يازهراء

بَيْنَمَا رَسُولُ الله فِي مَنْزِلِ فَاطِمَة وَالحُسَيْنُ فِي حِجْرهِ - في حِجرِ رسول الله - إِذْ بَكَى - بكى رسول الله - وَخَرَّ سَاجِدَاً، ثُمَّ قَال: يَا فَاطِمَةُ يَا بِنْتَ مُحَمَّد، إِنَّ العَلِيَّ الأَعْلَى تَرَاءَى لِي فِيْ بَيْتِكِ هَذَا فِي سَاعَتِي هَذِه فِي أَحْسَنِ صُوْرَةٍ وَأَهْيَأِ هَيْئةٍ - قطعاً الحديثُ ليسَ عن صُورةٍ حسيَّةٍ، هذا حديثٌ بينَ مُحَمَّدٍ وفَاطِمَة عن اللهِ سُبحانهُ وتعالى، اللغةُ قاصرةٌ محدودةٌ، لكنَّ فَاطِمَة تُحيطُ عِلْماً ومعرفةً وإدراكاً بالَّذي يقولهُ مُحَمَّدٌ صلَّى اللهُ عليهِ وآله، هيَ أيضاً تُدْرِكُ هذهِ الحقيقة مثلما حدَّثتنا عن اللهِ مباشرةً في حديثِ الكساء اليماني، هي تُحيطُ علماً بهذهِ الحقيقةِ لكنَّ الحديثَ جاءنا بهذهِ الصيغةِ لأجلِ أن يصلَ المضمونُ إليَّ وإليكم، وإلَّا فبُيُوتهم مُسقَّفةٌ بعرشِ الرَّحْمَن ولا يجدونَ لبُيُوتِهم سُقُفَاً غيرَ عرشِ الرَّحْمَن، جميعُهم جميعُهُم جميعُهُم، (أَوَّلُهُم مُحَمَّد أَوْسَطُهُم مُحَمَّد آخِرُهُم مُحَمَّد كُلُّهُم مُحَمَّد).

-فِي أَحْسَنِ صُوْرَةٍ وَأَهْيَأِ هَيْئةٍ، فَقَالَ لِي: يَا مُحَمَّد أَتُحِبُّ الحُسَيْن؟ قُلتُ: يَا رَبّ قُرَّةُ عَيْنِي وَرَيْحَانَتِي وَثَمَرةُ فُؤَادِي - هذا هوَ الَّذي قلتهُ لكم؛ كانَ الحُسينُ زَهرةً تفوحُ عِطراً ونُوراً بينهم تحتَ الكِساءِ اليماني، هذهِ المضامينُ ما هي من إنشائي، إنَّها مضامينُ كَلِماتِهم، إلَّا أنَّني أصوغُها بتعبيري، الكلماتُ هي هي.

قُلتُ: يَا رَبّ قُرَّةُ عَيْنِي وَرَيْحَانَتِي - والريحانةُ هي الزَّهرةُ المتفتّحةُ الَّتي تفوحُ عِطراً وغاليةً وأريجاً - وَجِلْدَةُ مَا بَيْنَ عَيْنَي - هذهِ الجلدةُ الَّتي بينَ العينيين إذا ما اقتُطِعت فإنَّ وجه الإنسانِ سيتشوَّهُ بكاملهِ، فَجِلْدَةُ ما بينَ العينين هي الَّتي تُسبِّبُ النَّظمَ الهندسي لشكلِ وجهِ الإنسان.

-فَقَالَ لِي - العليُّ الأعلى يقولُ لـمُحَمَّدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وآله - فَقَالَ لِي: يَا مُحَمَّد، وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأس الحُسَين - العَلِيُّ الأَعلى، ليسَ الحديثُ عن يدٍ محسوسة، لابُدَّ أن نعرفَ هذهِ الحقيقة، لكنَّ اللغةَ قاصرةٌ - وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأسِ الحُسَيْن - وهكذا قال العليُّ الأعلى: بُوْرِكَ مِنْ مَوْلُودٍ عَلَيْهِ بَرَكَاتِي وَصَلَاتِي وَرَحْمَتِي وَرِضْوَانِي، وَنَقْمَتِي وَلَعْنَتِي وَسُخْطِي وَعَذَابِي وَخِزْيِي وَنَكَالِي عَلَى مَنْ قَتَلَهُ وَنَاصَبَهُ وَنَاوَاهُ وَنَازَعَهُ، أَمَا إِنَّهُ سَيِّدُ الشُّهَداءِ مِنَ الأَوَّلِين وَالآخِرِين فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَة - إلى آخرِ ما جاء في هذا الحديث الشريف، إنَّهُ حديثُ التجلِّي في بيتِ فَاطِمَة.