شعار الماسونية (وحدة الأديان) و فكرة حسن البنّا (إسلام بلا مذاهب)
  • طول المقطع : 00:08:47
وصف للمقطع

مقطع من برنامج [ السرطان القطبيُّ الخبيث في ساحة الثقافة الشيعيّة الحلقة 4 ]
✤ (وحدة الأديان) الشعار الجميل الأخّآذ الذي تطرحهُ "الماسونية الناعمة" وتعلن بأنّها تُريد الوفاق مع أبناء المجتمع الإنساني، ولا تُريد عُنفاً، ولا تُريد جدالاً لا فائدة فيه، إنّها تريد ديناً واحداً للناس، تُريد من الأديان أن تتوحّد.. وهذا كلامٌ يخدعُ الأغبياء.
كيف يُمكن أن تتوحّد الأديان؟! هل يُمكن ذلك؟!
قطعاً لا. ولكنّ الذين يطلبون الزعامة والرئاسة خُصوصاً بمستوىً عالٍ كجمال الدين الأفغاني وحسن البنّا الذين يطلبون إمامة واسعة جدّاً، وزعامة ممتدّةً في كلّ أنحاء الأرض، فأمثال هؤلاء تغيبُ عنهم الحقائق، وهذا الأمر (أمر الزعامةِ والرئاسة) يَسْطُلهم.. سيكونونَ مَسطولين بتمام معنى هذا الكلمة أمام أيّ باب يُمكن أن يُفتح لهم ومِن خلاله يُمكن أن يصلون إلى مآربهم!
• فحين وجد جمالُ الدين الأفغاني باباً يُمكن مِن خلاله أن يُحقّق ما يُريد وتحت هذا الشعار الجميل (وحدة الأديان) بادر مُسرعاً..!
كان مخدوعاً.. خدعَ نفسه بنفسه، وخدعهُ الشيطان، وخدعتهُ الماسونية! كل هذا يكون للإنسان إذا ما أعرض عن منهج الحقّ والحقيقة، وخطابي هنا لشيعة أهل البيت.. فلا شأن لي بالآخرين.. ونحنُ حقّنا وحقيقتنا مع إمام زماننا، مع محمّدٍ وآل محمّد.
● هل نستطيع أن تصوّر مجتمعاً يعيشُ تحت هذهِ اليافطة (وحدة الأديان)؟! لا نستطيعُ أن نتصوّر مُجتمعاً يعيشُ تحت هذه اليافطة وفي ظِلّ هذا المفهوم إلّا في حالةٍ واحدة: أنّ المُجتمعات البشريّة ستتنازل عن أديانها، ولا يبقى هناك من دين إلّا دين واحد هو دين الماسونيّة!
فلا معنى لِهذه الفِكرة (فكرة وحدة الأديان) لأنّنا حِين نقول: (أديان) فهذا يعني أنّ كلّ دينٍ له حدوده، كما يقول الكتاب الكريم: {تلك حدود الله} والقرآن يتوعّد مَن يتعدّ حدود الله! وحدة الأديان تعني أنّ نفتح هذه الحدود، أن نتنازل عنها، أن ندوسها بأقدامنا، وأن نسمح للآخرين أن يدوسوها بأقدامهم.. فهل يبقى عندئذٍ من دين؟! لن يبقى دين لا عندنا ولا عند غيرنا.. الذي سيبقى هو دين الماسونيّة.. هذه هي وحدةُ الأديان، وهي كفكرة حسن البنّا حين دعا إلى (إسلام بلا مذاهب)!
● كيف نستطيع أن نتصوّر مجاميع المُسلمين بحسب الواقع الموجود الآن مِن أنّهم بلا مذاهب، وكُلّ مجموعة تدّعي أنّ الحقّ معها، وهي تختلف مع المجموعات الأخرى، وبهذا تتشكّل حُدود كُلّ مجموعة بغضّ النظر أكانتْ على حقٍّ أم كانت على باطل! 
هناك فرقة واحدة على الحقّ، ندّعيها نحنُ ويدّعيها غيرنا، وبغضّ النظر عن هذه الفرقة، ففرقة أهل الحقّ كيف يتسنّى لها أن تتنازل عن حدودها؟!
• وحتّى الفِرَق الأخرى (فِرق الباطل التي تدّعي أنّها على الحق) سواء كانت عالمةً أنّها على الباطل أم في حالة شُبهة وجهلٍ مُركّب، فهي الأخرى تتمسّك بِحدودها. لن نستطيع أن نتصوّر مُجتمع المُسلمين بلا مذاهب إلّا بإسلام واحد هو إسلام حسن البنّا..! 
فحين تسقط الحدود، وحين تغيب الموانع والحواجز فيما بين الفِرق والمَذاهب في الجانب العَقائدي والفتوائي والسُلوكي، حين تذوب هذه المُميزات التي تُميّز كُلّ فرقة مِن هذه الفرق لا يبقى حينها لا مذهب ولا دين.. لا يبقى حينها إلّا إسلام حسن البنّا..!
• أمّا جماعة الإخوان المسلمين فليس لها من إسلام سوى إسلام حس البنّا.. ولِذا حين قُتِل حسن البّنا ذهبتْ الجماعة وأُعيد تأسيسها على يد سيّد قُطب. (ولا أعني هنا أنّه أُعيد تأسيسها في مُؤتمرٍ تأسيسي، أو في بيانٍ رسمي، أنا أتحدّث عن الحقائق والوقائع على الأرض).
● أوجّه حديثي هنا لأبنائي وبناتي كي يعرفوا ماذا حلّ في ساحتنا الثقافية الشيعيّة مِن هذا السرطان القُطبي الخبيث، والذي جرّتهُ لنا المؤسسّة الدينية الشيعية الرسميّة بِمراجعها الكبار مِن الطراز الأوّل وبِمُفكّريها وعلمائها وأحزابها الدينية، ولازال الواقع الشيعي يرتعُ في هذه القذارة..!

المجموع :2701