قصّة الرسالة الَّتِي أرسلها حسن البنّا إلى الدكتور طه حسين والسبب وراء ذلك
- طول المقطع : 00:16:50
- مقطع من برنامج : السرطان القطبيُّ الخبيث في ساحة الثقافة الشيعيّة ح15 - سيِّد قطب ج3
وصف للمقطع
مقطع من برنامج [ السرطان القطبيُّ الخبيث في ساحة الثقافة الشيعيّة الحلقة 15 ]
http://www.almawaddah.be/posts.php?postId=392
كتاب [حسن البنّا مواقف في الدعوة والتربية] لِعبّاس السيسي وهو إخواني حتّى النخاع.
في صفحة 149 تحت عنوان: رسالة إلى الدكتور طه حسين.. والذي أرسل الرسالة هو حسن البنّا.
طه حسين كانتْ لهُ شعبيّة كبيرة.. الرجل كانَ مُميزاً في ثقافتهِ وفي أدبهِ، وكان يَمتلكُ قَلَماً ساحراً، فكانَ لهُ الكثير مِن الأنصار ومِن المُتابعين على مُستوى الجامعات المِصرية وعلى مُستوى الأكاديميّين وعلى مُستوى المُثقّفين.
طه حسين كانَ أزهريّاً، ولكنّه أعرضَ عن التدّين بالكامل، فلم يكن مُلتزماً بالإلتزامات الشرعيّة التي يلتزم بها المُتديّنون، ومات على هذا الحال.. تحوّل إلى الثقافة المُعاصرة، وذهب بعيداً في اعتناق الثقافة الغربية والتبشير بها ولها..!
بعد ذلك انكفأ يكتبُ في أجواء الثقافة الإسلامية، ومع ذلك بقي لهُ أنصار في الحالتين.. فكان لهُ أنصار حين كان يتبنّى الثقافة الغربية، وكان لهُ أنصار حين انبرى يكتب في الثقافة الإسلامية (بِلباسها التأريخي، بشيءٍ مِن أبعادها العَقائديّة، بنحوٍ مِن أجواء نُصوصها وأمثال ذلك..)
● خلاصة الحديث:
كُتُب طه حسين ليستْ كُتب دينيّة، وكذلك العقّاد والبقيّة.. حَتّى هذا الكتاب الذي اشتُهِر لِمُحمّد حُسين هيكل، والذي عنوانه (مُحمّد) والذي كان في سيرة نبيّنا الأعظم "صلّى اللهُ عليه وآله".. هذا الكتاب لم يكن كِتاباً دينياً، هو استشرفه وأخذهُ من كتابات المُستشرقين الغربيين عن سيرة نبيّنا الأعظم "صلّى اللهُ عليه وآله".. فهؤلاء الأدباء والكُتّاب والمُفكّرون كلّهم كانوا يَصبّون شَيئاً مِن الثقافة الإسلامية ولكن في قَوالب الثقافة الغَربية التي نشأوا عليها.. فهم لا يستطيعون أن يخرجوا مِن جلودهم الثقافيّة بعد أن تشبّعوا بالثقافة الغربية..!
هذا الإنكفاء باتّجاه أجواء الثقافة الإسلاميّة مِن دُون تديّن، ومِن دون هجران وخروج من قوالب الثقافة الغربية، هذا الإنكفاء كان "مَوضة" في كُلّ البلاد العربية والإسلامية.. فطه حسين والعقّاد وأضرابهم حتّى حينما تَحدّثوا في أجواء الثقافة الإسلاميّة.. نقلوا ذلك عِبر فَلاتر المُستشرقين الغَربيين..!
● سبب إرسال حسن البنّا رسالة إلى طه حسين هو:
أنّ طه حسين بدأ يُعلنُ أنّه داعية إسلامي، وقد أغاضَ هذا الأمر حَسن البنّا.. فقد وَجَدَ حسن البنّا في هذا الأمر مُزاحمةً له (باعتبار أنّه المالك الوحيد للإسلام).. فكتب حسن البنّا رسالةً إلى طه حسين تحتَ عنوان: رسالة إلى الدكتور طه حسين.. جاء فيها: (كان أتباعُ الدكتور طه حسين مِن طُلّاب كليّة الآداب في الجامعة المِصرية قد أرادوا تكريمَهُ، فأقاموا لهُ حَفْلاً، أعلنَ فيه سعادةُ الدكتور أي طه حسين بأنّه نصير الإسلام، وقال: إنّني أتمنّى أن يُقيّض اللهُ للإسلام مَن يُدافعُ عنهُ كما أُدافعُ عنهُ، وأن ينشُرَهُ ويُحبّبهُ للناس كما أَنشُرهُ أنا وكما أُحبّب مَبادئه للناس)
• فكتب له فضيلة المرشد قائلاً:
(إذا صحَّ ذلك يا دكتور فقد اتّفقنا كلّ الاتّفاق، واعتبِرنا أيّها الداعية المُسلم مِن جندك منذُ الساعة، فإنّا للإسلام نعيش، ولهُ نحيا، وفي سبيل الدعوةِ إليه نموت شُهداء.. صدّقني يا دكتور طه مِن غير أن أُقسْم لكَ، وإنْ شئتَ فأنا أُقسمُ على هذا: إنّني لأتمنّى مِن كلّ قلبي مُخلصاً أن أرى ذلكَ اليوم الذي تدعو فيه أنتَ للإسلام وتنشرهُ بينَ الناس وتُحبّب تعاليمَهُ إليهم..) إلى أن يقول:
(وأنتَ يا دكتور أستاذ في الجامعة المصرية منذُ أُنشئتْ، فأنشدُك الحق: هل تذكر أي فيما بينك وبين نفسك أنّك عرضتَ في دُروسك ومُحاضراتك لطَلَبتكَ ما يُلفتُ أنظارهم إلى جلال هذا الدين وروعتهِ ومَتانةِ تشريعه؟! هذا والمادةُ التي اختصصتَ بتدريسها ألصقُ موادّ الدراسة بالإسلام وكتاب الإسلام؟! ولا أُحرجكَ فأقول: وأُنشدكَ الحقّ يا دكتور: أفتحيا أنتَ في حياتكَ اليوميّة على نمطٍ إسلامي؟! وتطبعُ أُسرتَك كربّ بيتٍ بهذا الطابع، ودعْ البيت وما فيه، أفتقوم أنت في حياتك الشخصية بواجبات الرجل المسلم؟! فضْلاً عن الداعية الذي يتمنّى أن يُقيّض الله للإسلام مَن يدافع عنه مثلك؟!..) والرسالة طويلة
● خلاصة الكلام:
طه حسين يتحدّث بإسم الإسلام.. وحسن البنّا انزعج مِن ذلك، فأرسل هذهِ الرسالة ومضمونها واضح: مِن أنّك يا طه حسين لست مُتديّناً، ولستَ مُلتزماً بالأحكام الشرعيّة.. وهذا هو الذي أُريد أن أقوله: مِن أنّ الإنكفاء نحو أجواء الثقافة الإسلاميّة كان بهذا الشكل (أي مِن دون تديّن وإلتزام بالتكاليف الشرعيّة) وإلّا لَما كان حسن البنّا يُخاطب شخصيّة مِثل طه حسين بِهذا الخِطاب.. فطه حسين لم يكن مُتدّيناً، وهكذا البقيّة الباقية.
وسيّد قُطب حِين انكفأ باتّجاه الثقافة الإسلاميّة كان كبقيّة هؤلاء (لم يكن مُتديّناً).. سيّد قُطب صار مُتدّيناً ومُلتزماً بالطُقوس والعِبادات بعد أن دخل السِجن، أمّا قبل أن يُسجن فلم يكن سيّد قُطب مُتديّناً
✤ عرض لمجموعة مِن صور طه حسين.
● في صفحة 152 من كتاب [حسن البنّا مواقف في الدعوة والتربية] بعد أن أكمل حسن البنّا الرسالة الموجّهة إلى طه حسين وختمها.. جاء هذا التعليق بعد رسالة حسن البنّا (وهو ليس تعليقاً مِن عبّاس السيسي، وإنّما هو مِن المصدر الذي نَقل منه عبّاس السيسي هذه الرسالة وهو كتاب [حسن البنّا الداعيةُ الإمام والمُجدّد الشهيد] للأستاذ أنور الجُندي. يقول أنور الجُندي وهو يُعلّق على الرسالة التي كتبها حسن البنّا إلى طه حسين، يقول: (ذلكَ هو مَوقفُ حسن البنّا في مُواجهة أهْل الفكر: حكمةٌ عالية، وسماحةُ خلق، مع بيان كلّ شيء حتّى لا ينخدعَ الناس في كلامٍ مُزيّف برّاق)
العنوان | الطول | روابط | البرنامج | المجموعة | الوثاق |
---|