يازهراء

مقطع من برنامج دليل المسافر ح59
حديثُ الكساء اليماني.
• الحديثُ بكُلّ تفاصيله يُحدّثنا عن مِحوريّةِ فاطمة في البيتِ النبوي، وكُلُّ ذلك يُخبرنا عن إمامتها وعن مركزيّتها.
• هذا الحديثُ حدّثتنا بهِ فاطمة، والتفاصيلُ جرتْ في بيتِ فاطمة، والكساءُ اليمانيُّ هُو كساءُ فاطمة، رسولُ اللهِ دخل مُسلّماً على فاطمة، وهي التي جاءتهُ بالكساء اليماني ودثّرتهُ به، هي التي صنعتْ الأجواءَ لهذا المجلس الذي لا يُماثلهُ مجلس، وجاءَ الحسنُ مُسلّماً على فاطمة ومُسترشداً إلى جدّهِ وإلى كساء أُمّهِ مِن خلالِ أُمّه فاطمة، وهكذا الحُسينُ وهكذا سيّدُ الأوصياء، ولم يكتملُ المجلسُ إلّا بمجيئها.. إلى أن قال رسولُ اللهِ “صلَّى اللهُ عليه وآله”:
• (اللّهُمَّ إِنَّ هؤُلاءِ أهْلُ بَيتي وخاصَّتي وحامَّتي لَحمُهُم لَحمي ودَمُهُم دَمي، يُؤلمُني ما يُؤلمُهُم، ويُحزُنُني ما يُحزِنُهُم، أنا حرْبٌ لِمَن حاربهُم، وسِلْمٌ لِمَن سالمهُم، وعَدُوٌّ لِمَن عاداهُم، ومُحبٌ لِمَن أحبَّهُم، إنّهُم مِنّي وأنا مِنهُم، فاجعلْ صلواتك وبركاتك، ورحمتك وغفرانك ورضوانك، عليّ وعليهم، واذهب عنهُمُ الرجس، وطهّرهُم تطهيراً).
• رسولُ اللهِ ما قالَ هذهِ الكلمة حتّى جاءتْ فاطمة “صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليها”.. وقول رسولِ الله: (لَحمُهُم لَحمي ودَمُهُم دَمي) هُو نفس المضمون الوارد في دُعاء النُدبة الشريف حين يقول الدُعاء: (ثُمَّ قال: أنتَ أخي ووصِيِّي ووارثي، لَحْمُكَ مِن لَحمي وَدَمُكَ مِن دَمي وسِلْمُكَ سِلْمي وحَربُكَ حَربي، والإيمانُ مُخالطٌ لَحْمَكَ ودَمَكَ كما خالطَ لَحمي ودَمي..).
• هذهِ مُصطلحاتٌ وعناوين تُشيرُ إلى وحدةِ الحقيقة، وبالتالي فإنّها تتحدّثُ عن وحدةِ الإمامة.. حقيقةٌ واحدة، نُورٌ واحد، طِينةٌ واحدة وكُلُّ هذا يُشيرُ إلى منبعٍ واحد ومصدرٍ واحد للإمامةِ الواحدة.. إنّها إمامةُ مُحمّدٍ، إمامةُ عليٍّ، إمامةُ فاطمة ومنها تتفرّعُ إمامةُ الحسن والحُسين، ومِن الحُسين تتفرّعُ إمامةُ السجّادِ إلى القائم “صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليهم أجمعين”. فمَن أنكرَ إمامةَ واحدٍ منهم فقد أنكرَ إمامةَ الجميع لأنّهم طينةٌ واحدة، ولُحْمَةٌ واحدة.
• ● 1 :29 :59هذا المضمونُ ينظمهُ أميرُ المُؤمنين شِعراً.. فقد جاءَ في كتاب ديوان شِعْر أمير المُؤمنين “صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه” في صفحة 188 وما بعدها جاءتْ هذهِ الأبيات وهي افتخارٌ شعريٌّ مَنقولٌ عن سيّد الأوصياء.. جاء في هذا الافتخار:

مُحمَّد النبيُّ أخي وصِهري     وحَمْزةُ سيّدُ الشهداء عمّي
• إلى أن يقول سيّد الأوصياء:

وبنتُ مُحمّد سَكَني وعُرسي     مَسوطٌ لحمُها بدمي ولَحْمي
• الكلامُ هُنا يتحدّثُ عن الكفاءة.. فعَليٌّ كُفؤٌ لِفاطمة وفاطمةُ كُفؤٌ لِعليّ.
• ● ولَمَّا سأل جبرئيل الباري سُبحانهُ وتعالى في حديثِ الكساء: (يا ربّ: ومَن تحت الكساء؟ فقال عزَّ وجلَّ: هُم أهْلُ بيتِ النُبُوّة، ومعدنُ الرسالة، هُم فاطمةُ وأبُوها، وبعلُها وبنُوها..) الباري تعالى يبدأ بفاطمة لأنَّ فاطمة هي المركز.. ومرَّ علينا قبل قليل ونَحنُ نقرأ في الزيارة الجامعة الكبيرة: (السلامُ عليكُم يا أهل بيت النُبُوّة..) هؤلاء هُم.. فهل هناك نصٌّ أوضح مِن هذا النصّ يدلُّ على إمامتها “صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليها”..؟!
• ● إلى أن يقول الحديث الشريف: (فدخلَ جبرائيلُ معنا تحْتَ الكساء، فقال لأبي: إنّ اللهَ قد أوحى‌ إليكُم يقُول: إنّما يُريدُ اللهُ لِيُذهبَ عنكُمُ الرجسَ أهْلَ البيتِ ويُطهّركُم تطهيرا..).
• هذا وحيٌ لكم جميعاً.. هُم “صلواتُ اللهِ عليهم” يُشاركون رسول الله في الوحي، وليسَ ذلك بغَريب.. فرسولُ اللهِ هُو الذي يقول: (لَحمُهُم لَحمي ودَمُهُم دَمي… إنّهُم مِنّي وأنا مِنهُم) ها هُم يُشاركون رسول اللهِ في هذا الوحي.