روايتينِ خَطيرتين مِن أخطر الرواياتِ تُخبِرُنا عن الشيعة
وصف للمقطع

روايتينِ خَطيرتين مِن أخطر الرواياتِ تُخبِرُنا عن الشيعة،

في (رجال الكشي)، الصفحةِ التاسعةِ والتسعين بعدَ المئتين، الحديثُ الثالثُ والثلاثون بعدَ الخمسمائة: بِسَنَدِهِ - بسند الكشي - عن المفَضَّلِ بنِ عُمَر، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبد اللّه - الصَّادِقَ صَلواتُ اللّهِ عَلَيه - يَقُول: لَوْ قَامَ قَائِمُنَا بَدَأ بِكَذَّابِي الشِّيْعَةِ فَقَتَلَهُم - إذاً لابُدَّ مِن معرفةِ هذهِ الأحاديث، لابُدَّ أن نُشَخِّصَ العبَّاسيّينَ الجُدُد، لابُدَّ أن نبحثَ عن السُفيانيّ، وعن الخراسانيّ، وعن اليَمانيّ، لابُدَّ أن نُشَخِّصَ الموقفَ الصحيحَ الَّذي يُريدهُ مِنَّا أئِمَّتُنا..

استمعوا إلى هذهِ الرواية، قاعدةٌ مِن قواعدِ تفسير القُرآن، إنَّها خطيرةٌ جِدَّاً: الحديثُ الخامِسُ والثلاثون بعدَ الخمسمائة مِن الصفحةِ التاسعةِ والتسعين بعدَ المئتين: بِسَنَدِهِ، عَن عَلِيّ بنِ يَزيد الشَّامي، قَالَ: قَالَ أبُو الحَسَن - إمامُنا الكاظمُ صلواتُ اللّهِ وسلامهُ عليه - قَالَ أَبُو عَبْد اللّه - يُحَدِّثُ عن أبيهِ الصَّادِق - مَا أَنْزَلَ اللّهُ سُبْحَانَهُ آيَةً فِي الْمُنَافِقِين إِلَّا وَهِي فِي مَن يَنْتَحِلُ التَشَيُّع - "ينتحلُ"؛ يعتقدُ، قاعدةٌ خطيرةٌ في فهم القُرآن، نحنُ نَتحدَّثُ عن مرحلة التَّأويل، مرحلةُ التَّنزيل نُسِخت، آياتُ النِّفاقِ في مرحلة التَّنزيل كانت في مُنافقي المدينة، في مُنافقي زمان التَّنزيل، لكنَّهُ في مرحلة التَّأويل فإنَّ الآياتِ لها دِلالةٌ أخرى، وهذهِ قاعدةٌ من قواعدِ تفسير القُرآن، آتيكم بمثالٍ لآياتٍ واضحةٍ جِدَّاً بهذا الصدد:

في سورة الحديد من الآيةِ الثانيةِ بعدَ العاشرةِ بعدَ البسملة وما بعدها:

﴿يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾، الآيةُ واضحةٌ في دِلالَتِها الإجماليّة.

بحسبِ القاعدة الَّتي مَرَّت علينا فهؤلاء شِيعةٌ - يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ ۞ يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ - هؤلاءِ ما هُم بمنافقي مرحلة التَّنزيل، مُنافقو مرحلة التَّنزيل لم يكونوا يَعتقدونَ بالإسلام على الإطلاق، هؤلاءِ مُنافقو مرحلة التَّأويل، يعتقدونَ بجانبٍ مِن الدِّين لكنَّهم يحملونَ عقيدةً ضالَّةً، يَنْتَحِلونَ مَودَّتنا وليسَ مِنَّا - يُنَادُونَهُمْ - المنافقونَ والمنافقات يُنادون المؤمنينَ والمؤمنات - أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ قَالُوا بَلَى - كنتُم معنا - وَلَكِنَّكُمْ فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ - ذهبْتُم في طريقٍ آخر - وَتَرَبَّصْتُمْ - تَرَبَّصْتُم بِنا نحنُ الَّذينَ دَعونَاكُم إلى الهُدى - وَارْتَبْتُمْ - أخذتكم الشكوك - وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ - إنَّها أمانيُّ الدُّنيا - حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ﴾ إلى آخر الآيات.

الآيات الَّتي بعدها ترتبطُ بها، وستأتي هذهِ الآيةُ في السياق: ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ﴾، وسيطولُ الأَمَدُ، وطالَ الأَمَدُ عَلى الشيعةِ الَّذينَ ماتوا في زمان الغَيْبَةِ وقست قُلُوبُهم، هذهِ الآياتُ تتحدَّثُ عن المذهب الطوسي بشكلٍ واضح.

في الجزء الثاني مِن تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترةِ الطاهرة للمُحدِّث الاسترابادي النجفي شرف الدين/ طبعةُ مؤسَّسة الإمام المهديّ/ قُم المقدَّسة، الروايةُ طويلةٌ أذهبُ إلى سطرٍ مِنها: "يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ" - الروايةُ عن إمامنا الباقر صلواتُ اللّهِ عليه، هكذا يقولون: أَلَم نَكُنْ مَعَكُم فِي الدُّنْيَا نَبِيُّنَا وَنَبِيُّكُم وَاحِد، وَصَلَاتُنَا وَصَلاتُكُم وَصَوْمُنَا وَصَوْمُكُم وَحَجُّنَا وَحَجُّكُم وَاحِد - هؤلاءِ ما هُم المخالفون، المخالفونَ حَجُّهُم يختلفُ عن حَجِّ الشيعة، وصَومُهُم يختلف، وصلاتُهم تختلف، لكنَّ هؤلاء هكذا يتصوَّرون مِن أنَّ صلاتَهم كصلاةِ هؤلاء باعتبارِ أنَّ العنوانَ الدُّنيوي الَّذي كان يُطلَقُ عليهم مِن أنَّهم شِيعة، صلاتُنا تختلفُ عن صلاةِ الطوسيّين، الطوسيّونَ يعتقدونَ أنَّ ذِكرَ عليٍّ في التشهُّد الوسطي والأخيرِ في الصَّلاة يُبْطِلُ الصَّلاة..

الروايةُ طويلة، قرأتُ من الصفحةِ الحاديةِ والستين بعدَ الستمئة.

في الصفحةِ الَّتي بعدها، الحديثُ الثالثَ عشر: بِسَندهِ، عَن سَعيدِ بنِ جُبَير - وسعيد بن جُبير يروي عن عبد اللّه بن عبّاس وإلَّا لَم يَكُن قد أدركَ رسول اللّه - قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وَآلِه عَنْ قَوْلِ اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ - فِي هذهِ الآية: "فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ"، سُئِل عن هذهِ الآية فماذا قالَ رسول اللّه؟ - قَالَ: أَنَا السُّوْرُ، وَعَلِيٌّ البَاب لَيْسَ يُؤْتَى السُّوْرُ إِلَّا مِن قِبَلِ البَاب - فَهل تُقبَلُ صلاةٌ من دونِ عليٍّ يا أيُّها الشيعة؟! الدخولُ مِنَ الباب، والصَّلاةُ لا تَصحُّ ولا تُقْبَلُ إلَّا بذِكرِ عليٍّ إلَّا بتزيينها بهذهِ الزينة، إلَّا بتشريفها بهذا التشريف، "يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ قَالُوا بَلَى".

في الهداية الكبرى للحسين بنِ حمدان، وهو مِن الغُلاة لكنَّهُ أوردَ الكَثيرَ من الأحاديث في كِتابهِ من أحاديثهم صلواتُ اللّهِ عليهم/ طبعةُ مؤسَّسة الأعلمي/ بيروت - لبنان/ صفحة 574/ الحديثُ الثاني: المفَضَّل بنُ عُمَر يَقُول: سَمِعْتُ أَبَا عَبد اللّه - الصَّادِقَ صَلواتُ اللّهِ عليه - يَقُول: إِنَّ اللّهَ ذَكَرَ قَتَلَةَ الحُسَين فِي آخِرِ الزَّمَان - ذَكَرَهُم في قُرآنهِ، هذهِ آيةٌ مِن الآيات الَّتي تتحدَّثُ عنهم إنَّهم مُنافقو الشيعة، مُنافقاتُ الشيعة - فَيَزُورُونَ قَبْرَهُ وَيَتَشَافُونَ بِتُربَتِه وَهُمْ قَتَلَةُ الأَنْبِيَاءِ فِي كُلِّ زَمَان - تستمرُّ الرواية، مُحمَّد بنُ سِنان يسألُ الإمام الرِّضا عن هؤلاء، الإمام يُجيبهُ يقول: الْمُنْتَحِلَةُ لِوَلَايَتِنَا وَلَيْسُوا مِنَّا - هُم شيعةٌ لكنَّهم ليسوا مِنَّا، إنَّهُم الشيعة الطوسيّون - فَأولَئِكَ عَلَيْهِم لَعْنَةُ اللّهِ وَلَعْنَةُ اللَّاعِنِين - "اللَّاعِنون"؛ هُم مُحَمَّدٌ وآلُ مُحَمَّد، هكذا في رواياتهم، هذا الكلامُ ليسَ مِن عندي..

﴿يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ - "السورُ"؛ رسولُ اللّه، "والبابُ"؛ أمير المؤمنين - بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ - هذهِ رحمةٌ للمؤمنين للشيعة المخلِصين - وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ - لأولئكَ المنافقينَ والمنافقات - يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ - كُنَّا نزورُ الحُسَين - قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ - تَزورونَ الحُسينَ وتَخدمونَ الحُسينَ ولكن تحتَ يافِطةِ المراجع الطوسيّين الَّذينَ وصَفَهُم إمامُنا الصَّادِقُ بأنَّهم أضرُّ على الشيعةِ من جيشِ يزيد على الحُسين بن عليٍّ وأصحابه، هذا ما هو كلامي، هذا قُرآنُهم وهذهِ رِواياتُهم وأحادِيثُهم وهذا هو الواقع، لا تقبلوا تطبيقي على مراجع النَّجفِ وكربلاء وطَبِّقوا أنتم هذهِ الروايات على من؟! أسألكم بالحُسَين هل تنطبقُ على ثقافة قناة القَمر؟ أسألُكم بالحُسَين إذا كُنتم حُسينيّين أم أنَّها تَنطبقُ على العقيدةِ السيستانيّةِ، على عقيدة الخوئي وعقيدة محمّد باقر الصدر على عقيدة الطوسي على عقائدِ مراجع النَّجفِ وكربلاء مُنذُ زمان الطوسي وإلى يومنا هذا؟؟!



المجموع :2701