سيّد قُطب يروي قصَّته مع حفلة في إحدى الكنائس الامريكيّة
- طول المقطع : 00:11:31
وصف للمقطع
مقطع من برنامج السرطان القطبيُّ الخبيث في ساحة الثقافة الشيعيّة ح 16
● مثال ممّا ذكره سيّد قُطب في هذه المقالات التي كتبها وعنونها بهذا العنوان: أمريكا التي رأيت.. والتي انتقد فيها أمريكا انتقاداً شديداً جدّاً، وانتقد الشعب الأمريكي، والثقافة الأمريكيّة انتقاداً شديداً جدّاً، وسَخِر منها بشكلٍ واضح.. مِن جُملة ما ذكره سيّد قُطب في هذه المقالات يقول:
(وهذه مثلاً محتويات إعلان عن حفلة كنيسة، وكانت ملصقة بقاعة اجتماع الطلبة في إحدى الكُليّات: يوم الأحد أوّل أكتوبر، في الساعة السادسة مساء، عشاءٌ خفيف، ألعاب سحرية، ألغاز، مسابقات، تسلية..)
فهو يسخرُ مِن هذه الإعلانات لأنّه يقول:
(وإذا كانت الكنيسةُ مكاناً للعبادة في العالم المسيحي كُلّه، فإنّها في أمريكا مكان لكلّ شيء إلّا العبادة..) وهذه مُبالغة.. فالشعب الأمريكي معروفٌ عنه أنّه مِن أكثر الشعوب المسيحيّة تمسّكاً بالديانة المسيحيّة والطقوس المسيّحية.
• يُكمل سيّد قُطب، فيقول في مقالاته:
(كُنتُ ليلةً في إحدى الكنائس ببلدة جريلي بولاية كولورادو، فقد كنتُ عضواً في ناديها، كما كنتُ عضواً في عدّة نوادٍ كنسية في كلّ جهة عشتُ فيها، إذْ كانت هذهِ ناحية هامّة مِن نواحي المُجتمع تستحقُّ الدراسة عن كَثَبٍ ومن الداخل، وبعد أن انتهتْ الخِدمة الدينيّة في الكنيسة، واشترك في التراتيل فِتيةٌ وفتيات من الأعضاء، وأدّى الآخرون الصلاة، دلفنا مِن باب جانبي ساحة الرقص المُلاصقة لقاعة الصلاة، يصلُ بينهما الباب، وصعد (الأب أي القسّيس ) إلى مكتبه، وأخذ كلّ فتى بيد فتاة، وبينهم وبينهن أولئك الذين والّلواتي كانوا وكنّ يقومون بالترتيل ويقمن!
وكانت ساحة الرقص مُضاءة بالأنوار الحمراء والصفراء والزرقاء، وبقليل مِن المصابيح البيض.. وحمى الرقص على أنغام (الجراموفون) وسالتْ الساحة بالأقدام والسيقان الفاتنة، والتفتْ الأذرع بالخُصور، والتقتْ الشفاهُ والصدور .. وكان الجوّ كلّه غراماً حينما هبط (الأب) مِن مكتبه وألقى نظرةً فاحصةً على المكان، ومن المكان، وشجّع الجالسين والجالسات ممّن لم يشتركوا في الحلبة على أن ينهضوا فيشاركوا في حلبة الرقص
وكأنّما لحظ أنّ المصابيح البيض تُفسد ذلك الجوّ (الرومانتيكي) الحالم، فراح في رشاقة الأمريكاني وخفّته يطفئها واحداً واحداً، وهو يتحاشى أن يعطل حركة الرقص، أو يصدم زوجاً مِن الراقصين في الساحة.
وبدا المكان بالفعل أكثر (رومانسيّة) وغراماً، ثمّ تقدّم إلى (الجراموفون) ليختار أغنية، واختار أغنية أمريكيّة مشهورة اسمها: (But baby it is cold out side) (ولكنّها يا صغيرتي باردةٌ في الخارج) وهي تتضمّن حِواراً بين فتى وفتاة عائدين مِن سَهرتهما، وقد احتجزها الفتى في دارهِ، وهي تدعوه أن يُطلِق سراحها لتعود إلى دارها، فقد أمسى الوقت وأُمّها تنتظر.. ولكما تذرّعت إليه بحجّة، أجابها بتلك اللازمة: (ولكنّها يا صغيرتي باردة في الخارج) !
وانتظر الأب حتّى رأى خطوات بناتهِ وبنيه على مُوسيقى تلكَ الأغنية المُثيرة، وبدأ راضياً مُغتبطاً، وغادر ساحة الرقص إلى داره، تاركاً لهم ولهنّ إتمام هذه السهرة الّلذيذة.. البريئة!)
وقفة تعليق بحكاية شعبيّة أذكرها لكسر الروتين تعليقاً على ما ذكرهُ سيّد قُطب في مَقالته السابقة.. الخلاصة مِن هذه الحكاية الشعبيّة هو هذا السؤال:
إذا كنت يا سيّد قُطب ذاهب للدراسة فعلاً في الولايات المُتّحدة.. فماذا تصنع أنت في هذه الأماكن الخاصّة بالّلهو والرقص والعلاقات العاطفيّة ؟!
كُلّ هذا وغيره يُحدّثنا عن شيء، وهو: وجود عُقَد مُعيّنة في شخصيّة هذا الرجل.