يازهراء

مقطع من احتفالية الغدير بالسويد 1437
مضمون حديث الغدير بالنحو المُجمل هو حديث الثقلين، ولكن حديث الثقلين في الوسط الشيعي غاية ما يُعطى له مِن الأهميّة هو أن يُستعمَل دليلاً في أنّ الشيعة على حقّ! وهذا المعنى هو حاشية في حديث الثقلين.
■ حديث الثقلين يُريد أن يقول أنّنا لن نستطيع أن نصل إلى حقائق القرآن مِن دون العترة.. ولكن هذا شيء لا وجود له لا في المكتبة الشيعية ولا في المدارس الشيعية ولا في وسائل الإعلام الشيعي، ولا في حُسينيّاتنا.
✤ مثال ونموذج يُبين أنّ حقيقة مضمون حديث الثقلين لا وجود لها في الواقع الشيعي: إذا وقفنا مثلاً عند (الجزء 30) مِن أجزاء القرآن الذي يُسمّى بـ(جزء عمّ).. وأنا اخترتُ هذا الجزء باعتبار أنّه يُدرّس في المدراس الابتدائية وكثير مِن الناس يحفظون سُوَراً منه لأنّ سُوَره قصيرة. إذا وقفنا عند هذا الجزء، أقول:
◀أولاً: هل أهل البيت صلوات الله عليهم قسّموا القرآن إلى 30 جزء؟! أنا أتحدّى أيّ واحد في شرق الأرض أو في غربها يأتيني بنصّ يقول: أنّ العترة قسّمتْ القرآن إلى 30 جزء (أتحدّى الجميع من أوّل الشيعة إلى آخرهم). فهذا التقسيم (جزء عمّ) و (جزء تبارك)، ووو...إلخ التقسيمات.. فلا التقسيم هو مِن أهل البيت، ولا التسميات هي من أهل البيت!
◀ ثانياً: لو أنّ أحدكم أراد يوماً أن يقرأ سورة الضحى في صلاته، فهذا الشخص لو أنّه سأل مرجع تقليده وقال: بأنّه قرأ في صلاته سورة الضحى، فسيقول له الفقيه: صلاتك ناقصة... تجدون في الرسائل العملية أنّه إذا أردتَ أن تقرأ سورة الضحى في الصلاة فلابُدّ أن تقرأ معها سورة الشرح وإلّا صلاتك ناقصة؛ لأنّ هاتين السورتين في فقه أهل البيت عليهم السلام سورة واحدة! فلابُدّ أن تقرأ السورتين معا.
■ هاتين السورتين (الضحى والشرح) والّلتين هما سورة واحدة عند أهل البيت، فسنجد أنّ مضمون هاتين السورتين في ثقافة العترة هو في أجواء الغدير. ولكن إذا أردنا أن نستمع إلى الفضائيات وأردنا أن نستمع إلى أبرز خطيب في الجوّ الشيعي العربي فسيقول لك: مِن أنّ تفسير هذه السورة في بيعة الغدير هو تفسير زبالة!!.. فهذا الخطيب يقول: أنّ المخالفين الذين يقولون بأنّ الشيعة تُفسّر هذه الآية {فإذا فرغتَ فانصب} أنّها في بيعة الغدير هؤلاء يفترون على الشيعة، وما أتوا به هو تفسير فلا وجود له في كتب الشيعة، وهو تفسير زبالة.. فكتب تفسير علمائنا تُغنّي في وادي آخر لا علاقة له بأهل البيت عليهم السلام!
والحال أنّ الرواية موجودة في الكافي وفي مصادر كثيرة جدّاً من كتبنا كلّها تُشير إلى أنّ هذه الآيات وهذه السورة هي في أجواء بيعة الغدير! فأين هو مضمون حديث الثقلين الذي يُمثّل مضمون بيعة الغدير أين هو تطبيقه في الواقع الشيعي؟! لا يوجد!
■ ما يأتي به الشيعة في مناسبة الغدير مجرّد طقوس (قد تكون مشحونة بعاطفة)، ولكنّها طقوس فقط.. يُضاف إليها الاجترار للحديث على طول الخطّ عند المُتحدّثين!