يازهراء

الأمان... يا صاحب الزمان ح 27
http://www.almawaddah.be/posts.php?postId=446
وقفة عند كتاب [القرون العشرة] لنُوسترادمس – ترجمة يحيى عبّود.
نُوستردامس كتب رُباعيّاتهِ الشعريّة في هذا الكتاب بالّلغة الفرنسيّة القديمة، ومازجها برموز الميثولوجيا الإغريقيّة القديمة أيضاً، ثُمّ غلّفها برُموز المُنجّمين وخالطها برموز الأوفاق والأرقام، وغطّاها بنفس الأسلوب التوراتي الذي يستعملهُ اليهود حينما يُحرّفون الحقائق، ولكنّهم لا يُزيلونها أصلاً وإنّما يستعملون غطاءً هُم يعرفونه.. فإذا أرادوا أن يعودوا إلى الأصل الذي حرّفوه فإنّهم عِبْر هذهِ المرموزات يستطيعون أن يصلوا إليها.. هكذا يبدو لي أنّ نُوستردامس كتب رُباعيّاتهِ الشعريّة بهذه الطريقة.
في صفحة 89 القرن الثاني رقم النبوءة (29) جاء فيها: (سيخرجُ الرجل الشرقيُّ مِن حاضرتهِ وسيعبُرُ جبال وسيعبر جبال الأبينينَ ليرى فرنسا، سيعبُرُ مِن خلالِ السماء والبحار والثلوج، وسيضربُ بعصاهُ كُلَّ الناس).
وقد مرّ علينا في رُؤيا يُوحنّا أنّ الصادق الأمين سيضربُ كُلّ الأُمم بعَصاً مِن حديد.. ونُوستردامس مُعبّأ بثقافةٍ يهوديّةٍ عميقة، عائلته أساساً عائلةٌ يهوديّةٌ دينيّةٌ جدّاً.. ثُمّ تحوّل إلى الديانة المسيحيّة وتعمّق في دراستها كثيراً.. وكان مُلمّاً – كما يبدو – بالثقافة الغربيّة.
● قولهِ (سيخرجُ الرجل الشرقيُّ مِن حاضرتهِ) المُراد مِن الحاضرة أي: العاصمة.. يعني سيخرج إمام زماننا مِن عاصمته الدينيّة، وعواصمنا الدينيّة معروفة (الأولى: مكّة والمدينة، والثانية: النجف وكربلاء) فتلكَ هي عواصمنا الدينيّة عِبْر تأريخ الرسالة المُحمّديّة العَلَويّة.
في النبوءة الـ(30) مِن القرن الثاني، جاء فيها: (رجلٌ يُحيي آلهة هانبال الجهنمية. رُعبُ البشرية لا رُعب بعدئذٍ أبداً. كما أنّ الصُحف لا تحكي عمّا هو أسوء في الماضي. ثمّ سيأتي إلى الروم مِن خلال بابل).
هانبال هو القائد الفينيقيُّ المعروف الذي أقضّ مضاجع الرومان وتأريخه طويل.. (وهذهِ رموز.. فنُوستردامس يستعمل رُموزاً، ثُمّ بعد ذلك يُخفي الرموز بمَرموزاتٍ أُخرى.. هذهِ طَريقةُ المُتنبّئين إذا ما صاغوا تنبّؤاتهم شِعراً).
والرجل يتحدّث عن ثقافةٍ ألمَّ بها كانتْ مُنتشرةً في زمانه، وعن ثقافةٍ دينيّةٍ لِمُختلف الأديان.
● قوله (ثمّ سيأتي إلى الرُوم من خلال بابل) فأين هانبال الحقيقي وأين بابل؟! هانبال كان في ليبيا في شمال إفريقيا، فأين هانبال الحقيقيّ الذي كان في شمال إفريقيا وأين بابل..؟! إنّها رموز.
وبابل رمزٌ كبير مُهمّ في كُتب اليهود والنصارى، وهي الأُخرى رمزٌ كبير مُهمّ في تنبّؤاتِ المُتنبّئين السابقين وخُصوصاً في تنبّؤاتِ نوستردامس.
مِثلما قُلت لكم: حواضرنا القديمة هي مكّة والمدينة.. والنجف وكربلاء.. وهذ