صِلة سيّد قُطب وتقليده للعقّاد في شبابه
- طول المقطع : 00:10:28
وصف للمقطع
مقطع من برنامج [ السرطان القطبيُّ الخبيث في ساحة الثقافة الشيعيّة الحلقة 13 ]
✤ مرّت الأيّام على هذا الحال، ثُمّ انتقل سيّد قُطب للعيش في مدينة القاهرة. (وقفة عند كتاب [سيّد قطب ناقداً] للدكتور أحمد محمّد البدوي)
يقول في صفحة 6 من الكتاب:
(ثُمّ جاءت النقلة المُؤثّرة في حياته بانتقاله إلى القاهرة ليلتحق بتجهيزيّة دار العلوم، ولِيدخل دار العلوم إلى أن ينال درجتها الجامعيّة.. فأقام مع خاله، وكان خاله على صِلة شخصيّة بالعقّاد، فقدّمه إليه، وتوثّقتْ الصِلةُ بين الرجلين: الأستاذ العقّاد وتلميذه سيّد قطب الطالب في المرحلة الثانوية الذي شرع في نشر أعماله أي الأدبيّة في الصُحُف والمجلّات التي يكتب فيها العقّاد، ومن بينها: صُحف حزب الوفد، ومُعظم ما ينشر مِن قصائد من نظمه، وهو من حيث الإنتماء وفديٌ، ومُجارٍ للعقّاد في علاقاته السياسيّة المُتشابكة مع الوفد وصُحفه..)
• قوله (وهو من حيث الإنتماء وفديٌ) الوفديون كانوا على خلافٍ مع الأخوان المسلمون، وكانوا على خلافٍ أيضاً مع البلاط الملكي، وإنّما تأتي بهم الانتخابات بخلاف رغبة البلاط الملكي.
• وبعد مرحلة الطفولة في قرية موشا، جاءت مرحلة الشباب في القاهرة.. وبحكم علاقة خاله الذي كان سيّد قُطب يُقيم عنده في بيته بحكم علاقة خال سيّد قطب مع عبّاس محمود العقّاد وبما كان يمتلكه سيّد قطب مِن ثقافة رغم صِغَر سِنّه، ومِن قُدرة أدبيّة (قدرة على نظم الشِعر، وقُدرة على الكتابة الأدبيّة) فكان خالهُ وسيطاً فيما بينه وبين العقّاد.. حيثُ صار سيّد قُطب مِن تلامذة العقّاد ومن السائرين على منهجه الأدبي والسياسي.. فالعقّاد كان على علاقة وثيقة بالوفديّين، وكذاك صار سيّد قطب، وكان ينشر ما يُنتجه من نتاج أدبي في الصُحف التابعة لحزب الوفد عن طريق علاقته بالعقّاد الذي كان يمتك علاقة ممتازة مع الوفديين.
● في صفحة 8 من نفس الكتاب .. جاء فيها:
(لم تنحصر صلة سيد قطب بالعقّاد في نطاق الأدب، والصداقة الشخصية فحسب بل ضمّهما التوافق في مجال السياسة فنجد سيّد قطب الطالب يُزاول الكتابة في الصحف الوفدية التي يكتب فيها العقّاد، بمعنى أنّ العقّاد تولّى تقديم سيّد قطب وحرص على مُساندته، وعندما يقف سيّد قطب في رثاء سعد زغلول يتلبّث عند مشهد جنازة سعد، وتدلّ وقفته على انتماءٍ راسخ للوفد وولاء لبطل الأُمّة، وحين يختلف العقّاد مع الوفد ويبتعد قلمهُ عن صحافة الوفد وينتقل إلى صُحُف أخرى يتبعه سيّد قُطب ويحلّ حيثُ نزل أُستاذه..)
فسيّد قطب في شبابه لا علاقة لهُ بالأجواء الإسلاميّة.. فهو وفديٌ مِن الجهة السياسيّة، والوفديون لا علاقة لهم بالعمل الإسلامي وبالعمل الديني، وهو عقّاديٌ في الاتّجاه الأدبي، يُقلّد العقّاد في كُلّ صغيرة وكبيرة، والعقّاد ليس محسوباً على الاتّجاه الديني لا من قريب ولا من بعيد.. العقّاد ثقافته جُماعٌ ما بين الثقافة الشرقيّة والثقافة الغربية.. رجلٌ لهُ منهجه الأدبي المعروف، لا صِلة له بالاتجاهات الدينية!
• بل مَرّ الكلام مِن أنّه هو الذي طرح هذا الموضوع أنّ حسن البنّا مِن المغرب ومن اليهود.. فالاتّجاه الذي كان يسير فيه العقّاد اتّجاه بعيد عن الجهة الأخوانية وعن جهة حسن البنّا.. وكان سيّد قطب آنذاك في نفس هذا الاتّجاه، كان مُغالياً جدّاً في الالتزام بمنهج العقّاد وفي الدفاع عن العقّاد وعن منهجه، فحيثما كان العقّاد كان سيّد قطب (في الاتّجاه الأدبي، وفي الاتّجاه السياسي، وفي الاتّجاه الاجتماعي أيضاً..)
فحيثما حلّ العقّاد في عالم الأدب كان هُناك سيّد قطب، وحيثما حلّ العقّاد في عالم السياسة كان هناك سيّد قطب، وحيثما حلّ العقّاد في الوسط الاجتماعي كان هناك سيّد قُطب!
ولِذا لشدّة هذا الإلتزام من قبل سيّد قطب بمنهجيّة العقّاد كان العقّاد يهتمّ به كثيراً.