﴿فَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ قُلُوبُهُم مُّنكِرَةٌ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ﴾
- طول المقطع : 0:10:38
- مقطع من برنامج : الخاتمة_171 - هذا هو الحسين ج4 - ومضات في اجواء الرجعة والقتل الثاني للحسين
وصف للمقطع
آتيكم بأمثلةٍ: في سورة النحل.
الآيةُ الثانيةُ والعشرون بعد البسملة من سورة النحل، بداية الآيةِ: ﴿إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ - ثُمَّ تقولُ الآيةُ - فَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ قُلُوبُهُم مُّنكِرَةٌ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ﴾، ماذا يقولُ تفسيرهم الَّذي بايعنا عليهِ في بيعة الغدير؟ ونحنُ في يوم الغدير، نحنُ في أيّام الغدير في وقت الغدير.
في (تفسير القمّي) تفسيرُ القمّي ما هو بتفسيرهِ، إنَّها أحاديثُ الباقرِ والصَّادقِ والكاظمِ، إنَّها أحاديثُ أئِمَّتنا صلواتُ اللهِ عليهم، طبعةُ مؤسَّسة الأعلمي/ بيروت - لبنان/ صفحة (358)، الروايةُ عن أبي حمزة الثمالي عن إمامنا الباقر صلواتُ اللهِ عليه.
أبو حمزة يقول: سَمِعتُ أَبَا جَعْفَرٍ صَلواتُ اللهِ عَليه - إنَّه الباقرُ - سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ يَقُول فِي قَوْلِهِ: "فَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ"؛ يَعنِي أَنَّهم لَا يُؤْمِنُونَ بِالرَّجعةِ أَنَّهَا حَقَّ - فالآخرةُ هنا الرجعة، هذا كلامُ الباقر ونحنُ بايعنا في بيعة الغديرِ على تفسيرهم، هذا هو تفسيرهم، لا شأن لي بتفسيرِ نواصبِ السقيفة، ألا لعنةٌ على تفسيرهم، ولا شأن لي بتفسيرِ نواصبِ النَّجف من الطوسي إلى السيستاني، ألا لعنةٌ على تفسيرهم، هذا هو تفسيرُ باقرهم، هذا هو الَّذي بايعنا عليهِ في بيعةِ الغدير.
أبو حمزة الثمالي هكذا يقول: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ يَقُول فِي قَوْلِهِ: "فَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ"؛ يَعنِي أَنَّهم لَا يُؤْمِنُونَ بِالرَّجعةِ أَنَّهَا حَقَّ، "قُلُوبُهُم مُّنكِرَةٌ" - الإمامُ الباقر يقول - يَعنِي أَنَّها كَافِرة - الَّذي يُنكِرُ الرَّجعة كافر - يَعنِي أَنَّهَا كَافِرَة، "وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ"؛ يَعنِي أنَّهُم عَن وَلَايَةِ عَلِيٍّ مُسْتَكبِرون - استكبروْا على تفسيرهِ، نقضوْا بيعة الغدير، لو أنَّ الشيعة وفت ببيعة الغدير لأخذت بتفسيرِ عليٍّ، فهذا أوّلُ بندٍ في بنود البيعة، رسولُ الله هكذا اشترط علينا أن نأخذَ التفسير من عليٍّ فقط، وتفسيرُ عليٍّ وآلِ عليٍّ قائمٌ على عقيدة الرَّجعة، مبنيٌّ على عقيدة الرَّجعة، تفسيرُ جابرٍ الجعفي الَّذي ضيّعوه، تفسيرُ جابر كانَ يشتملُ على آلاف من الأحاديث وليس المئات، آلاف آلاف من الأحاديث النسبةُ العُظمى منها في الرَّجعة، أكثرُ أحاديثِ جابر في تفسيرهِ الكبير، أكثرُ أحاديثهِ في الرَّجعة، ضيَّعوه واستهزئوْا بهِ، الروايةُ واضحةٌ.
وفي تفسير العيّاشي:
طبعةُ مؤسَّسة الأعلمي أيضاً/ بيروت - لبنان / الجزء الثاني/ صفحة 278 / الحديث الرابع عشر: عَن جَابِرٍ الجُعفِي، عَن إِمَامِنا البَاقِر صلواتُ اللهِ عليه - أحاديثُ جابرٍ الكثيرُ منها في الرَّجعةِ الَّتي تنتشرُ في كتبنا، تفسيرهُ العظيمُ ضيَّعوه وما هوَ بتفسيرهِ، إنَّهُ تفسيرُ إمامنا الباقرِ صلواتُ اللهِ عليه.
عن جابرٍ الجعفي: وَأَمَّا قَولُهُ: "الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُون" - الباقرُ يقول - فَإِنَّهُ يَعني لَا يُؤمِنُونَ بِالرَّجعَةِ أَنَّها حَقّ، وَأمَّا قَولُه: "قُلُوبُهُم مُّنكِرَةٌ"؛ فَإِنَّهُ - فإنَّ القُرآن فإنَّ الله - يَعنِي قُلُوبَهُم كَافِرَة، وَأَمَّا قَولُهُ: "وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ"؛ فَإِنَّهُ يَعنِي عَن وَلَايَةِ عَلِيٍّ مُسْتَكْبِرُون - المضمونُ هو هو.
هذهِ تفاسيرهم، القلوبُ الَّتي لا تؤمنُ بالرَّجعةِ ومن أنَّها حقّ، مثلما بيَّنوها لنا قُلوبٌ كافرة كافرة، ﴿فَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ﴾ بالرَّجعةِ، هذا هو الفارقُ بين فهمِ القُرآنِ وِفقاً لمرحلةِ التنزيل، وفهم القُرآنِ وفقاً لمرحلةِ التأويل، ورسولُ الله أَمَرَ أَميرَ المؤمنين أن يُقاتلهم، وأخبرهُ مِن أنَّهُ سيُقاتلهم على التأويل مثلما قاتلهم رسول الله على التنزيل، فهؤلاءِ مراجعُ النَّجف لو كانوْا في عصرِ عليٍّ لكانَ عليٌّ قد قاتلهم لأنَّهم كفروْا بالتأويل، هؤلاءِ أعداءُ عليٍّ، قُلُوبهم رُبَّما معَ عليٍّ ولكنَّ أسيافهم على عليٍّ، الحكايةُ هي الحكاية.