سَيِّدِي غَيْبَتُكَ نَفَت رُقَادِي وَضَيَّقَت عَلَيَّ مِهَادِي
وصف للمقطع

روايةٌ مُهمَّةٌ في كمال الدين وتمام النعمة: 
طبعةُ مؤسَّسة النشر الإسلامي/ قم المقدَّسة/ صفحة (386)، الحديث الخمسون: بِسندهِ - بسند الصَّدوق - عن سديرٍ الصَّيرفي، قَالَ: دَخَلتُ أنَا وَالمفضَّلُ بنُ عُمر وأبُو بَصيرٍ وأبانُ بنُ تَغلِب - هؤلاءِ عيونُ الشيعةِ في زمانهم، هؤلاءِ عُظماءُ الشيعةِ في زمانهم - عَلَى مَوْلَانَا أَبِي عَبدِ الله الصَّادق صَلَواتُ اللهِ عَلَيه، فَرَأَيْنَاهُ جَالِسَاً عَلَى التُّرَاب وَعَلَيهِ مِسْحٌ خَيْبَرِيٌّ مُطَوَّقٌ بِلَا جَيْب - الْمِسْحُ الخيبريُّ ثوبٌ متواضعٌ خشنٌ مصنوعٌ من الشعر، مُطَوَّقٌ بِلا جَيْب؛ ليسَ لهُ من أزرار، ليسَ لهُ من فتحةٍ  - مُقَصَّرُ الكُمّيَن وَهُوَ يَبْكِي - وهو على هذا الحال - وَهُوَ يَبْكِي بُكَاءَ الوَالِهِ الثَّكْلَى - لن أقفَ عند الكلماتِ لشرحِ معناها، فهذا يجعلني أحتاجُ إلى وقتٍ طويل - ذَاتِ الكَبِدِ الحَرَّى قَدْ نَالَ الحُزْنُ مِن وَجْنَتَيه - أثَّرَ فيهما - وَشَاعَ التَّغْيِيرُ فِي عَارِضِيه - العارضان جانبا الوجه - وَأَبْلَى الدُّمُوعُ مِحْجَرَيه - حُفرتا العينين - وَهُوَ يَقُولُ: سَيِّدي - يُخاطِبُ الحُجَّةَ بن الحسن، إنَّهُ يرسمُ لنا برنامج التعاملِ معَ إمامِ زماننا في عصرهِ في أيَّامهِ، فأينَ أيَّامهُ من أيَّامنا هذهِ؟ وهؤلاء السَّفَلَةُ الأغبياء يقولونَ من أنَّهُ ليسَ هناكَ من تكليفٍ في زمانِ غَيْبَةِ الحُجَّةِ بنِ الحسن - سَيِّدِي غَيْبَتُكَ نَفَت رُقَادِي وَضَيَّقَت عَلَيَّ مِهَادِي وَابْتَزَّت مِنِّي رَاحَةَ فُؤَادِي، سَيِّدِي غَيْبَتُكَ أَوْصَلَت مُصَابِي بِفَجَائِعِ الأَبَد - ويستمرُّ الإمامُ في هذهِ المناجاةِ بصورةٍ تفزعُ منها القلوب، إلى أن يقولَ مُبَيِّناً لماذا هو بهذا الحال، فيقول لشيعتهِ الَّذين دخلوا عليه: وَيْلَكُم نَظَرتُ فِي كِتَابِ الجَفْر صَبِيْحَةَ هَذَا اليَوم وَهُوَ الكِتَابُ الْمُشْتَمِلُ عَلَى عِلْمِ الْمَنَايَا وَالبَلَايَا وَالرَّزَايَا وَعِلْمِ مَا كَانَ وَمَا يَكُون إِلَى يَوْمِ القِيَامَة الَّذِي خَصَّ اللهُ بِهِ مُحَمَّداً والأَئِمَّةَ مِنْ بَعْدِه، وَتَأَمَّلْتُ مِنْهُ مَوْلِدَ قَائِمِنَا وَغَيْبَتَهُ وَإِبْطَاءَهُ وَطُوْلَ عُمْرِهِ وَبَلْوَى الْمُؤْمِنِينَ فِي ذَلِكَ الزَّمَان - إلى بقيَّةِ كلامهِ الَّذي جاءَ طويلاً ومُفصَّلاً، فالإمامُ بَيَّنَ لأشياعهِ لأنَّهُ نظرَ في كتاب الجفر ونظرَ في شأنِ إمام زماننا فكانَ الَّذي كانَ من إمامنا الصَّادق.

المجموع :2701