حديث سيّد الأوصياء مع الحارث الهمداني و جولة سريعة بين آيات الكتاب الكريم في ما قاله الأمير للحارث
- طول المقطع : 00:30:14
وصف للمقطع
مقطع من محفل الميلاد ... مرارة الحق ولادة سيد الاوصياء عليه السلام 2017 1438 الشيخ الغزِّي
حديث سيّد الأوصياء مع الحارث الهمداني.
يُحدّثنا أبو خالد الكابلي عن الأصبغ بن نُباتة.
المكان: الكوفة.
المجلس: مجلس أمير المؤمنين عليه السلام.. والأمير يتوسّط أصحابه، وإذا بقادم هو "الحارث الهمداني" وهو شخصيّة شيعية مَعروفة مِن الطراز الأوّل، وزعيم مِن زُعماء الكوفة.. وكان المرض أخذ مِن الحارث مأخذه.. فجاء يتأوّد في مشيتهِ وآثار المرض واضحة عليه، ويخبط الأرض بعصاه.. فسلّم ودَخَل.. فخاطبه الأمير بِخاطب المحبّة والدلال، فقال له: (يا حار.. كيف تجدك..؟! فقال الحارث الهمداني: لقد نال منّي الدهر..) ثُمّ بدأ يشكو لأمير المؤمنين ما يراه مِن وضع سيّئ للناس في التعامل مع أمير المؤمنين.. فالأمير حدّثه بحديث.. وممّا قال له: (يا حار.. ليعرفني والذي فَلَق الحبّة وبرأ النسمة وليي وعدوّي في مواطن شتّى، يعرفني عند الممات وعند الصراط وعند المُقاسمة.. قال الحارث: وما المُقاسمة يا مولاي؟ قال الإمام: المُقاسمة: أُقاسم النار قسمة صحاحاً.. أقول: هذا وليي وهذا عدوّي، هذا لي وهذا لكِ) عليٌ قسيم النار والجنّة.
ثُمّ استمرّ أمير المؤمنين يُحادث الحارث الهمداني .. وقال له: يا حار.. أنتَ مَع من تُحبّ يوم القيامة وكان الحارث ممّن عُرِف بحبّه الشديد والمُتّقد والمُتوهّج لعليّ وآل علي فحين قال له سيّد الأوصياء ذلك، خرج وهو يقول: واللهِ لا أُبالي بعد هذا أوقع الموت عليّ أم وقعتُ على الموت!
■ (وقفة عند أبيات للسيّد الحِميري يُضمّنها مُحادثة الأمير مع الحارث الهمداني).
❂ جولة سريعة بين آيات الكتاب الكريم.. أتلمّس فيها ما قاله الأمير للحارث الهمداني: "يا حار.. ليعرفني والذي فَلَق الحبّة وبرأ النسمة وليي وعدوّي في مواطن شتّى، يعرفني عند الممات وعند الصراط وعند المُقاسمة"
فأهل البيت يقولون: (مَن لم يعرف أمرنا مِن القرآن لم يتنكّب الفِتن أي أنّه سيقع فيها ).
■ في سورة الواقعة وهي سورة عليّ في الآية (83 وما بعدها) قوله تعالى: {فلولا إذا بلغتْ الحلقوم* وأنتم حينئذ تنظرون*ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون}
كلماتُ أهل البيت تقول هكذا: (وأنتم حينئذٍ تنظرون علياً..) فعليٌ لابُدّ أن يحضر عند كلّ ميّت.. هذه عقيدةٌ مِن أصول عقائدنا الصحيحة.. ولكن
● قوله تعالى: {ونحنُ أقرب إليه منكم} عالم الغَيب، عالم الملائكة أقرب إلى عليّ منكم ولكن لا تُبصرون.. والروايات تُحدّثنا أنّ الأمير إمّا أن يُبشّر هذا الميت بالجِنان وإمّا أن يُرسل به إلى النيران.. {فأمّا إنْ كان مِن المقرّبين* فرَوحٌ وريحانٌ وجنّة نعيم* وأمّا إنْ كان مِن أصحاب اليمين* فسلامٌ لك مِن أصحاب اليمين* وأمّا إنْ كان من المكذّبين الضالين* فنُزُلٌ مِن حميم* وتصليةُ جحيم* إنّ هذا لهو حقُّ اليقين}
القرآن يُسمّي هذه العقيدة الذي حدّث بها الأمير الحارث الهمداني أنّها حقّ اليقين، يعني من أصول العقائد.. لكن كُتب علمائنا خليّة من هذه العقيدة ومن التأكيد عليها.. والرسائل العمليّة لمراجعنا الذين كتبوا العقائد الشيعية الواجبة لم يُشيروا إلى هذه العقيدة لا مِن قريب ولا مِن بعيد.. لأنّ عقائدنا مُشبعة بالفكر المُخالف.
■ في سورة الصافات آية (21 وما بعدها) قوله تعالى: {هذا يوم الفصل الذي كُنتم به تُكذّبون* احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون مِن دون الله فاهدوهم إلى صراط الجحيم* وقِفوهم إنّهم مسؤولون} يُسألون عن عليّ.
■ في سورة إبراهيم آية 27: {يثبّتُ الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة}
■ في سورة التحريم، آية 8: {يا أيّها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربّكم أن يُكفّر عنكم سيئاتكم ويُدخلكم جنّات تجري مِن تحتها الأنهار يوم لا يُخزي الله النبيَّ والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربّنا أتممْ لنا نُورنا واغفرْ لنا إنّك على كلّ شيء قدير}
الروايات تُخبرنا أنّ هؤلاء الذين يسعى نورهم بين أيديهم ويقولون: ربّنا أتممْ لنا نُورنا.. هؤلاء هم شيعة عليّ.
■ في سورة ق في الآية 19 وما بعدها: {وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد* ونُفخ في الصور ذلك يوم الوعيد* وجاءتْ كلّ نفْسٍ معها سائقٌ وشهيد* لقد كُنتَ في غفلةٍ من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد* وقال قرينه هذا ما لدي عتيد* ألقيا في جهنّم كلّ كفَّار عنيد}
● قوله تعالى: {معها سائقٌ وشهيد} السائق: عليّ، والشهيد: محمّد .. هكذا ورد في الروايات.
● قوله تعالى: {ألقيا في جهنّم كلّ كفَّار عنيد} الخطاب القرآني هنا موجّه إلى اثنين: هما محمّد وعليّ كما تُحدّثنا الروايات.. ولهذا نحن في دعاء الفرج نقول: (يا محمّد يا علي، يا عليّ يا محمّد اكفيانا فإنّكما كافيان..)
فالآية واضحة أنّها تتحدّث عن المُقاسمة