سؤال آدم عن أنوار محمّد و آل محمّد عليهم السلام
تفسير الإمام العسكري

سؤال آدم عن أنوار محمّد و آل محمّد عليهم السلام

وصف للمقطع

مقطع من برنامج قرٱنهم ح 8
http://almawaddah.be/posts.php?postId=319
يقول الإمام العسكري عن إمامنا السجّاد "عليهما السلام" والإمام السجّاد يُحدثنا عن آبائه عن جدّه رسول الله "صلّى الله عليه وآلهِ".. يقول:
(يا عباد الله إنَّ آدم لمَّا رأى النُور ساطعاً مِن صُلْبه، إذ كانَ اللهُ قد نقلَ أشباحنا مِن ذُروة العَرش إلى ظَهْره، رأى النُور ولم يتبين الاشباح. فقال: يا ربّ، ما هذهِ الأنوار؟ قال اللهُ عزَّ وجلّ: أنوارُ أشباحٍ نقلْتُهم مِن أشرف بقاع عَرْشي إلى ظهركَ ولذلكَ أمرتُ الملائكةَ بالسُجودِ لك، إذْ كُنتَ وعاء لتلكَ الاشباح. فقال آدم: يا ربّ لو بيَّنتها لي؟ فقالَ اللهُ عزّ وجلَّ: انظرْ يا آدم إلى ذُروة العَرش.
فنظرَ آدم، ووقعَ نُورُ أشباحنا مِن ظَهْر آدم على ذُروة العَرش، فانطبعَ فيهِ صُور أنوار أشباحنا التي في ظَهره كما ينطبعُ وجه الإنسان في المِرآة الصافية، فرأى أشباحنا.
فقال: يا ربّ ما هذهِ الأشباح؟ قال اللهُ تعالى: يا آدم هذهِ أشباحُ أفضلُ خلائقي وبريّاتي.
هذا مُحمّدٌ وأنا المحمودُ الحميد في أفعالي، شققتُ له اسماً مِن اسْمي. وهذا عليٌ، وأنا العليُّ العَظيم، شققتُ لهُ اسْماً مِن اسمي. وهذهِ فاطمة وأنا فاطرُ السماواتِ والأرض، فاطِمُ أعدائي عن رحمتي يومُ فصْل قَضائي، وفاطِم أوليائي عمَّا يُعرّهم ويُسيئهم فشققتُ لها اسْماً مِن اسمي.
● أبونا آدم كان وعاءً لأشباحٍ هي صورة لمقامٍ من مقاماتهم "صلواتُ الله عليهم" ومع ذلك فإنّ أبونا آدم لم يرى الأشباح.. فقط رأى آثارها.. رأى النُور وهو أثرٌ مِن آثار تلك الأشباح!
وهذان الحَسَنُ والحُسين وأنا المُحسن و المُجْمِلُ شققتُ اسميهما مِن اسمي، هؤلاءِ خيارُ خَليقتي، وكرامُ بريتي، بهم آخذ، وبهم أُعطي، وبهم أُعاقب، وبهم أُثيب، فتوسَّل إليَّ بهم.
يا آدم، وإذا دهتك داهية، فاجعلْهُم إليَّ شُفعاء‌ك، فانّي آليتُ أي أقسمتُ على نَفسي قَسَماً حقَّاً أن لا أُخيّب بهم آملاً، ولا أرُدَّ بهم سائلاً.
فذلك حين زلَّتْ منه الخَطيئة، دعا الله عزَّ وجلَّ بهم، فتابَ عليه وغفرَ له).
● قول الرواية (إذ كانَ اللهُ قد نقلَ أشباحنا مِن ذُروة العَرش إلى ظَهْره ( الله تعالى لم ينقلهم، وإنّما نَقَل أشباحاً لهم.. نَقَلَ نحواً مِن أنحاء تجلّياتهم "صلواتُ الله عليهم".. هم في ذُروة العَرش، وهذا مقامٌ مِن مقاماتهم.. مقامهم الأتم والأكمل هو المَقام الذي استقرّوا فيه عند الله تعالى وما خرجوا مِن ذلك المقام وهو مقامُ (الإسم الأعظم الأعظم الأعظم الذي خلقه فاستقرّ في ظلّه فلا يخرج منه إلى غيره). ذلك هو المقام الأعظم الأعظم الأعظم.. ونحنُ لا نملك إلّا أن نعرف أنّ لهم مقاماً هذا عنوانه ووصفه الإجمالي، ولا نعرف شيئاً عن حقيقته، ليس أنّه لا تُوجد معلومات.. وإنّما لأنّ الّلغة غير قادرة أن تستوعب هذه المعلومات، ولأنّ العقول غير مُتمكّنة أن تتصوّر تلكم الحقائق.
ومن ظهوراتهم هو الظهور المُحيط كما في الزيارة الجامعة الكبيرة (وجعلكم بعرشه مُحدقين) الإحداق هنا هو الإحاطة، وهذا ظهورٌ مِن ظهوراتهم (إحاطتهم بعالم العرش) وفي عالم العَرش مَراتب المَوجودات طُرّاً.. ولهم ظُهورٌ أنّهم في ذُروة العَرش وهذا ما يُشير إليه سيّد الأنبياء في الرواية.. وظُهوراتهم لا حصر لها..! (هذه الأشباح نَحو تجلٍّ من تجلّياتهم.. هذهِ صُورةٌ أُخذتْ لِمقامٍ من مقاماتهم في ذُروة العرش).
● السجود في الحقيقةِ ما كانَ لِمُحمّدٍ وآل مُحمّد، السجودُ كانَ لأشباحٍ هي صُورةٌ لمقامٍ من مقاماتهم التي هي ليستْ أعلى المقامات.
هذا هو تفسيرُ إمامنا العسكري الذي يرفضه علمانا ومراجعنا..! هذا التفسير مِن أهمّ ما جاء عن آل مُحمّدٍ في تفسير القرآن.. إذا أردنا أن نعرفَ منهج محمّد وآل محمّد في تفسير القرآن فأوّل خُطوة يَجب علينا أن نتّبعها أن ندرس تفسير الإمام العسكري وأن نستخلص الحقائق التي نستعين بها على تلمُّس منهج آل محمّدٍ في تفسير القرآن..

المجموع :2701

العنوان الطول روابط البرنامج المجموعة الوثاق