وصف للمقطع

الرﱢسالةُ مِن العِراق، الرﱢسالةُ في أجواءِ المجالسِ الحُسينيَّة، السائلُ يقول:

عِندي سُؤالٌ حولَ مجالس الشور - هذهِ المجالس معروفةٌ في الأوساط الشيعيَّة، كلمة (الشور) كلمةٌ فَارسيَّة وليست عربيَّة، فأصلُ المجالس هذهِ وردت إلى العِراقِ وغير العِراقِ من المناطقِ الشيعيَّةِ وردت مِن إيران، المرادُ مِن مجالس الشور هي مجالسُ الحماس، مَجالِسُ العاطِفةِ المشتعلةِ المتهيـﱢـجة، هذا هُو المرادُ مِن مَجالس الشور، الكثيرُ من الشباب الحُسينيّ يُحبُّونَ هذهِ المجالس، لها طريقةٌ مُعيَّنةٌ في اللَّطمِ وفي إظهارِ حُزنِ أصحابِ العزاء، هي هذهِ المجالسُ الَّتي يسألُ السائلُ عنها.

عِندي سُؤالٌ حولَ مجالس الشور؛ كَثُرَ القَولُ حولها وهي مُنتشرةٌ الآنَ في العِراق بشكلٍ غَيرِ مَسبُوق، والقصائدُ الَّتي تكون في مجالس الشور بِحسَبِ تجربتي والَّتي يُلقِيها رواديد مُعيَّنون (سيـﱢـد سلام الحسينيّ، مُوسى الشغامبي، ومحمَّد باقر الخاقاني)، نحسُّ فِيها بطعمِ ثقافة الكتابِ والعترة، قصائد تحثُّ على الشهادة الثالثة، وقصائد تحثُّ على حَدِيثِ أهل البيت وعقائدهم الأصيلة وتربطُ المؤمنَ بإمامهِ وحُبﱢ مَواليه سادة الخلق مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد، بالإضافةِ إلى الجَزعِ الموجودِ داخلَ تِلكَ المجالس والدَّمعة الصَّادقةِ الَّتي فيها والَّتي تكونُ بِدُونِ رياء وبإطفاء الأضواء والجَزعِ بِدُونِ حِساب أي حساباتٍ للمَظاهرِ والأمور الأخرى، هذهِ المجالس الطوسيّون يَقُولونَ بِحُرمتها أو بِكُونِها تُسيء إلى آلِ مُحَمَّد والسببُ برأيهم هُو الذﱢكر كَلِمة (حُسين) الَّتي تكونُ بهيئةٍ مُعيَّنةٍ ويقولونَ إنَّها إساءةٌ إلى سَيـﱢـد الشُّهداء، وإنَّها مَجالِسُ غُلو وعلى قاعدةِ الصَّواب في خِلافِهم - وهذهِ القاعدةُ رُبَّما لا يكونُ استعمالُها دقيقاً هُنا - فنحنُ نُقِيمُ تِلكَ المجالس ولا نَأبَه بِهم - ولا نأبهُ بالطُوسيـﱢـين - ولكن ما لَفتَ نَظري هو أنَّ قناة القَمَر لا تَبثُّ قصيدةً مِن قصائد الشور والَّذي جَعلَني أتساءلُ هل هُناكَ إشكالٌ في تِلكَ المجالس مِن وِجهة نظرِ دين العترةِ الطاهرة وفي ضوء حديثِ أهل البيت عليهُم السَّلام؟! أرجو توضيحَ الموضوع وخُصوصاً الحُكمَ الشرعي لِتلكَ المجالس، وكذلكَ العزاءات الَّتي تَدخُلُ إلى حَرم المعصومِ صَلواتُ اللَّهِ عَليه والَّتي تكونُ بهيئةٍ مُعيَّنةٍ على طريقةِ أهل الشور مِن تَطيين ولطمٍ على الرؤوس وصيحاتٍ باسمِ سَيـﱢـد الشُّهداء وضجيجٍ وعجيج، نَتمنَّى استدلالاً مِن حَدِيث العترةِ حولَ الموضوع - إلى آخرِ الرﱢسالة.

مَجالِسُ الشور كبقيَّةِ المجالِسِ الحُسينيَّة لا يُوجَدُ فَارِقٌ فيما بَينَها وبينَ سائرِ الشَّعائرِ الحُسينيَّة، الشَّعائرُ الحُسينيَّةُ بِكُلﱢ تفاصيلها نَشاطٌ إنسانيٌّ، النشاطاتُ الإنسانيَّةُ يَختلِطُ فيها الصَّوابُ والخطأ، ويختلطُ فيها في بعضِ الأحيان الحقُّ والباطل، ولا يَكُونُ هذا بقصدٍ سيء، لأنَّ الشَّعائرَ الحُسينيَّة لم تَرِد نُصوصٌ مَعصوميَّةٌ بِتفاصيلها هذا أمرٌ مَتروكٌ للنَّاس..

إذا كانَ هُناكَ مَن يَتلفَّظ سين سين مُتَقَصـﱢـداً ويَقصدُ بهذا الحُسَين فهذهِ إساءةٌ أدبيَّةٌ قطعاً، لكنَّني لا أعتقدُ أنَّ هذا موجودٌ، لا أعتقدُ أنَّ أحداً مِن الَّذينَ يَحضَرونَ في مجالس الشور ويُشارِكونَ فِيها يَتلفَّظ هذهِ الكلمة؛ (سين، مِن دُونِ الحاء)، وهُو يَقصُدُ بِذلكَ الإمامَ الحُسَين، إذا كانَ هذا موجوداً هذهِ إساءةٌ أدبيَّةٌ، على أخوتي وأبنائي في هذهِ المجالِس أن يَتجنَّبوا ذلك..

وكَذلكَ العَزاءات الَّتي تَدخُلُ إلى حَرم المعصُوم صلواتُ اللّه عليه والَّتي تكونُ بهيئةٍ مُعيَّنةٍ على طريقةِ أهل الشور مِن تَطيين ولَطمٍ على الرؤوس وصيحاتٍ بِاسم سَيـﱢـد الشُّهداء وضجيجٍ وعجيج؟

هذهِ الأمورُ هِي مِن أَسالِيب التعبيرِ عن الحُزنِ عن إظهار الجَزَعِ عن إقامة الشَّعائرِ الحُسينيَّةِ قُولوا ما شِئتُم.

في دُعاء النُّدبة، في (مفاتيح الجنان)، وهذا الدُّعاء مَرويٌّ مَرَّةً عَن إِمامِنا الصَّادِق ومَرَّةً عن إِمام زَمانِنا الحُجَّة بنِ الحَسَن صلوات اللَّهِ عَليهِما: لَمْ يُمْتَثَل أَمْرُ رَسُولِ اللّهِ صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِه فِي الْهَادِيْنَ بَعْدَ الْهَادِيْن - بعدَ أن رَحلَ نَبِيُّنا الأعظَم عَن هذهِ الدُّنيا - وَالأُمَّةُ - أَلَا لَعنةُ اللَّهِ عليها - وَالأُمَّةُ مُصِرَّةٌ عَلَىٰ مَقْتِه - على مَقْتِ رَسُول اللّه - مُجْتَمِعَةٌ عَلَىٰ قَطِيْعَةِ رَحِمِهِ وَإِقْصَاءِ وُلْدِه إِلَّا القَلْيْلَ مِمَّن وَفَى لِرِعَايَة الحَقﱢ فِيْهِم فَقُتِلَ مَنْ قُتِل وَسُبِيَ مَنْ سُبِي وَأُقْصِيَ مَنْ أُقْصِي - جرى هذا على آلِ مُحَمَّدٍ وعلى شِيعَتِهم - وَجَرَىٰ القَضَاءُ لَهُم بِمَا يُرْجَىٰ لَهُ حُسْنُ الْمَثُوْبَة إِذْ كَانَت الأَرْضُ لِلّه يُوْرِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِين وَسُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبـﱢـنَا لَمَفْعُولَاً وَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَهُوَ العَزِيْزُ الحَكِيْم، فَعَلَىٰ الأَطَائِبِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ وَعَلِيﱟ صَلَّىٰ اللّهُ عَلَيْهِمَا وَآلِهِمَا فَلْيَبْكِ البَاكُوْن وَإِيَّاهُم فَلْيَنْدُب النَّادِبُون وَلِمِثْلِهِم فَلْتُذْرَف الدُّمُوع وَلْيَصْرُخ الصَّارِخُون وَيَضُجَّ الضَّاجُّون وَيَعُجَّ العَاجُّوْن أَيْنَ الحَسَنُ أَيْنَ الحُسَيْن أَيْنَ أَبْنَاءُ الحُسَيْن صَالِحٌ بَعْدَ صَالِح - هذا كُلُّهُ ضِمنَ العَجيج - وَصَادِقٌ بَعْدَ صَادِق أَيْنَ السَّبِيْلُ بَعْدَ السَّبِيْل أَيْنَ الخِيَرَةُ بَعْدَ الخِيَرَة أَيْنَ..

المجموع :2701