حسن البنّا : مِن التصوّف إلى السَلفيّة الوهابية والمقارنة بين شعارات الاخوان والوهابية
  • طول المقطع : 00:13:46
وصف للمقطع

مقطع من برنامج [ السرطان القطبيُّ الخبيث في ساحة الثقافة الشيعيّة الحلقة 2 ]
http://almawaddah.be/video.php?id_album=85
❂ المنبع (2) الذي أثّر في شخصيّة حسن البنّا، والذي أُريد أن أُسلّط الضوء عليه هو: "الوهابيّة"
كان حسن البنّا متأثّراً بالمنهج الوهابي.. كانت عيونهُ إلى السُعوديّة.. وحتّى تَسميةُ الإخوان أخذَها مِن الوهابية، فالوهابيّةُ قَبلهُ وبفترةٍ مَديدة أطلقتْ هذا الإسم على مجموعة العشائر التي والتْ هذا المنهج، وهذه القضيّة معروفة في الكُتب التي أرّختْ للوهابية.. فهو أخذ إسم "الإخوان المُسلمين" مِن الوهابيّة، وإنّما كان ذلك بتأثير من شيوخ كان يعتبرُ نفسه تلميذاً عندهم في البدايات، ولكنّه بعد ذلك صار إماماً فيما بينهُ وبين نفسه.
✤ وقفة فيها عرض لمجموعة من الصور:
✦ عرض صُور للشيخ رشيد رضا. (وهو مِمّن أثّر في شخصيّة حسن البنّا، وهو في الأصل من سوريا وبعد ذلك جاء إلى مِصر.. وسنتحدّث عن رشيد رضا في فقرة قادمة).
✦ عَرض صُور لشخصيّة أُخرى ناصبيّة مِن الطراز الأوّل أثرّتْ أيضاً في حسن البنّا، وهو: مُحبّ الدين الخطيب، وقد كان زميلاً للشيخ رشيد رضا (كان ناصبياً مِن الدرجة الأولى في عَدائه وبُغضه لأشياع أهل البيت وكُتُبهُ شاهدةٌ على ذلك)
✦ عرض صُور لشخصيّة ثالثة أثّرتْ في حسن البنّا وهي شخصية: حافظ وهبة، الذي كان مُستشاراً للملك "عبد العزيز آل سُعود".
هذهِ الشخصيات الثلاث كان لها مِن التأثير على حسن البنّا في إعجابه الشديد بما جرى في السُعودية مِن إنشاء دولةٍ قامت على سفك الدماء والإساءة إلى الأئمة الأطهار، وهدم القُبور.. وجرائم الوهابية، وجرائم الحركة السُعوديّة مَعروفةٌ في كُتب التأريخ، فلا حاجة للتفصيل والتطرّق إليها.
فكان حسن البنّا مُعجباً بالذي جرى في السُعوديّة، ولذا أخذَ اسْمهُ من هناك.. وإذا ما دَقَّقنا في عَلَم السُعوديّة وفي شِعارها، ودقّقنا في عَلَم الأخوان وفي شِعارهم فإنّنا سنجد تَطابُقاً كبيراً جدّاً في الألوان وفي الرموز. (وقفة عرض صُور للمُقارنة بين العَلَمين والشعارين وشدّة التقارب بينهما).
✦ عرض صُورة لحسن البنّا وهو ينزلُ راكعاً يقبّل فيها يد الملك (عبد العزيز آل سعود).. ولا غرابة في ذلك، فكما ذكرت أنّ هذا الرجلَ مُستعدٌ لأن يعمل أي شيء في سبيل تحقيق أهدافه، وهذه القضيّة موجودة عند هذه الجماعة على طول الخط.. فلا يُوجد ما هو ممنوعٌ أو ما هو مُحرّم.. نعم يَخدعون أتباعهم من الصغار، أمّا الكبار فهم يعرفون الحقيقة، وهي واضحة جليّة لِمَن أراد أن يتتبّع الأحداث والحقائق والدقائق.
• فهناك تأثيرٌ واضح جدّاً في مَسيرة حسن البنّا بالمنهج الوهابي.. يظهرُ ذلك مِن خلال عرضهِ للخدمة في بلاط الملك السُعودي، ويظهرُ ذلك مِن خلال شعاراته ورموزه وأعلامه، ويظهرُ ذلك مِن خلال تحوّله مِن المنهج الصُوفي إلى المنهج السَلَفي.. وقد حدّثنا في هذا الحوار الشيخ أحمد السُكّري رفيقُ دربه وصديقهُ.. يقول: (نشأتْ لحسن البنّا علاقة معَ المجموعات الوهابية في مِصْر وأشار إلى الشيخ حامد الفقي رئيس جمعية أنصار السُنّة، وكذلك رجال الجمعية الشرعية ) 
بدأ حسن البنّا يَرتبط بهم، وينسلخُ شيئاً فشيئاً مِن التصوّف إلى السلفية لا إيماناً بشيء وإنّما سعياً منه لتحقيق أهدافهِ الشخصيّة يقول أحمد السُكّري: (وذات يوم دعوتُ حسن البنّا لزيارة الإمام الحسين في مقام الإمام الحسين في القاهرة ، وقف في المسجد، وبعد أن صَلّينا دعوتهُ لزيارة الضريح فرفض، وقال لي: ادخل أنت، فقلتُ لهُ: لماذا؟ وذكّرتهُ بما كان مِن زيارتنا للأولياء قبل ذلك، فقال لي: حين نخرجُ من الحسين سأخبرك.
وبعد عودتنا أي من مقام الحسين قال حسن البنّا : لقد كبرنا الآن، ودخلَ دَعوتنا مذاهبُ مُختلفة، ودخلَ معنا أنصارُ السُنّة، والجمعيةُ الشرعيّة، ولابُدّ من إرضاء الأطراف كلّها من أجل اتّساع الجماعة، وهذا هو اجتهادهُ من وجهة نظره..) 
• ثُمّ يقول الشيخ السُكّري: (وقال لي حسن البنّا أيضاً: لا نُريد أن يُقال عنّا إنّنا قُبوريّون، فلماذا نضعُ أنفُسنا ونحنُ جماعةٌ عامّة في هذا الشكل، ولكنّني تكلمتُ معه كثيراً في هذا الأمر، وقلتُ لهُ: إنّنا نُرضي المولى عزّ وجلّ أولاً وقبل كُلّ شيء).
فالرجلُ تحوّل من التصوّف إلى السلفيّة لأجل تحقيق أهدافه.. فهذا الرجل لا علاقة له بالدين، وإنّما يأخذ مِن الدين ما ينتفعُ منه وما ينتفعُ به، ويجعلُ الدين قِناعاً سميكاً على شخصيّتهِ الغامضة التي تسعى لتحقيق طموحاتها بأيّ ثمن..!
● فمِن التصوّف إلى السَلفيّة الوهابية.. وقد أعجبتهُ طريقَةَ حربهم وأعجبهُ سَفْكَ الدماء والإجرام، حيثُ أنشأ جهازَهُ السرّي وليس لهُ مِن هدفٍ إلّا القتل والتفجير، ولازال الأمرُ على هذا الديدن إلى هذه الّلحظة..!
وقد توثّقتْ روابطُ حسن البنّا والإخوان من بعدهِ مع السعودية ومع الوهابية، توثّقتْ هذهِ الروابط بسبب خُصومة الإثنين مع عبد الناصر، وانتقل الكثير مِن الإخوان إلى السُعودية إلّا أنّهم لم يُمارسوا تنظيماً، والسبب: لأنّهم لا يُريدون أن يُثيروا الحُكومة السُعودية في الوقت الذي هم فيه يُحصّلون الأموال الكثيرة.. فلقد حصّلوا الكثير والكثير مِن الأموال، فلأجل هذهِ القضيّة هُم عطّلوا تنظيمهم، وإذا كان لهم مِن تنظيم فهو في غاية الضعف والخفاء. علماً أنّ هذا لا يعني أنّهم لم يكسبوا أُناساً لِجماعتهم، بل كسبوا الكثيرين، وقد تحرّكوا على قطّاع التعليم وأثّروا تأثيراً كبيراً في قطّاع التعليم، ولكنّهم لم يُمارسوا تنظيماً كتنظيمهم في مِصر.