قصّتنا مع عليّ مُنذ بداية وجودنا وخلال مسيرة حياتنا - الشيخ الغزِّي
- طول المقطع : 00:28:34
وصف للمقطع
مقطع من محفل الميلاد ... مرارة الحق ولادة سيد الاوصياء عليه السلام 2017 1438 الشيخ الغزِّي
قصّتنا مع عليّ مُنذ بداية وجودنا وخلال مسيرة حياتنا.
حِين بدأ الوجود.. الروايات تُحدّثنا بهذه المضامين: أنّه كان الله ولم يكن معه شيء، ثُمّ تكلّم بكلمة وهي "الإسم الأعظم الأعظم الأعظم الأعزّ الأجلّ الأكرم، الذي خَلَقَهُ تعالى فاستقرّ في ظِلّه فلا يخرج منه إلى غيره" وبعد ذلك بدأت قصّة الكائنات وبدأت قصّة الوجود (قصّة وجودنا).
فحين خَلَق الله العَرْش: كتب عليه شهادة التوحيد وشهادة الرسالة لِمحمّد، وشهادة الولاية لعليّ، وحِين خَلَق الكُرسي، وحِين خَلَق الّلوح وخلَق القَلَم وخَلَق كُلّ شيءٍ كتب ذِكْره تعالى وذِكْر محمّد وذِكْر عليّ على كلّ شيء.
ما مِن شيء على صفحة هذا الوجود مِن أصغر الكائنات إلى أعظمها إلّا وقد كتبَ الله عليه ذِكْره وذِكر محمّد وذِكْر عليّ.. وحِين خَلَق الله كُلّ شيء وتكاملت لوحة الوجود العَجيبة الساحرة التي ما مِن شيء فيها إلّا ويُسبّح بجماله وجلاله وعظمة قدُسه نادى مُنادي الله وارتفع الأذان الإلهي: بالتوحيد وبِمحمّد وعليّ (هذا هو أذان الله في كلّ الوجود..)
■ وفي عالم الطينة حيث الخلائق بستْر الأهاويل مَصونة كما تُحدّثنا الصدّيقة الكبرى صلوات الله عليها في عالم الطِينة تحرّكتْ الخلائق كُلٌّ باتّجاه طِينتها، وحِين وجدنا حُبّ عليّ يتدفّق في شرايننا وتذكو جمْرةُ ودادهِ في أفئدتنا عَلِمْنا أنّ جُزءاً مِن فاضل طِينتهِ صلوات الله عليه فينا.. (فشيعتهم مِنهم، خُلِقوا مِن فاضل طينتهم.. كما تُحدّثنا الروايات).
■ وفي عوالم المواثيق (مواثيق الأنبياء، والملائكة، والجنّ والبشر) كان الميثاق يتضمّن ذِكْر الله وذِكْر محمّد وذِكْر عليّ.. وهنا تكوّنت الفطرة التي يُخبرنا عنها صادق العِترة أنّها: "لا إله إلّا الله، محمّد رسول الله، عليّ ولي الله".
فصلاةٌ مِن دون عليّ هي صلاة تُخالف الفِطرة.. فمَن الذي جَعَل صلاتنا مُخالفة للفطرة..؟!
الشهادات الثلاث (لا إله إلّا الله، محمّد رسول الله، عليّ ولي الله) أجزاء واجبة لا تتفكّك، حِين نُفكّكها تتشوّه الفِطرة.. فمَن الذي شوّه الفِطرة في صلاتنا؟! ابحثوا عن هذا..!
● وسؤالٌ سَلوا أنفسكم به أيضاً: هل صلاتكم على الفطِرة؟! حِين تجدون أنّ ذِكْر عليّ يُبطل الصلاة! هل هذه الصلاة على فِطْرة دِين محمدّ؟! أو حينما تُحرّفون الحقائق فتكون الشهادة الثالثة ليست واجبة (بأسابيل وأحابيل شيطانية مُختلفة: حِين تُذْكر ولكن لا على نحو الوجوب)!!
■ في عالم الذر: كانت الأرواح جنوداً مُجنّدة.. فمنها ما ائتلفَ إلى عليّ، ومنها ما ابتعد عن عليّ.. وحِين وجدنا بَرْدَ حُبّهِ بين جوانحنا علمنا أنّنا مِن تلك الجنود المُجنّدة التي ائتلفتْ إلى عليّ.
■ وفي عالم الأصلاب والأرحام: تنقّلتْ النُطَف، ومِن رَحِم إلى رَحِم، ومِن صُلب إلى صُلب، حتّى وجدنا برْدَ حُبّه على قلوبنا.. فعلمْنا طهارة أمّهاتنا. (ترحّموا على أُمّهاتكم).
■ وعند الولادة: حِين حانت الّلحظة التي نخرج فيها مِن بطون أمَّهاتنا بعد سَفْرة طويلة في الأصلاب والأرحام مُنذ زمان أبينا آدم وإلى الّلحظة التي وُلدنا فيها أوّل صوتٍ سمعناه حين أبصرنا النور صوتٌ عَذِبٌ جميل.. هو صوت القابلةِ تُنادي: عليّ، عليّ، علي.. وصوتُ الوالدة تُنادي: عليّ، عليّ، عليّ
وكُلّ النسوةِ الّلاتي حضرْنَ في ذلك الموقف.. كان النداء مِن الجميع: عليّ، عليّ، علي.... هكذا وُلِدنا في بيوتنا الشيعية.. (فالقابلة تُنادي: يا علي، والنسوة الحاضرات يُنادين: يا علي، والوالدات لا يجدن ملاذاً يلجأنَ إليه إلّا علي).
■ ونحنّ تعلّمنا ونحن نتدرّب أن نقوم على أقدامنا (بعد أن كُنّا قطعة مِن الّلحم موضوعةً في المهد) فجلسنا، ثُمّ زحفنا على أربع ونحن نُحاول القيام.. فمرّة نقوم ومرّة نقع.. وآباؤنا وأُمّهاتنا هكذا مِن دون قصد كلّما حاولنا القيام:
نادوا: يا علي.. وكلّما عثرنا نادوا : يا علي.
عليٌ معنا.. عليٌ حِين ننهض، وعليٌ حِين نعثر، هو الذي يقينا عثَراتنا.. هكذا كُنّا مع عليّ مُنذ بداية قصّة وجودنا.
واستمرّت المسيرة
سورة الأعراف قولهِ تعالى: {وعلى الأعراف رجالٌ يعرفون كلاً بسيماهم ونادوا أصحاب الجنّة أن سلامٌ عليكم لم يدخلوها وهم يطمعون}
هذا السلام لأصحاب الجنّة هو جوابٌ لسلامنا على آل محمّد في زياراتنا..
نادِ عليّاً مُظْهر العجائب ... تجده عوناً لكَ في النوائب
وكلّ همّ وغم سينجلي ... بولايتكَ يا عليّ يا علي يا علي.
■ وحِين تصفّحنا كُتب الحديث، وتصوّرنا أنّنا أصبحنا على علْم، وإذا بصادق العترة يصكّ المسامع بأمره وندائه:
"فإذا قال أحدكم: لا إله إلّا الله، محمّد رسول الله، فليقل: عليّ أمير المؤمنين" نقولها على كلّ حالٍ مِن الأحوال.. في يقظتنا، حينما نُريد أن ننام، في صلاتنا، في صيامنا.. في كلّ شيء .. عليٌ معنا.. فهل نحنُ مع عليّ؟!
سؤالٌ يحتاج إلى تدبّر طويل.. كي نستطيع أن نُجيب عن هذا السؤال!
فقط هناك حسنة واحدة لا تدخل تحت هذا العنوان الوارد في دعاء عرفة.. وهي (ولاء عليّ) لأنّه ولاء عليّ ليس مِن عندنا، وإنّما مِن عنده وبتوفيق من عليّ (وطينتي عُجنتْ مِن قَبْل تكويني..)
حين تعجز أعمالنا الصالحة عن مواجهة هذا التحقيق العسير.. هنا تأتي ولايتنا لعليّ مُسرعة وهنا ينتهي التحقيق، ويسكت الملائكة الغِلاظ الشديد.. فهذه صكّ براءة من عليّ.
ونبيّنا الأعظم حين سُئِل عن صكّ البراءة قال هو: "لا إله إلّا الله، محمّد رسول الله، عليٌ وليّ الله"
● على طول الخط في كُلّ طبقات الوجود، عليٌ مع الله ومع محمّد ومحمّد مع الله وعلي، والله مع محمّد وعلي.. فلماذا في الرسائل العملية، وفي الحوزة العلمية، وفي مكاتب المراجع تتشوّه هذه الصورة في الفتاوى والاستنباطات..؟!