قاعدة المنار الذهبيّة 'الماسونية' من رشيد رضا إلى حسن البنّا
- طول المقطع : 00:07:08
وصف للمقطع
مقطع من برنامج [ السرطان القطبيُّ الخبيث في ساحة الثقافة الشيعيّة الحلقة 4 ]
● فإسلامٌ بلا مذاهب لن نستطيع أن نتصوّر المُجتمع بِهذه الصورة إلّا في حالةٍ واحدة وهي أنّ هذا المُجتمع يدينُ بإسلام حسن البنّا، والذي تحوّل بعد ذلك لإسلام سيّد قُطب! هناك ترابط وثيق بين هذين الرجلين من الجهة الفِكرية، وهناك أسرارٌ لابُدّ من كشفها، وسيأتي بيانها وكشفها.
فمِن جمال الدين الأفغاني ومن الفكر الماسوني الذي تسرّب إلى رأسه، إلى محمّد عبده، إلى رشيد رضا، إلى حسن البنّا.. حيثُ تشبّع بما سُمّي بـ(قاعدة المنار الذهبيّة) وهي القاعدة التي وضعها رشيد رضا بعد خُلاصةٍ فكريّة مَرّ بها.. فرشيد رضا فكّر كثيراً، ودرس كثيراً، وقرأ كثيراً، وكتب كثيراً.. لكنّه في النهاية كان مُتشرّباً بِفكر جمال الدين الأفغاني، وبفكر أُستاذه: محمّد عبده (أُستاذ رشيد رضا).
صحيحٌ أنّه حوّل ذلك تحت عنوان السَلَفية الحديثة.. ولكنّ سلفيّة رشيد رضا كانت ممزوجة بشكلٍ واضح وصريح بأفكار جمال الدين الأفغاني وأفكار محمّد عبده في كُلّ سطر من السطور التي كتبها رشيد رضا التي قنّعها بِقناع السلفية، والتي سُمّيتْ بعد ذلك بالسلفية الحديثة.
● هذه القاعدة (قاعدة المنار الذهبية) تشرّبت في فكر حسن البنّا، حتّى اعتقدَ الكثيرون أنّ هذهِ القاعدة هي مِن إنشاء حسن البنّا..!
وقد سمّى ما كان يصدر وما كان يُنشر مِن قبله بعنوان: المنار.
● قاعدة المنار الذهبيّة هي القاعدة التي يُردّدها الكثيرون مِن السُنّة، ومن الشيعة القُطبيّون أيضاً، فيقولون:
(أنّنا نتعاون فيما اتفقنا عليه، ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه) يُردّدونها وهم لا يعلمون أنّها جاءتنا مِن الفكر الماسوني.
• وأنا أسأل المُتابعين في أجوائنا الشيعية: كم سمعتم هذهِ الكلمة تتردّد على ألسنة قيادات حزب الدعوة الإسلامية؟ وعلى ألسنة قياداتِ منظّمة العمل الإسلامي؟ وعلى ألسنةِ قيادات سائر التنظيمات والمجموعات السياسيّة الشيعية الأخرى؟! كم سمعتم هذه العبارة تتردّد على وسائل الإعلام؟ وعلى ألسنة خُطباء المنبر؟ وعلى ألسنة كبار العلماء والمُفكّرين؟ وكثيرٌ منهم ينسبونها إلى حسن البّنا، والحال أنّها كلمة رشيد رضا.. كلمةٌ أصولها ماسونيّة تعود إلى شعار: وحدة الأديان.
فإنّ الخُطوة الأولى في وحدة الأديان هي: أنّنا نتعاون فيما اتفقنا عليه، ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه! وبعد ذلك شيئاً فشيئاً نبدأ نتنازل عن الضروريات، وهذا ما تبنّته حملة التقريب بين المذاهب.. فهناك دعوات ممّن يحملون هذا الشعار (شعار التقريب بين المذاهب) يُطالبون هذا الطرف وذاك الطرف بالتنازل عن بعض الضروريات! هم يقولون أنّها ضروريّات، ولكن التقريب والوحدة ضرورتها أكثر، وهنا نحنُ نُقدّم الأهم على المُهمّ..!
(خُداعٌ شيطانيٌ آخر، ومهزلةٌ وسُخرية شيطانيةٌ أُخرى)!
علماً أنّ الذين غطسوا في هذا هُم الشيعة، فالذين يرفعون هذه الشِعارات هُم الشيعة، أمّا السُنّة فهُم يجتمعون في مُؤتمرات التقريب فيأكلون ويشربون ما لذّ وطاب من الطعام والشراب، ويملؤون جيوبهم وحقائبهم مِن رُزَم الدولارات، وتُنشَر صُوَرهم في وسائل الإعلام، وأمثال ذلك.. وهؤلاء أساساً لا يُعبأ بهم في المُجتمع السُنّي! إنّما ينالون درجةً ومنزلةً عند الشيعة، فهم يضحكون على الشيعة، والشيعة يضحكون على أنفسهم.
● حسن البنّا تمسّك بِهذه القاعدة (قاعدة المنار الذهبيّة) إلى الحدّ الذي اعتقد الكثير من الكُتّاب والكثير من الإخوانيين أنّ الذي أسّس هذه الكلمة وجاء بها وابتدعها هو حسن البنّا.. والحال أنّه أتى بها من أُستاذه رشيد رضا المُشبع بالفكر الماسوني!