طلب العضوية اللّذي قدّمه جمال الدين الأفغاني إلى المَحفل الماسوني
  • طول المقطع : 00:12:20
وصف للمقطع

مقطع من برنامج [ السرطان القطبيُّ الخبيث في ساحة الثقافة الشيعيّة الحلقة 4 ]
الماسونيّة التي انتمى إليها جمال الدين الأفغاني ومحمّد عبده ماسونيّة ناعمة، وكانت علنيّة وكان المحفل مفتوحاً للجميع وأحاديثهم تُنشر في الصُحف وفي الإعلام.. وكانت لهم جريدة رسميّة جريدة (التاج المصري) تصدر بإسم هذا المحفل والجميع يكتبون في هذه الجريدة؛ لأنّ الماسونيّة الحقيقية هي التي تتبّنى فكرة حكومة عالمية لدولة واحدة في كُلّ الأرض يحكمها اليهود وقوانينها من التلمود اليهودي.. ذلك هو الوجه الخفي الذي لم يظهر في الوجه المُضيء (الوجه النهاري للماسونيّة).
أمّا الماسونيّة التي انتمى إليها الأفغاني وأضراب الأفغاني من تلامذته ومن زملائه ومن معاصريه في مصر كانت ماسونيّة الشارع التي تُطرح أفكارها في المنتديات العامّة.
أمّا ماسونية الدهاليز المُظلمة والطوامير، فذلك هو الوجه الخفي.. تلك هي الكواليس وما وراء الكواليس في الماسونيّة.
◈ عرض صورة للنُسخة الأصليّة التي قدّمها جمال الدين الأفغاني إلى المَحفل الماسوني في القاهرة طالباً منهم الانضمام إلى هذا المحفل.. مع عرض جواب المحفل الماسوني على رسالته.
● نقطة أريد الإشارة إليها بشأن رسالة جمال الدين الأفغاني للمحفل الماسوني:
هُناك مبالغة واضحة في الرسالة في وصف هذا المحفل الماسوني وفي وصف أتباعه.. فقد تحدّث عنهم فوصفهم بإخوان الصفاء، وبخلّان الوفاء، وتحدّث عن المجمع المُقدّس الماسوني، فوصفه بهذا الوصف: (الذي هو عن الخلل والزلل مصون) يعني معصوم..!
قد يقول قائل: أليس في هذهِ الأوصاف مُبالغة؟ وأقول: لابُدّ أ نفهم القضيّة في سياقها..
أولاً: هذه الرسالة لم يكن جمال الدين الأفغاني أرسلها هكذا مِن دون مقدّمات.. فجمال الدين الأفغاني كان يتردّد على هذا المحفل الماسوني، وكانت تربطه علاقات بأعضاء هذا المحفل مِن رجال الأعمال، مِن المثقّفين، مِن الإعلاميين، مِن رجال الدين.. كان يزورهم إلى المحفل، يزورهم إلى بيوتهم، يزورونه إلى مقرّه وإلى بيته..كان هُناك تواصل.. وإلّا لم يكن جمال الدين الأفغاني نام واستيقظ فقرّر أن يذهب كي ينتمي إلى هذا المحفل الماسوني.
وهم أيضاً حين أجابوه، أجابوه بأنّهم قد انتخبوه رئيساً.. قطعاً لن ينتخبوه رئيساً هكذا مِن دون أن يعرفوه، فهذه مُنظّمة دقيقة، فقطعاً هناك علاقات سابقة، وهناك تواصل، وهم يعرفون مواهب جمال الدين الأفغاني، ويعرفون شخصيّتهُ الأخّآذة، وبيانه وخطابه وثقافته الواسعة، ويعرفون قُدرتَهُ على التأثير في الآخرين، وما كان يمتلك من كاريزما واضحة أثّرت على الكثير والكثير من الشخصيات التي التقت به ليس في مصر فقط، وإنّما على طول الخط.. (في إيران في تركيا في الهند في مناطق أخرى كثيرة) فقط سافر جمال الدين إلى بلاد كثيرة.
فهم يعرفونه، ويعرفون قابلياته ومواهبه، وهو أيضاً كان على تواصل معهم.. وكان عالماً بأنّهُ سيُنتخبُ رئيساً؛ لذلك أبدى كُلّ ما يستطيع من مدح لهم.. وهنا تظهر الإشارات والإثارات الشيعية عند جمال الدين الأفغاني.. إذ أنّ هذه المُصطلحات مُصطلحات تكون في قمّة الاعتقاد الفكري الشيعي. (هذه المُصطلحات التي خاطبهم بها في الرسالة يتحدّث بها الشيعة عن أئمتهم) 
فهو أراد أن يُبيّن شُكره وثناءهُ وأراد أن يُقدّم هذه المُقدّمة حتّى يُحسنوا الظنّ فيه وتكون له الرئاسة.. فهو يبحث عن الرئاسة في أيّ مكان، حتى لو كانت رئاسةً على مجموعة من الأحجار..! 
(فهناك مَن الناس مَن همّه الأوّل والأخير أن يكون رئيساً على أيّ شيء، وإن كان طموح الأفغاني طموحاً هائلاً وواسعاً جدّاً، وحسن البنّا كان كذلك أيضاً).
• لذا جمال الدين الأفغاني يُسبغ هذه الأوصاف على المحفل الماسوني فيُعبّر عن أتباعه بإخوان الصفاء وبخلّان الوفاء وبالمجمع المقدّس أنّه عن الخلل والزلل مَصون؛ لأنّ جمال الدين الأفغاني كان مبهوراً بما صدرَ من هذا المحفل.. وقطعاً هُم أخبروه بأنّه سيكونُ رئيساً، ولكن لابُدّ من إجراءات وهذه الإجراءات لابُدّ أن يُقدّم طَلَباً، وكان على علم أنّه سيكون رئيساً، ولذا مُباشرة أجابوه بأنّك ستكون رئيساً للمحفل لهذا العام.. فالقضيّة لم تأتِ فُجأة.

المجموع :2701