عُقد الفشل عند سيّد قُطب وخلافه مع العقاد بسبب امرأة
- طول المقطع : 00:14:48
وصف للمقطع
مقطع من برنامج السرطان القطبيُّ الخبيث في ساحة الثقافة الشيعيّة ح 16
✤ وقفة عند عُقد سيّد قُطب:
كما قُلت: هناك عُقد تتجلّى مِن وراء السُطور التي كتبها سيّد قُطب في مقالاته: أمريكا التي رأيت.. أو حتّى في الرسائل التي بعث بها إلى أصدقائه وزُملائه في مصر.. هناك عُقدٌ واضحة:
1 العقدة (1): عقدة (الفشل الأدبي) وهذه لم يجد لها حلاً إلّا في أحضان جماعة الأخوان المُسلمين الفاشلة..! ومرّ الحديث عنها.
2 العقدة (2): عُقدةٌ بسبب فشلهِ العاطفي، (سأقرأ عليكم بشكل مُوجز وسريع ما جاء مكتوباً في هذهِ المسألة مِن كتاب [أمراء الدم] لخالد عُكاشة.. وأنتم دقّقوا، واحكموا.
✤ وقفة عند معلومة مهمّة جدّاً في كتاب [سيّد قُطب ناقداً] لأحمد محمّد البدوي، سأقرؤها عليكم.. جاء في هذا الكتاب في صفحة 11 وما بعدها:
(سيّد قُطب سجّل قصّة حبّه في عمل روائي: أشواك. نشره عام 1947، وفي مجلّة العالم العربي التي يرأس تحريرها سيّد قطب نفسه، نجد في أعدادها بعض إعلان وتنويه بالرواية: "أشواك قصّةُ حبّ عفيف، وشكٌ كذلك عنيف" وتعرض المجلّة مُلخّصاً لِمضمون الرواية:
إنّها قِصّةُ فتاةٍ لها ماضٍ تكشفهُ بين يدي رجلها الذي عاش عامين في الأحلام، تكشفه له في الّليلة الموعودة، فينطلق المارد، ويقوم الصراع بين حُبّها العميق وهذه الأشواك الثابتة في الأعماق.. ولهذه الرواية إهداءٌ يقول: "إلى التي خاضت معي في الأشواك، فدُميتُ ودُميَتْ، وشَقيتُ وشقيَتْ، ثمّ سـارتْ في طريق، وسِرتُ في طريق جريحين بعد المعركة، لا نفسُها إلى قرار، ولا نفسي إلى استقرار"..)
• إلى أن يقول:
(وقد سبق أن كتب نصّين في عددين مُتتالين مِن قصيدة النثر، فقال: قال لي صاحبي وقد رآني أُدافع عنها بحرارة ضدّ نفسي، وأدفع عنها ما قد رميتها به من قبل، ويحك! أ هي نكسةٌ إليها بعد كُلّ ما كان؟! قلتُ: إنّما أريد تطهير الصنم حتّى أتوّجه إليه بالعبادة، فما أنا بمُستطيعٍ أن أعبده وهو مُلوّث، وما أنا بقادر على البقاء بدون عبادة..) إلى أن يقول الكاتب صفحة 12:
(وبين العارفين أي العارفين بأحواله من أصدقائه وزُملائه مَن يمضي إلى تسمية شخصيّة معيّنة، بل هناك مَن يمضي إلى حدّ القول بأنّها امرأة كانت على علاقة عاطفيّة بالعقّاد وأنّه نُقِل إلى العقّاد أنّها شُوهدت تُجالس سيّد قُطب في حديقة الأندلس ذات مساء، فأدّى ذلك إلى صدام وقطيعة، وانتهت العلاقة الشخصيّة الحميمة بين الرجلين العظيمين، فلم يتّصلا، ولم يلتقيا خلال السنوات الأخيرة مِن عمريهما.. ربّما تبلغ خمسة عشر سنة)
هذه هي المُشكلة الحقيقيّة التي أدّت إلى قطع العلاقة فيما بين سيّد قُطب والعقّاد، لأنّ العقّاد وجد سيّد قُطب خائناً له أن يُقيم علاقة مع امرأةٍ تربُطها بها علاقة عاطفيّة، ولِذا بادر العقّاد إلى قطع هذه العلاقة، ولذلك قُلت بأنّ سيّد قُطب ذهب إلى الولايات المُتّحدة الأمريكيّة فارّاً من الواقع السيّء الذي كان يعيشه آنذاك.. ولكنّها جرت عبر الوسائط وعبر التفاصيل الأخرى.
• في صفحة 13 من نفس الكتاب يقول:
(وفي المجال الأدبي بعد ذلك أخذ ينتقد العقّاد ولكن بنحو خفي فمِن جُملة المقالات التي انتقد بها العقّاد هذا المقال، تحت عنوان : "الضمير الأدبي في مصر: شُبّان وشيوخ.. الشيوخ أنانيّون)!
فسيّد قطب اعتبر أنّ العقّاد كان أنانيّاً حينما حرمه مِن علاقته العاطفية بتلك المرأة التي كانت أيضاً تربطها علاقة عاطفيّة بالعقّاد.