كلماتٌ لعليٍّ عليه السلام عن عائشة و أصحاب الجمل
- طول المقطع : 00:07:10
وصف للمقطع
مقطع من برنامج [ قـرآنـهـم ] الحلقة ( 13 )
سيّد الأوصياء في نهج البلاغة:
(كُنتم جُند المرأة وأتباع البهيمة هي إمامهم رَغَا فأجبتُم وعُقِر فَهَربتُم). الخطاب لجُند المرأة وأتباع البهيمة.. يعني لن تدخلوا الجنّة حتّى يدخل إمامكم هذا الجمل في سمّ الخياط.. وهؤلاء مَرّ وصْفُهم في الحلقة الماضية في كلماتِ سيّد الأوصياء في نهج البلاغة الشريف حين يقول "عليه السلام":
(اتّخذوا الشيطانَ لأمرهم مِلاكاً، واتَّخذهُم لهُ أشراكاً، فبَاضَ وفرَّخ في صُدُورهم، ودَبَّ ودَرَجَ في حُجُورهم، فنَظرَ بأعينهم عيونهم شيطانية ، ونطَقَ بألسنتهم، فركِبَ بهم الزَلَل، و زَيَّن لهم الخَطَل، فِعْل مَن قد شَرِكَهُ الشيطان في سُلطانه، ونَطَق بالباطلِ على لسانهِ)
هؤلاء مواطن للشيطان.. هؤلاء هُم الذين غَدروا بالغَدير، وهَؤلاء هُم الذين رجعوا القهقرى إلى التنزيل وتركوا التأويل.. هذه هي أوصافهم أنّ الشيطان باض وفرّخ في صُدورهم..! هؤلاء عيونهم جهنميّة وألسنتُهم جهنّميّة.
● كلماتُ عليّ في واقعة الجمل تُحدّثنا ليس عن زمان تلك الواقعة وإنّما تُحدّثنا عمّا سيأتي.. مثلما نزلتْ الآية في زمان التنزيل ولكنّها تُحدّثنا عن زمان التأويل.. ومثلما كان عليّ يقف على أرض البصرة في مواجهة عائشة وطلحة والزبير..كان يتحدّث عن زماننا هذا وعن أزمنة ستأتي.
جاء في كلامه المُرقّم بـ(12) في [نهج البلاغة]: (مِن خُطبةٍ لهُ "عليه السّلام" لمَّا أظفرهُ اللهُ بأصحابِ الجَمَل وقد قال لهُ بعضُ أصحابه: وددتُ أن أخي فُلاناً كان شاهدنا ليرى ما نَصركَ اللهُ به على أعدائك. فقال له "عليه السّلام": أهوى أخيك معنا؟ فقال نعم، قال: فقد شهدنا، ولقد شَهِدنا في عَسْكرنا هَذا أقوامٌ في أصلابِ الرجال وأرحامِ النساء، سَيرعفُ بهم الزمان ويَقوى بهم الإيمان) .
إذا كان هوى هذا الشخص على بيعةِ الغدير، وعلى شرط بيعةِ الغدير: وهو أن يكون تفسيرُ القرآن مِن عليّ فقط، وأنّه قد خرج من مرحلة التنزيل ودخل في مَرحلة التأويل.. إذا كان على هذا الشرط فأمير المؤمنين يقول: فقد شَهِدَنا.
● هؤلاء الناكثين الذين قاتلهم سيّد الأوصياء في حرب الجمل هؤلاء ناكثون مُنذ يوم السقيفة، لا أنّهم نكثوا البيعة التي حدثتْ بعد مقتل عُثمان.
هؤلاء نكثوا بيعة الغدير ولكن كُلٌ بحسبه.. أمّا ما جرى في البيعةِ بعد عُثمان فهذهِ بيعةٌ عُرفية. البيعة الحقيقية لعليّ كانت في الغَدير.. والبيعةُ الأصل في جَوهر الدين لعليّ هي بيعةٌ في الفطرة.. ومضمون الفِطرة: (لا إله إلّا الله، محمّدٌ رسول الله، عليّ وليّ الله) كما يقول آل محمّد.. والشهادة الثالثة هنا لا على نحو عدم الجُزئية كما يقول فُقهاؤنا ومراجعنا.
أمّا أنتم أيّها الشيعة فقد نقضتم بيعة الغَدير فِكرياً وعقائدياً حِين أخذتم التفسير مِن غير عليّ، وتركتم تفسير عليّ مَطروحاً، وعلمائنا ومَراجعنا مزّقوه شرّ مُمزق..! وراحوا يُفسّرون القرآن على أنغام النواصب والمُخالفين.. ويتركون تفسير عليّ الذي هو جزءٌ لازمٌ مِن بيعة الغدير..!