عليٌّ عليه السلام يحدثنا عن الدُنيا و أحوالها وعن الإحتضار وزهوق الرُوح
- طول المقطع : 00:17:48
- مقطع من برنامج : دليل المسافر 03 - محطات الطريق ج1 - محطّتان متمازجتان الاحتضار وزهوقُ الروح
وصف للمقطع
مقطع من برنامج دليل المسافر ح3 http://www.alqamar.tv http://www.almawaddah.be عليٌّ عليه السلام يحدثنا عن الدُنيا و أحوالها وعن الإحتضار وزهوق الرُوح • في أجواءِ هذا المضمون وفي أجواء هذا المعنى سأقرأُ عليكم ما جاءَ في نهج البلاغة الشريف.. سأقرأ مقطعاً مِن الخطبة 109، وهو مقطع يتحدّثُ عن هذهِ الدُنيا وعن أحوالها ويتحدّثُ عن هاتين المحطّتين المُتمازجتين: الإحتضار.. وزهوق الرُوح.. إنّهُ يتحدّثُ عنّي وعنكم، عن واقعنا التُرابي الإنساني البَشَري الشيعي بعنوانه الإجمالي. • ● مِمّا جاء في خُطبةِ سيّد الأوصياء: • (سُبحانكَ خالقاً ومَعبوداً.. بحُسْنِ بلائكَ عند خلقك – أي بِحُسن فضلك، بدليل كلمة “حُسن” – خَلقْتَ داراً – إنّهُ يتحدّث عن الآخرة هُنا – وجعلْتَ فيها مأدبةً: مَشرباً ومَطْعما، وأزواجاً وخَدَماً، وقُصُوراً، وأنهاراً، وزُروعا،ً وثمارا. ثمَّ أرسلتَ داعياً يدعو إليها – إنّهم الأنبياء والأوصياء – فلا الداعي أجابوا، ولا فيما رغَّبتَ رغبوا – وهي الآخرة – ولا إلى ما شوَّقتَ إليه اشتاقوا. • أقبلوا على جيفةٍ قد افتضحوا بأكلها – إنّها الدُنيا – واصطلحوا – أي اتّفقوا – على حُبّها، ومَن عَشِقَ شيئاً أعشى بصَرَهُ، وأمرضَ قلبه، فهو ينظرُ بعينٍ غير صحيحة، ويسمعُ بأذنٍ غير سميعة، قد خرقتْ الشهواتُ عقله، وأماتتْ الدنيا قلبه، وولهتْ عليها نفسه، فهو عبدٌ لها ولِمَن في يديه شيءٌ منها، حيثما زالتْ زال إليها، وحيثما أقبلتْ أقبلَ عليها، لا ينزجرُ مِن الله بزاجر، ولا يتَّعظُ منهُ بواعظ، وهُو يرى المأخوذين على الغِرّة – الذين تُقبض أرواحهم ويخرجون مِن هذهِ الدُنيا بنحوٍ مُفاجىء – حيثُ لا إقالةَ ولا رجعة – عن هذا القرار – كيف نزل بهم ما كانوا يجهلون، وجاءَهم مِن فِراق الدنيا ما كانوا يَأمنون، وقدِمُوا مِن الآخرة على ما كانوا يُوعَدون. فغَيرُ مَوصوفٍ ما نزَلَ بهم – أي أن الّلغةَ عاجزةٌ عن وصْف الذي نزل بهم ) • ● قولهِ: (فهو عبدٌ لها ولِمَن في يديه شيءٌ منها) هذا الأمرُ نجدهُ في دوائر السلاطين والحُكّام، ونجدهُ في دوائر المراجع والعلماء في أجواء المُؤسّسةِ الدينيّة الشيعيّة الرسميّة.. كُلّنا على حدٍّ سواء. • ● ثُمَّ يبدأ أمير المُؤمنين يصِفُ أحوالهم فيقول: • (اجتمعتْ عليهم سكرةُ الموت، وحسْرةُ الفَوت – حسرة ما فاتهم إمّا مِن الدُنيا، أو حسرةً على ما فرّط مِن عُمرهِ – ففترتْ لها أطرافهم – الأيدي والأرجل – وتغيّرت لها ألوانهم. ثمَّ ازدادَ الموتُ فيهم ولوجاً – حين بدأتْ الرُوحُ تُستلَّ مِنهم استلالاً – فحِيلَ بين أحَدِهِم وبينَ مَنطقه – يتمنّى أن يتكل