زُهد عليٍّ...كان يختطُّ طَريقاً مُخالفاً لطريق الخُلفاء الذين سبقوه لكشف زيفهم
- طول المقطع : 00:06:16
وصف للمقطع
مقطع من برنامج [ قـرآنـهـم ] الحلقة ( 11 )
■ سؤال قد يتبادر إلى الأذهان هُنا عن زُهد سيّد الأوصياء.. وقد يتبادر سؤال آخر بشأن الروايات والأحاديث التي تُخبرنا عن ظهور إمام زماننا وكيف أنّه حين يُبايع القادة في مكّة الــ313 يشترطُ عليهم في البيعةِ شُروطاً كُلّها تَدور في دائرةِ الزُهد والتقشّف.. وهنا أقول بشأن موقف أمير المؤمنين: أنّ أمير المؤمنين "صلواتُ اللهِ عليه" كان يختطُّ طَريقاً مُخالفاً 100% لطريق الخُلفاء الذين سبقوه.. وما يُذكر في كُتب التأريخ عن زُهْد الخُلفاء الذين سَبَقوه فكلّه كذب.. فأميرُ المؤمنين أراد أن يختطّ طَريقاً يُخالفهم في كلّ صغيرة وكبيرة.. فإنّ الصواب في خِلافهم.
■ موضوع الزُهد والتقشّف موضوع طويل ويَحتاجُ إلى تفصيل.. ولكن هذا لا يعني أنّ الزُهد والتقشّف بالمُطلق ليس صحيحاً.. هناك حالاتٌ مِن الزُهدِ والتقشّف مَطلوبة، وهناك حالات ليستْ مَطلوبة.. والإمام الرضا يُشير إلى الجانب الذي ليس مَطلوباً، بل قد يكون مَذموماً.
أمّا بشأن زُهد سيّد الأوصياء.. فأميرُ المؤمنين "صلواتُ اللهِ عليه" لم يكن مُحتاجاً للزهد، ولكن صلاحُ الأُمّة وسِيرةُ الأُمّة بشكلٍ صحيح وسِيرةُ أُمرائه وأوليائه كي تنضبط كانت بِحاجة إلى برنامج يتمثّل في سيّد الأوصياء، وإلّا فسيّد الأوصياء ليس مُحتاجاً إلى الزُهد.
إنّما هو برنامجٌ وسُنّة سارَ بها كي يَقتديَ بها مَن يجب عليه أن يكون هكذا.. وليس كُلّ إمامٍ لابُدّ أن يكون هكذا.. فإنّ سيرةَ الباقين مِن المعصومين ما كانت هكذا.. (ظرفُ الأمّة، الظرفُ الزماني، المُلابسات الشخصية، وشؤون أخرى) كلّ هذه الأمور تُؤخذ بنظر الاعتبار لِحركة الإنسان باتّجاه الزُهد أو لِعدم حركتهِ بهذا الاتّجاه. فما جاء في القرآن وحديث الإمام الرضا لا يتناقضُ مع السِيرة العَلَوية أو ما جاء في الأحاديث الخاصّة بشؤونات إمام زماننا. ● نَحنُ بِحاجةٍ إلى ثقافةٍ صحيحةٍ وأصيلةٍ نستلّها مِن فِكْر آل محمّد، هذا الفهم من أنّ الزهد ممدوح على كُلّ حال، هذا فهم صوفيٌ، وليس مِن ثقافة آل محمّد.. والثقافة الصوفية شطْرٌ منها كذب وخداع..! زعماء الصوفية مِن النواصب كانوا يتظاهرون بهذا.
العنوان | الطول | روابط | البرنامج | المجموعة | الوثاق |
---|