فرحة الزهراء مثال للهوّة السحيقة بين الوجدان الشيعي وبين المؤسسة الدينية الشيعية
- طول المقطع : 00:06:43
وصف للمقطع
مقطع من برنامج الكتاب الناطق ح163
✤ هناك قضيّة أخر أيضاً تلامس الوجدان الشيعي وهي التاسع من ربيع الأوّل الذي يُسمّى بفرحة الزهراء وهو عنوان للبراءة.. كما أنّ زيارة الأربعين عنوان لإظهار الولاء.
■ وقفة عند ما جاء في كتاب [تأريخ الطبري: ج2]
يقول: (طُعن عمر يوم الأربعاء لأربع ليال بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين..) هذا الذي قاله الطبري في مقتل عمر.
■ أمّا في [بحار الأنوار: ج31] فهناك رواية طويلة مُفصّلة عن إمامنا الهادي، وهي مروية عن أمير المؤمنين تقول أنّ مقتل عُمر في التاسع من ربيع الأوّل.
إذن ما الذي حدث على أرض الواقع؟ الذي حدث على أرض الواقع هو أنّ علماء الشيعة تمسّكوا بقول الطبري وتركوا قول الإمام الهادي، وعامّة الشيعة تمسّكوا بكلام الإمام الهادي وتركوا قول الطبري!
● يقول الشيخ المجلسي: (والمشهور بين الشيعة في الأمصار والأقطار في زماننا هذا هو أنّه اليوم التاسع من ربيع الأوّل..) وأمّا عن ذي الحجّة فيقول: (ما ذُكر أنّ مقتله كان في ذي الحجّة هو المشهور بين فقهائنا الإمامية!
يعني علماء الشيعة سلكوا المسلك الأعوج فركضوا وراء الطبري بحجّة أنّ رواية الإمام الهادي ضعيفة بحسب قذرات ونجاسات علم الرجال والأصول.
هناك انفصام.. واضح ولكن الشيعة مُصابون بالصنمية والصنمية تُعمي وتُصم ولا تجعلهم يفقهون الحقائق. والأمثلة على ذلك كثير، أمّا في التفسير فالقضيّة كبيرة جدّاً.. فنادراً تجد أنّ رأي العالم الشيعي في التفسير موافق لِما يُريده أهل البيت، لأنّهم أساساً عزلوا أحاديث أهل البيت في التفسير ووضعوها جانباً.. ودونكم كُتب التفسير الموجودة لمراجعنا، راجعوها وتأكّدوا.
■ وقفة عند ما يقوله السيّد الخوئي في كتاب [التنقيح في شرح العروة الوثقى: ج6] في سياق حديثه عن الأغسال وأنّ يوم التاسع من ربيع الأوّل هو من جملة الأغسال.. فالسيّد الخوئي يُعلّق فيقول:
(على أن كون سبب هذا العيد اتّفق في هذا اليوم وإن كان معروفاً عند العوام، إلّا أن التأريخ أثبت وقوعه في السادس والعشرين مِن ذي الحجة فليُلاحظ)!
من قال أنّ كلام الطبري صحيح 100% حتّى يأخذوا بكلام الطبري ويرموا برواية الإمام الهادي عرض الجدار؟! علماً أنّ هذه القضّية ليستْ خاصّة بالسيّد الخوئي.. أنا جئت بالسيّد الخوئي لأنّه هو أستاذ المراجع.