قصّة نبيّ الله لوط عليه السلام مع قومه
  • طول المقطع : 00:48:04
وصف للمقطع

مقطع من برنامج [ قـرآنـهـم ] الحلقة ( 18 )
● لوط هو في الخط الإبرهيمي، هو مُعاصر لإبراهيم الخليل وهو من أقرباء إبراهيم الخليل، وكانتْ نبوّته مُتفرّعة عن نبّوة إبراهيم الخليل.. إبراهيم عراقي وبعد ذلك قطن الشام إلى أن فارق الدنيا.. ولوط هو ابن خالة إبراهيم، وكان في بلاد الشام.
■ في الآية 80 من سورة الأعراف: {ولوطاً إذْ قال لقومه أتأتونَ الفاحشة ما سَبَقَكم بها مِن أحدٍ مِن العالمين}
الفاحشة هو الخُروج الزائد والخُروج عن الحُدود التي يجب أن يَسير في داخلها الإنسان.. فالذي يفحش هو الذي يتجاوز هذه الحدود، ولِذا يُقال عن المَكان البعيد مكان على بُعْدٌ فاحش، والكلام الذي يتجاوز حدود الأدب يُقال عنه: كلام فاحش.. ويُقال للأعمال حين تتجاوز حدود الله في الدين فاحشة وفحشاء.. والفاحشة هنا التي يتحدّث عنها لوط النبي هي (اللّواط) ويتفرّع عليها السِحاق، لكن السِحاق لم يُشَر إليه بشكلٍ علني لأنّ السِحاق كان بسبب اللّواط.. حين انتشر الّلواط في قوم لوط وتركوا نساءهم، جاء إبليس ونشر السحاق بين نسائهم! ولم يكن قبل هذا التأريخ لا لِواط ولا سِحاق على وجه الأرض. هنا يتأسّس الّلواط في مدائن قوم لوط!
■ {إنّكم لتأتونَ الرجال شَهوةً من دُون النساء بل أنتم قوم مسرفون} الّلواط خروجٌ على ما اعتادتهُ البشرية في حسناتها وسيّئاتها.. هذا تجديدٌ في الضَلال وتجديدٌ في المعصية.. وما جدّد الناس شيئاً مِن الذنوب إلّا وجدّد اللهُ لهم شيئاً جديداً مِن البلاء
✤ اللواط فيه أمران:
❂ الأمر الأوّل: أنّ الّلواط هو خروجٌ على ما اعتاده المُجتمع البشري والذوق الإنساني مُنذ أبينا آدم وإلى هذهِ الّلحظة.. ولِذا فإنّ الله تعالى ألغى مدائن قوم لوط. فقد مرّ في تأريخ المُجتمع البشري الكثير والكثير مِن الظُلم والجريمة والضلال والسيّئات ولكن لم تأتِ جريمة كجريمة الّلواط.. ولِذلك حتّى العقوبة كانت بأنّ هذه المدائن طُمرتْ في الأرض ولم يُبقِ الله تعالى لهم مِن أثر! في حين أنّ سائر الأُمم التي عُذّبت بقيتْ لها آثار ما عدا قوم لوط.. والروايات تقول أنّ الحجارة التي رُجِم بها قوم لوط حِجارةٌ خاصّة تختلف عن حِجارة الأرض!
● الخطّابية منهم مَن يُصرّون على المُمارسة العمليّة لفاحشة الّلواط، ومنهم مَن يستحلّه (أي يرآه حلالاً) لأنّ مَن يعتقد أنّه إمامه قد أحلّ له ذلك
المُصرّ على مُمارسة الّلواط والمُستحّل له في الروايات الشريفة جاء في الروايات أنّه لابُدّ أن يُضرب بحجر من نوع تلك الأحجار التي لا شبيه لها على الأرض التي ضُرِب بها قوم لوط ولكنّ الناس لا يرون ذلك.. فهو لا يموت إلّا بضربةٍ مِن حجر!
● الروايات تقول: بعد أن ضُربوا بهذا السجّيل المَنضود الذي لا شبيهَ له على الأرض جاء جبرئيل وبِجناحه فرفع تلك المدائن حتّى أنّ الروايات تُقرّب الفكرة والصورة التي تُريد أن تقول إلى أيّ ارتفاع رفعهم جبرئيل، فتقول: أنّه رفع هذهِ المدائن من التخوم السابعة مِن باطن الأرض حتّى أنّ أهل العرش سمعوا صياح دِيَكَتهم فقد كانوا نياماً والضربة حصلتْ عند الفجر.. ومن هناك ردمهم بالأرض فغاصتْ تلك المدن ولم يبقَ منها أثر إلى يومنا هذا.
❂ الأمر الثاني: أنّ الّلواط أمرٌ يُؤدّي إلى تهديم بناء التكوين الفطري عند الإنسان، وهذا الأمر هُو من أفضل الوسائل التي يُوظّفها إبليس في مُواجهة إمام زماننا.. لِذا النبي لوط حِينما هجم عليه الّلواطون استغاث بإمام زماننا.
✤ نقطة مهمّة:
إذا أردنا أن نُقارن بين قوم لوط وبين الخطّابية على طول التأريخ منذ زمان إمامنا الصادق وإلى هذا اليوم: نجد أنّ قوم لوط وجدوا في الّلواط شهوة لذّة.. أمّا الخطّابية قالوا: إنّ الّلواط عبادة من العبادات، والّلواط يُؤدّي إلى صفاء الباطن، والّلوط عنوان من عناوين التواضع لله!!
والخطّابيّة المعاصرون أيضاً يقولون هذا الكلام!!
● في الآية 81 من سورة الأعراف: {إنّكم لتأتونَ الرجال شَهوةً مِن دُون النساء بل أنتم قوم مسرفون} أنتم تجاوزتم الحدود، الإسراف هو تجاوز الحُدود.. هو اتلافٌ للأموال وإضرارٌ بالأبدان (الخروج عن الحدود التي يلتزم العاقل بالحركة ضِمنها).. ولِذا حِين هجموا عليه، قال لهم النبي لوط:
{وجاءَهُ قومهُ يُهرَعون إليه ومِن قبل كانوا يعملونَ السيّئات قال يا قوم هَؤلاء بناتي هُنَّ أطهرُ لكم فاتّقوا الله ولا تُخزونِ في ضَيفي أليس منكم رجلٌ رشيد} كما في الآية 78 من سورة هود حينما جاء الملائكة إلى دار النبي لوط أضيافاً حلّوا في داره وكانوا بصورة شباب في غاية الجمال.. فزوجة لوط أخبرتْ الجيران من أنّ شباباً في غاية الحُسن والجمال قد حلّوا ضُيوفاً في دارنا.. فتباشر القوم فجاؤوا مُتراكضين كي يفعلوا الفاحشة مع هؤلاء الشباب! ولا يُوجد في هذه القرية مَن يُدافع عن لوط، فقط كان لوط وولده، حتّى زوجته كانت مع القوم الضالّين!
● {أليس منكم رجلٌ رشيد} أي ألا يُوجد فيكم عاقل؟ وهذا يعني أنّ اللواط يسلب العقل من الإنسان!
■ {وما كان جواب قومهِ إلّا أن قالوا أخرجوهم مِن قريتكم إنّهم أناس يتطّهرون}
● قولهم {أخرجوهم مِن قريتكم إنّهم أناس يتطّهرون} هذا اعتراف صريح مِن قوم لوط أنّهم أنجاس.. وهم يعرفون نجاستهم، ومِن هُنا قلت: إذا كانتْ الواقفة كلاباً ممطورة، فإنّ الخطّابية خنازير ممطورة.. هذا منطق قوم لوط والخطّابية أسوأ منهم؛ لأنَّ الخطّابية ينسبون الّلواط إلى إمام زماننا!! فإنّ الذي يعتقدون أنّه إمامهم يُمارس الّلواط أمامهم وهو الذي أحلّ الّلواط لهم، وهم يعتقدون أنّ إمام زماننا يفعل هذا..! (هؤلاء هم الخطّابية)! ● قولهم {أناس يتطّهرون} أي أنّ هؤلاء مُتدّينون، هؤلاء مُتشرّعون، هؤلاء يبحثون عن الطهارة والنقاء، أمّا نحن فمُرتكسون في هذه القذارة والنجاسة! ■ {فأنجيناهُ وأهله إلّا امرأتهُ كانتْ من الغابرين} فقط كان لوط وذُريّته هم الناجين.

المجموع :2701

العنوان الطول روابط البرنامج المجموعة الوثاق