حسن البنّا و أُسلوب التجميع
  • طول المقطع : 00:06:24
وصف للمقطع

مقطع من برنامج [ السرطان القطبيُّ الخبيث في ساحة الثقافة الشيعيّة الحلقة 4 ]
✤ أين أخذتْ قاعدة المنار الذهبيّة حسن البنّا؟
في سنة 1928 أسّس حسن البنّا ومَن كان معه جماعة الإخوان المُسلمين، وكانُ النشاط على أوجه في الثلاثينيات. فظهر مُصطلح فيما بين الإخوان ما سُمّي بالتجميع، والمُراد منه: "جمع الناس تحت راية الإخوان المُسلمين" وبعبارة دقيقة: "تجميعهم تحت راية حسن البنّا".
فإنّ حسن البنّا هو لا يعبأ بالإخوان المُسلمين لا قليلاً ولا كثيراً.. ألم يكتب حينما اشتدّت الأزمة عليه بأنّ هؤلاء (نفس الجهاز التنظيمي السرّي والذين يُسمّيهم بالمُجاهدين وبالكتائب) كتب عنهم بشكلٍ علني ورسمي في الصُحف أنّ هؤلاء ليسوا إخوان وليسوا مُسلمين! لأنّه لا يعبأ إلّا بنفسهِ فقط.. هو يتّخذ مِن هذهِ الجماعة مطيّةً يعبرُ مِن خلالها إلى الهدف الذي يعيشه ليلَ نهار: أن يكون إماماً..!
ولذلك في الثلاثينيات تبنّى هذا الأسلوب: أُسلوب "التجميع" أن يُجمّع الناس حول هذه الجماعة مِن أيّ مِلّةٍ ومن أيّ جهة ومن أيّ اتّجاه!
لو كان قادراً أن يجمع المسيحين الأقباط في حزبه لفعل ذلك، لكنّه كان يخاف من صولة أتباعهِ، وأن ترتفع أصواتهم.. هو يبحث عن كلّ شيء.. هو يُريد أن يُطبّق هذه القاعدة على الجميع.
• السُنّة ينفرون من الشيعة نُفرة شديدة، والشيعة كذلك، فكُلّ مجموعة ترى الأخرى على ضلال.. هذهِ حقيقة.. ولا تُوجد نقطة التقاء حقيقية بين الإثنين. ولكنّ حسن البنّا ذهب بعيداً في الاتّجاه الشيعي، ليس حُبّاً في الشيعة ولا مُعتقداً أنّ الشيعة مُسلمون وعلى صواب، ولكن سعياً وراء تحقيق مصالحهِ وأغراضه وجمع الناس حوله. أساسا هو كان يزور قبور أولياء الصوفية ولمّا صارتْ مصلحته مع السلفيّة تنصّل من ذلك، وقال لأحمد السُكّري: أنّنا لا نُريد أنّ الناس يقولون عنّا أنّنا قُبوريّون.
وأنا أقول:
القبوريّون الحقيقيّون نحنُ الشيعة.. نحنُ أصحاب المقامات وأصحاب القبور.. نحنُ الذين نتوسّلُ بِقبور أئمتنا المعصومين، وهذا شرفٌ لنا، 
فمِن تمام الوفاء بالعهد لأئمتنا أن نلوذ بقبورهم.. هذهِ عقيدتنا.. إذا كان الآخرون لا يُريدونها هم أحرار.. ما شأنّنا بهم؟!
نحنُ القبوريّون، وإذا كانتْ الصوفيّةُ في مِصر أو في أيّ بُقعةٍ من بقاع العالم إذا كانتْ قُبوريّةً فإنّها قد تعلّمتْ القُبوريّة مِنّا.
فحسن البنّا تنصّلَ على أساس مصلحتهِ مِن زيارة القبور التي كان يسعى إليها ماشياً على قدمه.. فتنازل عن الذي كان يتقرّب به إلى الله، إلى الذي يتقرّب بهِ للوصول إلى غايتهِ ومصالحهِ الشخصيّة في الوصول إلى الإمامة، إلى الحُكم، وإلى الدولة! هذه شخصيّة حسن البنّا
ولذا حين توجّه إلى الشيعة لا لاعتقادٍ منه بالشيعة وبأنّهم مُسلمون، فلا شأن له بالشيعة، وإنّما يُريد أن يُجمّع الناس مِن حوله، وقد كان مُستعجلاً وإنْ كان يُظهِر الاتّزان والهدوء.. فإنّ عدد جماعة الأخوان كان قليلاً في الثلاثينيّات، فلأجل أن يجمع أعداد كثيراً طرح فكرة "التجميع" أن يُجمّع الناس من حوله، وقد أمر أتباعه بذلك.

المجموع :2687

العنوان الطول روابط البرنامج المجموعة الوثاق