تفسير {وأقيموا وجوهكم عند كلّ مسجد} عند آل محمّد عليهم السلام
  • طول المقطع : 00:06:25
وصف للمقطع

مقطع من برنامج قرٱنهم ح 10
● {وأقيموا وجوهكم عند كلّ مسجد} في الروايات وكُتب التفسير: أقيموا وجوهكم باتّجاه القِبلة.. هذا معنى من المعاني. ولكن المعنى الذي يُريده أهل البيت نجده في [تفسير العيّاشي] في حديث الإمام الصادق في قولهِ تعالى: {وأقيموا وجوهكم عند كلّ مَسجد} قال "عليه السلام": يعني الأئمة). نُقيم وُجوهنا باتّجاه محمّدٍ وآل محمّد، نتوجّه بقلوبنا وبعقولنا وبوجوهنا إليهم كما نقرأ في الزيارة الجامعة الكبيرة: (مَن أرادَ الله بدأ بكم، ومَن وحّدهُ قَبِلَ عنكم، ومَن قَصدهُ توجّه إليكم) وكما في دعاء النُدبة الشريف: (أينَ وجْهُ اللهِ الذي إليهِ يتوجّهُ الأولياء) يتوجّه الأولياء إلى وجه الله بإقامةِ وُجوههم، والمُراد مِن الوجوه: حقائقُ القلب، حقائقُ العقل، حقيقةُ ومضمون الإنسان بكلّه مُجملاً وتفصيلاً يُقيمهُ باتّجاهِ وجْه الله. هذا الحديث للإمام الصادق في معنى قولهِ: {وأقيموا وجوهكم عند كلّ مَسجد} حين قال "عليه السلام": (يعني الأئمة). هذه الكلمة المُهمّة سأُفصّل القَولَ فيها غداً. هذه الكلمة مُهمّة جدّاً لأنّنا إذا ما عشنا في أجوائها وتدبّرنا فيها فإنّ الحديث سيأخذنا إلى الثقافة الشيعية.. وأين هي المساجد في ثقافتنا الشيعية؟ ما هو المسجدُ في ثقافة آل محمّد.. وما هو المسجدُ في ثقافة الشيعة التي أخذوها مِن المؤسسة الدينية الشيعية ومِن مراجعنا وهم أخذوها مِن المُخالفين..! وسَترون بأمّ أعينكم بالأدلّة الصريحة مِن الكتاب الكريم ومن حديث العِترة أنّ ثقافتكم يا أشياع عليّ عن المسجد تُخالف ما يُريده أهل البيت بدرجة 100%. المسجد في الثقافة الشيعية لا عَلاقةُ له بمُحمّد وآل محمّدٍ..! ثقافة محمّد وآل محمّد عن المساجد ليستْ موجودة أصلاً وبالكامل وبالمُطلق في ساحة الثقافة الشيعية. وسأعرض لكم الروايات والأحاديث مِن أمّهات مصادرنا الشيعية، والسبب في ذلك: لأنّ المؤسسة الدينية غاطسة في الفكر الناصبي إلى أمّ رأسها وهي التي تضخُّ هذهِ الثقافة المُستدبرة في أذهان الشيعة.
● {وأقيمُوا وُجوهكم عند كلّ مسجد وادعوه مُخلصين لهُ الدين} هذهِ الآية فِيها إشارة واضحة إذا ما ذهبنا إلى سُورة البيّنة (التي هي سُورة عليّ وآل عليّ، وبعبارة أدق: هي سورة فاطمة "صلواتُ الله عليها وعليهم أجمعين"). جاء في الآية 5 من سُورة البيّنة {وما أُمِروا إلّا ليعبدوا اللهَ مُخلصين لهُ الدين حُنفاء ويُقيموا الصلاة ويُؤتوا الزكاة وذلك دين القيّمة} أنّ القيّمة هي فاطمة "صلواتُ الله عليها" كما جاء في أحاديث العترة الطاهرة.. هذا هو قرآن مُحمّد وآل محمّد "صلواتُ الله عليهم" وهم أعرفُ بقرآنهم.
فالقيّمةُ هي فاطمة الزهراء "صلواتُ الله عليها" كما نقرأ في زيارتها الشريفة: (وزَعَمنا أنّا لكِ أولياءٌ ومُصدّقونَ وصابرونَ لِكلّ ما أتانا به أبوكِ صلّى الله عليه وآله وأتى به وصيّه فإنّا نسألكِ إن كنّا صدّقناكِ إلّا ألحقتِنا بتصديقنا لهما لنبشّر أنفسنا بأنّا قد طهُرنا بولايتكِ)