عليٌّ عليه السلام يُجيب زنديقا كيف تعرّف الله إلينا
الإحتجاج

عليٌّ عليه السلام يُجيب زنديقا كيف تعرّف الله إلينا

وصف للمقطع

مقطع من برنامج [ قـرآنـهـم ] الحلقة ( 14 )
http://www.almawaddah.be/posts.php?postId=345
■ هناك بديهة واضحة في ثقافة آل محمّد وهي: أننا لا نعرف الله بكنهه ولا طريق عندنا إلى معرفته، هو تعرّف إلينا (بكَ عرفتك وأنتَ دللتني عليك ودعوتني إليك).. هو الذي تَعرّف إلينا بمُحمّد وآل محمّد.. وتَعرّف لكلّ الوجود بهم، ولكن في كلّ طبقة من طبقات هذا الوجود بحسبه.. وحتّى حين بعث الأنبياء فالأنبياء انعكاسٌ لهم (هم شيعتهم)، فنحن لا طريق لنا أن نعرف الله، هو تعرّف إلينا مِن خلال أوليائه. يقول سيّد الأوصياء:
(وعرّف الخَليقة فضْل منزلة أوليائه، وفرض عليهم مِن طاعتهم مثل الذي فرضهُ منه لنفسه، وألزمهم الحُجّة بأن خاطبهم خطاباً يدلُّ على انفرادهِ وتوحّدهِ وبأنّ لهُ أولياء تَجري أفعالهُم وأحكامُهم مَجرى فعله، فهم: عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون، وهم الذين أيدهم بروح منه وعرف الخلق اقتدارهم على علم الغيب بقوله: {فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول} وهم النعيم الذي يسأل العباد عنه؛ لأن الله تبارك وتعالى أنعم بهم على من اتّبعهم من أوليائهم. قال السائل: مَن هؤلاء الحجج؟
قال: هُم رسول الله، ومَن حلّ محلّه مِن أصفياء الله الذين قرنهم اللهُ بنفسه ورسوله، وفرضَ على العِباد مِن طاعتهم مثل الذي فرض عليهم منها لنفسه، وهم ولاةُ الأمر الذين قال الله فيهم: {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} وقال فيهم: {ولو ردّوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لَعلمَهُ الذين يستنبطونه منهم} قال السائل: ما ذاك الأمر؟ قال علي عليه السلام: الذي به تنزّل الملائكة في الليلة التي يُفرق فيها كلّ أمرٍ حكيم، من: خلق، ورزق، وأجل، وعمل، وعُمر، وحياة وموت، وعلم غَيب السماوات والأرض، والمُعجزات التي لا تنبغي إلّا لله وأصفيائه والسَفَرةِ بينه وبين خلقه، وهم وجه الله الذي قال: {فأينما تولوا فثم وجه الله} هم بقيّة الله يعني المهدي يأتي عند انقضاء هذهِ النَظِرة فترة الانتظار فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئتْ ظلماً وجورا، ومن آياته علاماتهِ الغيبة والاكتتام، عند عُموم الطغيان وحلول الانتقام، ولو كان هذا الأمر الذي عرّفتُك بأنّه للنبي دون غيره، لكان الخطاب يدلّ على فعلٍ ماض، غير دائمٍ ولا مستقبل، ولقال: "نزلتْ الملائكة"، و"فُرِق كلّ أمر حكيم" ولم يقل: "تنزّل الملائكة" و"يُفرق كلّ أمر حكيم" وقد زاد جلّ ذِكْره في التبيان، وإثبات الحجة، بقوله في أصفيائه وأوليائه عليهم السلام :" أن تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله" تعريفاً للخليقة قُربهم، ألا ترى أنك تقول: "فلان إلى جنب فلان" إذا أردتَ أن تصِف قُربه منه. وإنّما جعلَ اللهُ تبارك وتعالى في كتابهِ هذهِ الرموز التي لا يعلمها غيره، وغير أنبيائه وحججه في أرضه، لعلمه بما يحدثه في كتابه المُبدّلون...)
●إلى أن يقول: (ثمّ إنّ الله جلّ ذِكره لسعةِ رحمته، ورأفتهِ بخلْقه، وعِلمه بما يحدثه المُبدّلون مِن تغيير كتابه، قسّم كلامه ثلاثة أقسام، فجعل قسماً منه: يعرفه العالم والجاهل في مستوى العبارة والألفاظ الواضحة وقسْماً: لا يعرفه إلّا مَن صفى ذِهنه، ولطُف حِسّه وصحّ تميّزه، مِمّن شرح اللهُ صدره للإسلام هذا الذي يعرف معاريض القول وقسْماُ: لا يعرفهُ إلّا الله، وأمناؤه، والراسخون في العلم وهذا هو الأصل ...)

المجموع :2701