حكاية هدم حَائِط مَسْجِد الكُوفَةِ ولماذا لم يقم المسؤولون بإصلاحِ هذا العيب؟
وصف للمقطع

في (غَيْبَة النُّعماني) المتوفّى سنة 360 للهجرة: بِسندهِ، عَن خَالدٍ القَلانِسي، عَن إِمَامِنا الصَّادِقِ صَلواتُ اللهِ وسَلامُهُ عَلَيه: إِذَا هُدِمَ حَائِطُ مَسْجِد الكُوفَةِ مِن مُؤَخَّرِهِ مِمَّا يَلِي دَارَ ابنِ مَسْعُود فَعِنْدَ ذَلِكَ زَوَالُ مُلْكِ بَنِي فُلان - بني العبَّاس - أَمَا إِنَّ هَادِمَهُ لَا يَبْنِيه.

سآتيكم بمثالٍ لا أريدُ أن أُطبِّق الروايةَ عليهِ تطبيقاً كاملاً، إنّما آتيكم بمثالٍ:

بابُ الحُجَّةِ.

هذا البابُ الَّذي هو في الحائط الغربي من مسجد الكوفة، هذا بابٌ كما قُلتُ لكم بُني وأُسِّسَ في التسعينات، قبل ذلكََ إذا رجعنا مثلاً إلى الثمانينات، إلى السبعينات وما قبلَ ذلك كان الحائطُ هنا ملتئماً لا يوجدُ بابٌ، في التسعينات في زمنِ الحكومةِ الصدَّامية هدموا الحائط وفتحوا باباً، فالهادِمُ هنا الَّذي هدمَ حائط المسجدِ قد بناه، الروايةُ ماذا تقول؟ (أَمَا إِنَّ هَادِمَهُ لَا يَبْنِيه)، هذا يعني أنَّ الرواية لا تنطبقُ على عمليّة الهدمِ الَّتي مرَّت في التسعينات، وبعدها فُتحَ وأُسِّسَ هذا الباب الَّذي يُعرفُ ببابِ الحُجَّة.

في زماننا هذا حَدَث خللٌ في حائطِ مسجد الكوفةِ من الجانب الغربي، وهذا الخللُ حدثَ بالقُربِ من بابِ الحُجَّة، بالنسبةِ للداخلِ إلى المسجدِ من باب الحُجَّةِ فإنَّ الخللَ سيقعُ عن يسارِ الداخل، ويقعُ عن يمينِ الخارج من مسجد الكوفةِ من بابِ الحُجَّة.

هذا الخللُ متى حدثَ؟ حدثَ في 29/7/2013 ميلادي، تحديداً في شهرِ رمضان وبشكلٍ مُشخَّصٍ في ليلةِ التاسعَ عشر من شهرِ رمضان؛ إنَّها أوَّلُ ليلةٍ من ليالي القدر بحسبِ ثقافةِ العترةِ الطاهرة، هُناكَ عِدَّةُ ليالٍ في ثقافةِ العترةِ الطاهرة تُسمَّى بليالي القدر في شهرِ رمضان، أوَّلُ ليلةٍ هيَ ليلةُ التاسع عشر من شهرِ رمضان وهيَ الليلةُ الَّتي في صبيحتها عندَ فجرها وقعَ السيفُ على رأسِ أميرِ المؤمنين، إنَّها ليلةُ جرحِ أمير المؤمنين، هكذا نحنُ نعرفها في ثقافتنا الشيعيَّة، في هذهِ الليلة وقعَ خللٌ في الحائطِ الغربي لمسجد الكوفة، اليومُ يومُ الإثنين.

هل وقوعُ الخللِ هذا في هذهِ الليلةِ من دونِ حكمةٍ من دونِ تقديرٍ؟! أم هُناك تقديرٌ؟!

- نحنُ نتحدَّثُ عن الكوفةِ عن عاصمةِ المشروع المهدويّ.

- ونتحدَّثُ عن مسجد الكوفةِ الأعظم الَّذي هو مُفردةٌ من أهمِّ مُفرداتِ المنظومةِ المعنويَّةِ العقائديَّةِ الكوفيَّة.

- وهذهِ المنظومةُ رباطها رباطٌ وثيقٌ بالمشروعِ المهدويّ الأعظم.

فهل هذا الحدثُ كانَ حدثاً عاديّاً لا نعبأ بهِ مثلما يحدثُ خللٌ في بناءِ المستشفى مثلاً في مدينةِ الكوفة، مثلما يحدثُ خللٌ في بناءِ أيَّة دائرةٍ من دوائرِ الدولة؟ أم أنَّ القضيّة تأخذ بعداً آخر؟! هذا الأمرُ أُعيدهُ إليكم، أنا قدَّمتُ لكم المعطيات وضعتُ التفاصيل بينَ أيديكم وسأستمرُّ في عرض التفاصيل لكنَّني لا أُصدِرُ حكماً ولا أفرضُ رأياً لي على أحد، إنَّما أعرضُ المعطياتِ بينَ أيديكم.

وإذا نظرنا إلى التأريخ الميلادي 29/7/2013.

29/ 7 قطعاً على سبيل الظن ليس على سبيلِ القطع إنَّهُ يومُ ولادةِ إمامِ زماننا بحسبِ التاريخ الميلادي، لن نستطيعُ أن نقطعَ بهذا، لكنَّنا إذا أردنا أن نستعملَ المعادلات الرياضيّةَ في حسابِ التقاويم للمُطابقةِ بينَ التواريخِ الهجريَّةِ والميلاديَّةِ جَرِّبوا ذلك فإنَّ التأريخ هذا سيظهرُ لكم، هُناكَ أكثرُ من طريقةٍ، هُناكَ أكثرُ من معادلةٍ، لا تتفقُ على تأريخٍ مُحدَّدٍ واحدٍ لكنَّها قد تتفقُ على فترةٍ زمانيَّةٍ مُتقاربة.

- فبعضُ هذهِ المعادلاتِ تُعطينا نتيجةً من أنَّ ولادة الإمامِ كانت في: 29/ 7/ 869.

- وفي معادلاتٍ أخرى يكونُ التأريخ: 1/ 8/ 869 بفارق ثلاثة أيَّام.

هذهِ قضيَّةٌ ظنيَّةٌ نحنُ لا نملكُ قاعدةً علميَّةً نستطيعُ على أساسها أن نُشخِّصَ التطابُقَ ما بينَ التأريخ القمري الهجري والتأريخ الشمسي الميلادي بشكلٍ دقيق، القضيَّةُ تكونُ تقريبيّةً.

أقولُ هذهِ المعطياتُ هل لها أهميَّةٌ في الموضوع أم أنَّ الأمر أمرٌ عاديٌّ وهذه المعطياتُ تأتي بنحوٍ عرضيٍّ؟ لا أريدُ أن أركِّزَ كثيراً على هذهِ التفاصيل.
.....