روايات شريفة عن الخلقَ الَّذين خلفَ المشرقِ والمغرب
- طول المقطع : 1:09:20
- مقطع من برنامج : الخاتمة_265 - يا امام هل من خبر ج36
وصف للمقطع
في (بصائر الدرجات) لشيخنا أبي جعفرٍ الصفّار، من أصحابِ إمامنا الحسن العسكري، توفي الشيخُ الصفّار سنة 290 للهجرة/ طبعةُ مُؤسَّسةِ النعمان/ بيروت/ لبنان/ الجزءُ العاشِر، البابُ الرابع عشر، عنوانهُ: (بابٌ في الأَئِمَّةِ أنَّ الخلقَ الَّذين خلفَ المشرقِ والمغرب يَعرِفُونهم ويأتُونَهم ويَبْرَؤُونَ مِن أعدائِهم).
الحديثُ الأوَّل: بِسنَدَهِ، عَن إِمَامِنَا الصَّادقِ، عَن آبَائِهِ، عَن أَمِيْرَ الْمُؤْمِنيْن صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلامهُ عَليْهِم أَجْمَعِيْن؛ إِنَّ لِلَّهِ بَلْدَةً خَلْفَ الْمَغْرِب - الحديثُ عن المغرب إنَّهُ المغربُ الَّذي سارَ إليهِ ذو القرنين، المغربُ الَّذي هو في خارجِ الكرةِ الأرضيّة - يُقَالُ لَهَا جَابُلْقَا، وَفِي جَابُلْقَا سَبْعُونَ أَلْف أُمَّةً لَيْسَ مِنْهَا أُمَّةٌ إِلَّا مِثلَ هَذِهِ الأُمَّة - مِثلَ هذهِ الأُمَّة؛ في تكليفها وفي دينها، الحديثُ عن أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وآله، الحديثُ عن المجرَّةِ، الحديثُ عن الفضاءِ - فَمَا عَصَوْا اللهَ طَرْفَة عَيْن، فَمَا يَعْمَلُونَ عَمَلاً وَلَا يَقُولُونَ قَوْلَاً إِلَّا الدُّعَاءَ عَلَى الأَوَّلَيْن - على الجبتِ والطَّاغوت، على قَتَلَة الزَّهْرَاء - وَالبَرَاءَةَ مِنْهُمَا وَالْوَلَايَةَ لِأَهْلِ بَيْتِ رَسُولِ الله - لا أريدُ أن أقفَ عِندَ كُلِّ هذهِ التفاصيل، كُلُّ الَّذي أريدُ أن أُثبِتهُ مِن أنَّ كوننا الفسيح فيهِ الكثيرُ من المخلوقات، وهذهِ المضامينُ تتعاضَدُ معَ آيات القُرآن الَّتي تلوتُها عليكم في الحلقاتِ المتقدِّمة.
الحديثُ الثاني من البابِ نفسهِ: عَن إِمَامِنَا الصَّادِقِ صَلَواتُ اللهِ وَسَلامُهُ عَلَيه: إِنَّ مِن وَرَاءِ أَرْضِكُم هَذِهِ أَرْضَاً بَيْضَاء ضَوْؤُها مِنْهَا - لأنَّ أرضنا ضَوْؤُها مِن الشَّمس، الإمامُ يتحدَّثُ عن أرضٍ بيضاء ضوؤها منها - فِيْهَا خَلْقٌ يَعْبُدُونَ اللهَ لَا يُشْرِكُونَ بِهِ شَيْئَاً - هذهِ جموعٌ من دَوَابِّ السَّماوات تختلفُ عن الأُمَم الَّتي تعيشُ في مملكةِ جابلقا - يَتَبَرَّؤُونَ مِن فُلَانٍ وَفُلان.
الروايةُ الثالثة: بِسَندهِ - بسندِ صاحبِ البصائر - عَن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بِنِ كَثِير، عَن إِمَامِنَا الصَّادِقِ صَلواتُ اللهِ وسَلامُهُ عَلَيه: إِنَّ مِنْ وَرَاءِ عَيْنِ شَمْسِكُم هَذِهِ أَرْبَعِينَ عَيْنَ شَمْس - العينُ هي من أسماءِ الشَّمس، فَعَينُ شَمْسِنا يعني هي هي بكاملِ تكوينها، هي هي بكلِّ خصائصها وآثارها - فِيْهَا خَلْقٌ كَثِير - والمرادُ هنا مِن (عينِ شَمْسِنا) المجموعةُ الشَّمسيَّة، فالشَّمسُ في المركزِ، والكواكبُ تدورُ حولها وكأنَّ الشَّمسَ بمثابة العَيْنِ، وكُلُّ شيءٍ يدورُ حول هذهِ العين، فنحنُ نرى بواسطةِ هذهِ العين، عُيوننا من دُونِ ضوءِ الشَّمسِ لا تستطيعُ أن ترى الأشياء، لأنَّ صُورَ الأشياءِ تنتقلُ إلينا من خلالِ الضَّوء - وَإِنَّ مِن وَرَاءِ قَمَرِكُم أَرْبَعِيْنَ قَمَرَاً فِيْهَا خَلْقٌ كَثِير - لم تستعمل الروايةُ لفظة (عَيْن)، لأنَّ القَمرَ ما هو بموجودٍ في مركزِ المجموعةِ الشَّمسيَّة، هو دَوَّارٌ حولَ الأرض، وإنَّما يُشيرُ إمامنا الصَّادِقُ إلى الشَّمسِ وإلى القمرِ باعتبارِ أنَّ الشَّمسَ واضحةٌ بالنسبةِ لنا، وباعتبارِ أنَّ القَمَرَ واضحٌ بالنسبةِ لنا، علاماتٌ واضحةٌ في السَّماء - لَا يَدْرُونَ أَنَّ الله خَلَقَ آدَم أَمْ لَمْ يَخْلُقْهُ - مثلما نحنُ لا ندري عن الكائناتِ الكثيرةِ في هذا الكون لا نعرفُ عنها شيئاً - أُلْهِمُوا إِلْهَامَاً لَعْنَةَ فُلانٍ وَفُلان - قد تقولونَ لماذا هذا الإصرار على لعنِ فلانٍ وفلان؟
القضيَّةُ لا ترتبطُ بهما، فُلانٌ وفلان رمزٌ، عنوانٌ لِكُلِّ ما يُخالِفُ مُحَمَّداً وآلَ مُحَمَّد، وهذا الكونُ بقضّهِ وقضيضهِ خُلِقَ لأجلهم، هذا هو كونهم، مثلما نقرأُ في حديث الكساء الشريف، إنَّهُ رمزٌ للبراءةِ وتأكيدٌ مِنَ الأَئِمَّةِ يُوجِّهونَ أنظارنا إلى أهميَّةِ عقيدةِ البراءة، البراءةُ هيَ البوّابةُ للوصولِ إلى الدين النَّظِيف وإلى العقيدةِ السليمة.
لابُدَّ أن نتذكَّر من أنَّ فُلاناً وفُلانا في الأرض، والأرضُ هي العاصمة، أرضٌ فيها الإمام، يَسْكُنُها الإمام، إنَّهُ إمامُ الوجود، فأرضٌ فيها إمامُ الوُجود هي عاصمةُ الوجود.
أنتقلُ بِكُم إلى الحديث الثامن، مِنَ البابِ نفسهِ: بِسَندهِ - بسندِ شيخنا الصفّار - عَن عَجْلانَ أَبِي صَالِح، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبدِ الله - سألتُ الإمام الصَّادِق صلواتُ اللهِ عليه - عَن قُبَّةِ آدَم - قُبَّةُ آدم المرادُ منها زمانُ آدم ومكانُ آدم، مركزُ القُبَّةِ هي أرضُنا، قُبَّةُ آدم هي قُبَّةُ المشروع المهدويّ - فَقُلْتُ لَهُ: هَذِهِ قُبَّةُ آدَم؟ فَقَالَ: نَعَم - هذهِ قُبَّةُ أبينا آدم، الإمامُ مُستمرٌّ في حديثهِ - فَقَالَ: نَعَم، وَلِلَّهِ قِبَابٌ كَثِيرَةٌ - هُناكَ قِبابٌ كثيرة، لكنَّكَ إذا كُنتَ تسألُ عن القُبَّة العاصمة عن قُبَّة آدم فهذهِ هي قُبَّة آدم.
- أَمَا أنَّ خَلْفَ مَغْرِبكُم - الحديثُ عن مَغربِ الكُرةِ الأرضيّة، وليسَ عن مَغربٍ على سطحِ الأرض، وإنَّما عن مغربٍ يقعُ خارجَ الأرض - مَغْرِبكُم هَذَا تِسْعَةً وَثَلَاثِينَ مَغْرِبَاً أَرْضَاً بَيْضَاء وَمَمْلُوءَةً خَلْقَاً يَسْتَضِيئُونَ بِنُوْرِنَا - هذهِ مجموعاتٌ أخرى - يَسْتَضِيئُونَ بِنُوْرِنَا - مرَّت علينا رواياتٌ عن كائناتٍ سماويّةٍ تستضيءُ بشموسٍ وبأقمارٍ هي غيرُ شمسنا وقَمَرِنا، ومرَّ علينا أيضاً هُناكَ كائناتٌ تستضيءُ بِضوءٍ من الأرضِ نفسها، من دونِ شَمسٍ أو قمر، وهذهِ كائناتٌ تستضيء بِنُورهم - لَمْ يَعْصُوا اللهَ طَرْفَة عَيْن، لَا يَدْرُونَ أَخَلَقَ اللهُ آدَم أَمْ لَم يَخْلُقه، يَبْرَؤُونَ مِن فُلانٍ وَفُلان، قِيْلَ لَهُ: كَيْفَ هَذَا يَتَبَرَّؤُونَ مِن فُلانٍ وَفُلان وَهُم لَا يَدْرُونَ أَخَلَقَ اللهُ آدَمَ أَمْ لَمْ يَخْلُقه؟ - ما هم من وُلدِ آدم - فَقَالَ لِلسَّائِلِ: أَتَعْرِفُ إِبْلِيس؟ - تعرفهُ مَعرفةً مُباشرة؟ هل رأيتهُ؟ هل تكلَّمت معهُ؟ هذا مرادُ الإمام - قَالَ: لَا، إِلَّا بِالْخَبَر - أخبرونا عن ذلك، أخبرنا الرَّسُولُ، أخبرنا الإمامُ، أخبرنا القرآنُ - قَالَ: فَأُمِرْتَ بِاللَّعْنَةِ وَالبَرَاءَةِ مِنْه؟ قَالَ: نَعَم، قَالَ: فَكَذَلِكَ أَمْرُ هَؤُلَاء.
أحاديثُ الأَئِمَّةِ تَنسابُ اِنسياباً كانسيابِ الـمَاءِ الصَّافي، إنَّها العُيونُ الصَّافية كما وصفها أميرُ المؤمنين صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه.
الحديث الحادي عشر من البابِ نفسهِ ومن المصدرِ نفسهِ أيضاً: عَن إِمَامِنَا الحَسَنِ السِّبْط صَلواتُ اللهِ وسَلامُهُ عَليه - الروايةُ عن إمامنا الصَّادق، وهكذا عن الأَئِمَّةِ عن إمامنا الحَسَنِ السِّبط - إِنَّ لِلَّهِ مَدِيْنَتَين إِحْدَاهُمَا بِالْمَشْرِق وَالأُخْرَى بِالْمَغْرِب، عَلَيْهِمَا سُوْرٌ مِن حَدِيْد وَعَلَى كُلِّ مَدِينَةٍ مِنْهُمَا سَبْعُونَ أَلْفِ أَلْف مِصْرَاع مِن ذَهَب، وَفِيْهَا سَبْعُونَ أَلْفِ أَلْف لُغَةً يُتَكَلَّمُ كُلُّ لُغَةٍ بِخِلَافِ لُغَةِ صَاحِبَه - يبدو أنَّ الفَاعِلَ قد سقطَ مِن الرواية، المرادُ مِنَ الفاعل الـمُتكلِّم، والإمامُ الحَسَن يقول: وَأَنَا أَعْرِفُ جَمِيْعَ اللُّغَاتِ وَمَا فِيْهِمَا - وَمَا فِيْهِمَا؛ وما في هاتينِ المدينتين - وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا عَلَيْهِمَا حُجَّةٌ غَيْرِي وَغَيْرُ الحُسَينِ أَخِي.
هذهِ الأحاديثُ ربَّما بعضُ الأحاديثِ تكونُ شارحةً لرواياتٍ ولأحاديثَ أخرى، لكنَّها بالإجمالِ تتحدَّثُ عن الكثيرِ من البقاعِ في الكون، وعن الكثيرِ من الممالكِ والمدنِ والأجرامِ السَّماويّةِ المسكونة والَّتي فيها ما فيها من أصنافِ الخلائقِ الكثيرة، هذا المنطقُ ينسجمُ معَ منطق القُرآنِ الَّذي يُخبِرنا مِن أنَّ اللهَ بَثَّ الدَّوابَّ في الأرضِ، وبَثَّ الدَّوابَّ في السَّماء.
أذهبُ بِكُم إلى الحديثِ الرابع من أحاديث البابِ نفسه، الروايةُ طويلةٌ سأقرأ جانباً منها: عَن هِشَام الجَوَالِيقي، عَن أَبِي عَبْد الله - هذا هو هِشام بنُ سالم، من الشخصيّاتِ الشيعيَّةِ المعروفةِ البارزة، عن إِمَامِنا الصَّادِق صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه - قَالَ: إِنَّ لِلَّهِ مَدِيْنَةً خَلْفَ البَحْر - مُرادهُ خلفَ البحر باعتبارِ أنَّ التصوُّرَ في أذهان النَّاسِ أنَّ البحر حينما ينتهي تنتهي الأرض، وإلَّا فإنَّ مُرادَ الإمامِ مِن خلالِ التفصيل الَّذي سيأتي مُرادهُ في هذا الكونِ الفسيح في الفضاء - سِعَتُهَا مَسِيرَة أَرْبَعِينَ يَوْمَاً، فِيْهَا قَوْمٌ لَم يَعْصُوا الله قَط وَلَا يَعْرِفُونَ إِبْلِيس وَلَا يَعْلَمُونَ خَلْقَ إِبْلِيس نَلْقَاهُم فِي كُلِّ حِينٍ فَيَسْأَلُونَا عَمَّا يَحْتَاجُونَ إِلَيه، وَيَسْأَلُونَا الدُّعَاء فَنُعَلِّمُهم، وَيَسْأَلُونَا عَن قَائِمِنا حَتَّى يَظْهَر - الَّذي يبدو لي (مَتَى يَظْهَر) ولكن نقرأ النصَّ كما هو، نصوص الأحاديثِ تتعرَّضُ للتحريفِ وللتصحيف، وتتعرَّضُ للإهمالِ من الكُتَّابِ والنُسَّاخ، وقد يُخطِئون في الكتابةِ ويَعلَمُونَ خطأهم لكنَّهُم لا يُصحِّحونَ أخطاءهم. ويسألونا عن قَائِمِنا حتَّى يظهر؛ أي أنَّهم مُستمرّونَ بالسؤالِ عن قائِمنا إلى وقتِ ظهورهِ - وَفِيهِم عِبَادَةٌ وَاجْتِهَادٌ شَدِيد - الاجتهادُ هو مُواصلةُ العبادة - وَلِمَديْنَتِهِم أَبْوَابٌ مَا بَيْنَ الـمِصْرَاعِ إِلَى الـمِصْرَاع - مصارعُ الأبواب جهاتُها، عادةً الأبوابُ الكبيرةُ تتألَّفُ من مِصراعينِ ورُبَّما أكثر - مَا بَيْنَ الـمِصْرَاعِ إِلَى الـمِصْرَاعِ مِئَةُ فَرْسَخ - الفرسخُ بالحساباتِ الأرضيّة قد يصلُ إلى خمسةِ آلاف متر، مِئةُ فرسخ فإنَّنا نصلُ إلى نصفِ مليون متر ما بَينَ الـمِصراعِ إلى الـمِصراع، إنَّها حضارةٌ مختلفةٌ عن حضارةِ الأرض - لَهُم تَقْدِيسٌ وَاجْتِهَادٌ شَدِيد، لَو رَأَيْتُمُوهُم لَاحْتَقَرْتُم عَمَلَكُم، يُصَلِّي الرَّجُلُ مِنْهُم شَهْرَاً لَا يَرْفَعُ رَأْسَهُ مِن سُجُودِه، طَعَامُهُم التَّسْبِيح وَلِبَاسُهُم - يبدو (وَلِبَاسُهُم الوَرَع)، ولكن الَّذي جاء مطبوعاً: (وَلِبَاسُهُم الوَرَق)، فهل المرادُ الورقُ الورقُ كورقِ الأشجارِ مثلاً، أو الورقُ الورقُ كورقِ الكتابةِ، أو أنَّه الوَرِق (وَلِبَاسُهُم الوَرِق) والوَرِقُ الفضَّة، لكنَّ السياقَ يُعِينُ أن يكون الكلامُ: (وَلِبَاسُهُم الوَرْع).
-وَوُجُوهُهُم مُشْرِقَةٌ بِالنُّور، إِذَا رَأوا مِنَّا وَاحِداً لَحَسُوهُ - بحسبهم، هؤلاءِ يختلفونَ عن البشر، كائناتٌ بحسبِ عالَمهم - وَاجْتَمَعُوا إِلَيهِ وَأَخَذُوا مِن أَثَرهِ إِلَى الأَرْض يَتَبَرَّكُونَ بِه، لَهُم دَوِيٌّ إِذَا صَلُّوا، أَشَدَّ مِن دَوِيِّ الرِّيح العَاصِف، فِيهِم جَمَاعَةٌ لَم يَضَعُوا السِّلَاحَ مُنْذُ كَانُوا - لماذا؟ - يَنْتَظِرُونَ قَائِمَنا، يَدْعُونَ أَنْ يُرِيَهُم إِيَّاه - يدعونَ اللهَ أَنْ يُرِيَهُم إيَّاه - وَعُمْرُ أَحَدِهِم أَلفُ سَنَة، إِذَا رَأَيْتَهُم رَأَيْتَ الخُشُوع وَالاِسْتِكَانَة وَطَلَبَ مَا يُقَرّبِهُم إِلَيه - ما يُقرِّبُهم إلى الله ما يُقَرِّبُهم إلى قائمِ آلِ مُحَمَّد، والمعنى واحدٌ (مَن أَطَاعَكُم أَطَاعَ الله وَمَن أحَبَّكُم أَحَبَّ الله وَمَن تَقَرَّبَ إِلَيْكُم تَقَرَّبَ إِلَى الله)، هذهِ المضامينُ واضحةٌ في ثقافةِ العترةِ الطاهرة - إِذَا حُبِسْنَا لَم نَصِل إِلَيْهِم ظَنُّوا أَنَّ ذَلِكَ مِن سَخَطٍ يَتَعَاهَدُونَ سَاعَة الَّتِي نَأْتِيهُم فِيهَا - ينتظرونها - لَا يَسْأَمُون وَلَا يَفْتُرُون، يَتْلُونَ كِتَابَ الله كَمَا عَلَّمْنَاهُم، وَإِنَّ فِيمَا نُعَلِّمُهُم مَا لَو تُلِي عَلَى النَّاس لَكَفَروا بِه وَلَأَنْكَرُوه، يَسْأَلُونَنَا عَنِ الشَّيء إِذَا وَرَدَ عَلَيهِم مِنَ القُرآنِ وَلَا يَعْرِفُونهُ فِإِذَا أَخْبَرنَاهُم بِه اِنْشَرَحَت صُدُورُهُم لِمَا يَسْمَعُونَ مِنَّا، وَيَسْأَلُوا الله طُولَ البَقَاء وَأَنْ لَا يَفْقُدُونَا، وَيَعْلَمُونَ أنَّ الـمِنَّة مِنَ اللهِ عَلَيْهِم فِيمَا نُعَلِّمُهُم عَظِيمَةٌ وَلَهُم خَرْجَةٌ مَعَ الإِمَام - مع الإمام القائم يخرجون معهُ، الروايةُ طويلةٌ.
إلى أن تقول: وَلَهُم سُيُوفٌ مِن حَدِيد غَيْرُ هَذَا الحَدِيد - حديدٌ مختلفٌ عن حديدِ أرضنا - لَو ضَرَبَ أَحَدُهُم بِسَيْفِهِ جَبَلاً لَقَدُّهُ - هؤلاءِ مِن جُملةِ جُند الإمام القائمِ وعسكرهِ، مشروعُ صاحبِ الأمر مُمتدٌّ ليسَ محصوراً بالأرض، يمتدُّ إلى كُلِّ السَّماءِ الدنيا إلى كُلِّ هذا الكون الفسيح.