن)، هناكَ الدولةُ الـمُحَمَّديَّةُ العظمى، عاشوراء هدفُها يومُ الخلاص، ويومُ الخَلاص بوّابةٌ تقودنا إلى الدولةِ الـمُحَمَّديَّةِ العُظمى.

- فمن عاشوراء إلى يوم الخَلاص؛ حُسَينٌ مِنِّي مِنِّي.

- ومن يوم الخَلاص إلى جنَّة الدنيا إلى دولةِ مُحَمَّد؛ وَأَنَا مِن حُسَين.

الهدفُ البعيد هو المشروعُ المهدويُّ الأعظم، بكُلِّ تفاصيلهِ بكُلِّ أعماقهِ الَّتي ستقودنا إلى هدف الأهداف، إلى قُدس الأقداس، إلى دين الأديان؛ ﴿لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّيْنِ كُلِّه﴾، إلى الدولةِ الـمُحَمَّديَّةِ العُظمى، حيث تتجلَّى بِعثةُ مُحَمَّد، رِسالةُ مُحَمَّد، دِينُ مُحَمَّد، إسلامُ مُحَمَّد في تلكَ المرحلةِ المقدَّسةِ الطاهرة، إنَّها جنَّةُ الأرض، جنَّةُ الدنيا، جنَّةُ مُحَمَّدٍ وعليٍّ وفَاطِمَة وآلهم الأطهار، عينُ القلادةِ في كُلِّ ذلك حُسَينٌ صلواتُ اللهِ وسَلامهُ عليه.

المجموع :2701