ظاهرةُ الشعارات على ألسنة القيادات الدينية
  • طول المقطع : 00:09:40
وصف للمقطع

مقطع من برنامج [ السرطان القطبيُّ الخبيث في ساحة الثقافة الشيعيّة الحلقة 8 ]
إشارةٌ إلى حقيقةٍ موجودة على أرض الواقع، ليستْ فقط في أجواء الإخوان المُسلمين، وإنّما في عموم الواقع الديني.. في المؤسّسات الدينيّة السُنيّة والشيّعية وسائر الاتّجاهات الأخرى.. هذه الظاهرة واضحةٌ جدّاً: ظاهرةُ الشعارات.
فالقادةُ يرفعون الشعارات وهُم لا يلتزمون بها، ويدخلون في جدلٍ ونقاش مع مَن يُخالفهم.. ومَن خالف هذهِ الشِعارات يُضرب بمُختلف أنواع الضرب ولربّما يخسر حياته.. بغضّ النظر عن الموضوع الذي أُثير في هذا المشهد وهو: موضوع الحِجاب أو غير هذا الموضوع.
● هذه الظاهرة (ظاهرة الشِعارات على ألسنة القيادات الدينية) يُؤلّفون فيها، يتحدّثون عنها، يُدافعون عنها، يُحاكمون الناس على أساسها، ولربّما يدخلون في نزاعٍ مع الدُول والحكومات وهم في نفس الوقت لا يلتزمون بها، لا على المُستوى الشخصي، لا على المستوى العائلي، لا على مُستوى الحاشيّة القريبة منهم. هذه القضيّة على الأقل في تجربتي الشخصيّة لَمستُها في أجوائنا الدينية الشيعية على مستوى المؤسّسة الدينية الرسميّة، وعلى مُستوى أحزابنا وتنظيماتنا الشيعيّة (إنْ كان ذلك في مَرحلة المُعارضة، أو كان ذلك على مُستوى الحُكم)
● فهذا المشهد الذي شاهدتموه يتحدّث عن مُوسيقى، عن سينما، عن مسارح، عن عدم إلتزام بالحِجاب في بيت المُرشد: حسن الهُضيبي!
المُرشد العام مِن بعْده عُمر التلمساني الذي صار مُرشداً للأخوان في سنة 1975 إلى أن توفي سنة 1986. 
● عمر التلمساني كان عازفاً على العُود حتّى في الأيّام التي كان عُضواً في مكتب الإرشاد، وهو مِن الجيل الذي صاحبَ حسن البنّا، وهذا الكلام هو يُصرّح به بنفسه.. والكُتب والحقائق موجودة. وكان يملك عوداً في بيته، وكان يعزف على العود، ويجتمع أصدقاؤه حتماً مِن أعضاء مكتب الإرشاد ومِن غيره.. بل أكثر مِن هذا.. 
فالرجل دخل مدرسةً لتعلّم الرقص الغَربي.. وأنا لا شأن لي بهِ فتلك حُريّتهُ الشخصيّة.. ولكن هذهِ هي الحقيقة.. وهذا المُرشد أيضاً يُطالب بِخلاف ما يقوم بهِ. (وهذه المَطالب تحدّث عنها التلمساني في ندوات مفتوحة في الجامعات المِصرية.. هو تحدّث عن قضيّة المُوسيقى وأمثال هذه المطالب).
• حينما يكون مِثل هذا الكلام عَلَنيّاً سيقومون بمدحه، ولكن حين يكون سِريّاً ويُخفونه، ويخرج هذا الكلام على لِسان أحدهم يقولون: هذه دعاياتٌ مِن عُملاء السُلطة، أو مِن عملاء أُوربا وأمريكا التي تخشى مِن جماعة الأخوان المُسلمين..! 
(وهذا الأمر نفسه موجود في واقعنا الشِيعي.. فأيّ انتقاد يُوجّه للمرجعيّة وإنْ كان بالوثائق والحقائق، يقولون: إنّ الإستكبار، وإنّ الاستعمار، وإنّ الدُوَل الكُبرى جنّدتْ هذا الذي ينتقد ينتقد المرجعيّة، لأنّ هذه الدول الكُبرى تخافُ مِن المرجعيّة!!)
• هذا الهُزال مِن المنطق، وهذا الهُزال مِن الفِكر، وهذا الهُزال مِن الإعلام لازال موجوداً بيننا في واقعنا العربي، في واقعنا الإسلامي، في واقعنا السُنّي، في واقعنا الشيعي. قضيّة الشِعارات لازالت موجودةً.. هُم ينتقدون الحُكّام مِن أنّهم لا يملكون إلّا الشِعارات الجوفاء، والحال هم أيضاً كذلك.
هم ينتقدون الحُكّام مِن أنّهم يتمتّعون بما يتمتّعون بهِ، ويتركون شُعوبهم هكذا.. وهم بالمِثل أيضاً، فهم يُحلّلون لأنفسهم ما يُحرّمون على أتباعهم..!
• القضيّة الأولى: رفع الشعارات التي لا يُلزمون أنفسهم بها، ويُلزمون أتباعهم.. يُدافعون عنها وهم لا يُطبّقونها عملياً. (أليس هذا كذبٌ ودجل وضِحكٌ على الذقون؟)
• القضيّة الثانية: أنّهم يُحلّلون لأنفسّهم ما يُحرّمون على غيرهم.. وأنا أتحدّث هنا عن المجموعات الدينية، وهي أكثرُ سوءاً من المجموعات العلمانية!

المجموع :2701

العنوان الطول روابط البرنامج المجموعة الوثاق